طقس العرب - اتفاق باريس للحد من تغير المناخ قد يكون أهم اتفاق صحي في هذا القرن، وفقًا لتصريحات ديارميد كامبل ليندروم، أحد العلماء الرائدين في منظمة الصحة العالمية حيث ينبه ليندروم إلى التأثيرات المباشرة لتغير المناخ على الصحة، ويشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في المدن، يمكن أن يؤدي إلى ظروف طقس شديدة الحرارة، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض للأفراد الذين يعانون حالات صحية سابقة، أو في فئات عمرية متقدمة.
وفي هذا السياق، يشدد ليندروم على أن الأشخاص الذين يعانون أمراضاً مثل أمراض القلب يكونون أكثر عرضة للمخاطر الصحية عند ارتفاع درجات الحرارة بشكل ظاهر، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث نوبات مرضية خطيرة أو حتى الوفاة في ظروف حرارية قاسية.
وتأتي هذه التصريحات في إطار لقاء تلفزيوني ضمن برنامج "العلوم في خمس"، الذي أُجري مع الصحافية فيسميتا جوبتا سميث، حيث تمت مناقشة السيناريوهات المستقبلية لتغير المناخ والإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة تأثيراته على الصحة العامة.
وأفاد ليندروم بوجود آثار إضافية لتغير المناخ على البيئة، حيث ينجم ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في أنماط هطول الأمطار في بعض المناطق العالمية عن تجفيف البيئة والغابات، مما يزيد احتمالية وقوع حرائق غابات هائلة وأكثر قوة، وأوضح أن هذه الحرائق تسفر عن وفيات مباشرة أو غير مباشرة للأفراد.
وأشار ليندروم إلى أن حرائق الغابات تسفر عن مستويات مرتفعة من تلوث الهواء، وهو أحد أبرز العوامل المسببة للوفيات، حيث يفترض أن حوالي 7 ملايين شخص يفقدون حياتهم سنويًا على الصعيد العالمي نتيجة لتأثيرات التلوث.
وأضاف ليندروم أن تغير المناخ يسهل نقل الأمراض المعدية، مثل الملاريا وحمى الضنك، والأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا وأمراض الإسهال.
وأشار إلى أن تأثيرات تغير المناخ في النهاية قد تجعل بعض أجزاء العالم غير صالحة للسكن، سواء بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل لا يتحمل، أو بفعل ارتفاع مستوى سطح البحر.
وشدد على أن هناك بالفعل تحذيرات من زيادة حالات غمر الجزر وبعض البلدان بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يجعل السكان يضطرون إلى مغادرة مناطق إقامتهم، مما يؤثر في صحتهم بشكل كبير.
وفي سياق ذي صلة، ألمح ليندروم إلى سيناريوهات مقلقة، مشيرًا إلى أن الارتفاعات الحالية في درجات الحرارة قد تصبح الوضع الطبيعي في جميع أنحاء العالم خلال عقدين من الزمن، واستند إلى تجارب أوروبا وآسيا حيث شهدت درجات حرارة قياسية وموجات حارة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في عدد الحالات الطبية والوفيات، مما يعزز فرضية وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
وأكد ليندروم ضرورة التحضير لهذه التحديات من خلال تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية وتعزيز التدريب للكوادر الصحية، بهدف حماية الأفراد من تأثيرات تغير المناخ، وأشار إلى إمكانية تحقيق فوائد مزدوجة من خلال استخدام الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية، لتلبية احتياجات المرافق الطبية، حيث تعزز المرونة في مواجهة التحديات المناخية، وتخفض التكاليف والتأثير البيئي السلبي.
في سياق الأفراد، أكد ليندروم أن هناك خبرًا سارًا يتمثل في إمكانية اتخاذ العديد من الإجراءات الفعّالة، ويبرز أن الوعي بالمخاطر الصحية الناتجة عن تغير المناخ يؤدي دورًا حاسمًا، حيث يمكن للأفراد الذين لا يتحملون درجات الحرارة المرتفعة بسبب أسباب متعددة حماية أنفسهم من خلال الترطيب، والابتعاد عن الشمس، وتوخي تحذيرات الطقس، وأضاف أن من المهم للجميع، كأفراد، أن يتحسنوا في فهمهم لتأثيرات المناخ بهدف حماية صحتهم في المقام الأول.
أما الخطوة الثانية المبشرة، فتتمثل في الجهود المبذولة للحد من تغير المناخ، حيث أشار إلى أن اتفاق باريس للحد من تغير المناخ قد يكون الخطوة الأهم في مجال الصحة لهذا القرن، وفي حال نجاح الجهود الرامية إلى التحول نحو نظام طاقة نظيف، فإن ذلك لن يكون مفيدًا فقط للكوكب، بل سيكون له تأثير إيجابي على صحة البشر أيضًا، ودعا الأفراد إلى دعم السياسات والقادة الذين يتخذون قرارات استثمارية حكيمة، والتي تعزز الحياة الصحية، وتحمي بيئتنا للأجيال القادمة.
اقرأ أيضا:
تأثير التغيرات المناخية على الصحة النفسية
التغير المناخي والتدهور البيئي يفاقمان ظاهرة لاجئي المناخ
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول