طقس العرب - إن عصر التكنولوجيا الحديثة قد شهد تطورات هائلة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ومن ضمن هذه التطورات الرائعة نجد "سوفي"، السمكة الروبوتية الذكية التي تعكس تقدم التكنولوجيا وإمكانيات الذكاء الاصطناعي.
سوفي هي عبارة عن روبوت بحري ذكي يتميز بتصميمه الفريد، والذي يشبه السمكة الحقيقية، وتم تطويرها عن طريق مجموعة من العلماء والمهندسين في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وهدفها الرئيسي هو استكشاف البيئات البحرية بطريقة فعالة وذكية.
الجواب: باستخدام وحدة اتصال صوتية مصغرة، يمكن للغواص التفاعل مع السمكة الآلية عبر إرسال أوامر دقيقة مثل زيادة السرعة، تغيير زاوية الدوران، أو التوجيه العمودي في الغوص، وتظهر النتائج التجريبية التي تم جمعها خلال اختبارات في الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ أن هذه الأسماك الآلية قادرة بشكل ناجح على التنقل في محيطها بأعماق تتراوح من 0 إلى 18 مترًا.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الأسماك الآلية القدرة على توليد حركة ذيل متموجة نابضة بالحياة، ويتم تحقيق هذه الحركة الطبيعية من خلال تصميم مشغل آلي يتيح الدمج بشكل أفضل في بيئة المحيط.
هذه الدراسة تفتح آفاقًا جديدة في مجال البحوث البيئية تحت الماء. إذ نعتقد أنها تتجاوز استخدام المركبات التقليدية التي تعتمد على الدفع والقيود، وتُظهر طرقًا مبتكرة يمكن استخدامها في المستقبل لدراسة تفاعلات الحياة المائية وديناميكيات المحيطات بشكل أعمق وأفضل.
بفضل ذيلها المصنوع من السيليكون واثنتين من الزعانف الآلية ونظام دفع يعتمد على ضخ المياه وإخراجها يمكن للسمكة سوفي التحرك وتغير السرعة واتجاه بسلاسة تامة مثل السمكة الحقيقة لا تقتصر مهمة السمكة سوفي على إرسال صور للنظام البيئي تحت الماء فحسب، بل هي روبوت يمكنه الانضمام إلى النظام البيئي تحت الماء وأيضا يمكنه التعلم من الأسماك ومساعدة العلماء على اختلاس النظر إلى الحياة السرية لعالم البحار والمحيطات.
الجواب: إن توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في سوفي يمكنها من مجموعة متنوعة من المهام البحرية، بما في ذلك مراقبة وتصحيح التلوث البيئي، ودراسة التغيرات المناخية في المحيطات، ومراقبة الحياة البحرية، والمزيد حيث إن وجودها يفتح أبوابًا جديدة للبحث البحري والاستكشاف البيئي بطرق مبتكرة ومستدامة.
وأيضا من الممكن أن يكون للأسماك الروبوتية دور في تنظيف المحيطات من البلاستيك؛ حيث إن باحثين في جامعة سيتشوان في الصين ابتكروا روبوتًا سمكيًا مصنوعًا من مادة تنشط بالضوء، ويمكن للمواد البلاستيكية الدقيقة أن تلتصق بجسمها في أثناء السباحة.
والروبوت الجديد يمكن استغلاله لنقل الملوثات إلى مواقع أخرى حيث يمكن جمعها والتخلص منها على نحو آمن وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه الروبوتات لاكتشاف ومراقبة المواد البلاستيكية الدقيقة في البيئات القاسية التي يصعب على البشر استكشافها بسهولة، مثل البيئات المائية المتجمدة في القطب الشمالي.
ويشير مؤلفو الدراسة إلى أنه تم التحقق من أن السمكة الروبوتية قادرة على التحرك بسرعة مناسبة لالتقاط العوالق في أثناء السباحة، وأن هذه السرعة تفوق على مثيلاتها من الروبوتات اللينة، ويتكون جسم السمكة الروبوت من مادة آمنة للبيئات البحرية، ويتم تنشيط حركتها عن طريق توجيه شعاع من الأشعة تحت الحمراء نحوها، ويتسبب وميض وإيقاف هذا الشعاع في تحريك "ذيل" السمكة الروبوت يمينًا ويسارًا، مما يمكن هذا الروبوت من تقليد حركة السمكة الحقيقية في أثناء السباحة.
ويمكن مشاهدة السمكة الروبوتية الصغيرة، وهي تتحرك بسرعة، وتتفاعل مع الأشعة تحت الحمراء لالتقاط جزيئات البلاستيك الدقيقة التي تلتصق بها، وهذه التقنية تمثل تقدمًا مهمًا في مجال البحوث البيئية وتصميم الروبوتات التي يمكن استخدامها في جمع النفايات البلاستيكية ومراقبة البيئة البحرية بشكل فعال ومستدام.
بالنظر إلى تقدم التكنولوجيا وتطوراتها المستمرة، يبدو أن السمكة الروبوتية سوفي وغيرها من الأسماك الروبوتية المبتكرة تعتبر مثالاً رائعاً على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين فهمنا للعالم البحري والمساهمة في الحفاظ على بيئته واستدامته، وتجسد هذه الروبوتات تقدم التكنولوجيا وتعد أحد الإنجازات الهامة في مجال الروبوتات الذكية والاصطناعية.
اعرف أيضا:
دور الذكاء الاصطناعي في تقليل تأثير الظواهر الجوية الضارة
الروبوتات والطقس: مستقبل تكنولوجيا الطقس وكيف ستغير حياتنا
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول