الكشف عن تفاصيل السحابة الغامضة التي يتكرر ظهورها على المريخ

2021-03-13 2021-03-13T11:42:25Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب – تمكنت أجهزة المركبة المداري "مارس اكسبرس" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية الكشف عن أسرار السحابة الطويلة الغريبة "آرسيا مونس" التي حيرت العلماء بعد أن تكرر ظهورها في سماء المريخ لسنوات.

 

ما هي سحابة آرسيا مونس؟

السحابة الغريبة آرسيا مونس (Arsia Mons) هي سحابة جليدية طويلة وساطعة تمتد فوق سطح المريخ، وتحديداً فوق بركان آرسيا مونس وصولًا إلى بركان أوليمبوس مونس والذي يعد أعلى جبل في النظام الشمسي (يصل ارتفاعه إلى 20 كم)، إذ تتكرر هذه الظاهرة الغريبة كل عام حول وقت الانقلاب الشمسي الجنوبي للمريخ، بحيث تتشكل السحابة وتتلاشى بطريقة غامضة يوميًا لمدة 80 يومًا أو أكثر في كل مرة على كوكب المريخ الأحمر.

 

الأداة التي استخدمت للكشف عن تفاصيل السحابة

بالرغم من أن وجود السحابة ليس بالأمر الجديد، إلا أن مهمة دراستها كانت صعبة بسبب التغير السريع في الغلاف الجوي للمريخ والخصائص المدارية للمركبات، حيث لا يمكن للعديد من المركبات المدارية الخاصة بالمريخ أن تبدأ بمراقبة هذا الجزء من السطح حتى فترة ما بعد الظهر، لكن تمكنت المركبة المدارية مارس اكسبرس (Mars Express) أخيراً من إلقاء نظرة متعمقة على السحابة الغريبة باستخدام أداة خاصة، وهي كاميرا المراقبة المرئية (VMC)، والتي تتميز بالدقة وبمجال رؤية واسع.

 

إذ تم تثبيت كاميرا المراقبة على المركبة المدارية للبحث عن مركبة الهبوط (Beagle 2)، وهي مركبة هبوط بريطانية على المريخ تم الإعلان عن ضياعها ويُعتقد أنها تحطمت.

 

وقد تم إعادة تصنيف كاميرا المراقبة (VMC) ككاميرا للعلوم والتي مكنت العلماء من فهم هذه السحابة العابرة بطريقة لم تكن ممكنة سابقاً، حيث تسمح الأداة للعلماء بتتبع الغيوم، ومراقبة العواصف الترابية، واستكشاف الغيوم والتراكيب الترابية في الغلاف الجوي للمريخ، والتغيرات في القمم الجليدية القطبية للكوكب، وأكثر من ذلك.

 

تفاصيل السحابة الغامضة

قام علماء الفلك باستخدام البيانات التي أرسلتها المركبة المدارية في دراسة حديثة كشفت عن تفاصيل جديدة حول السحابة الطويلة، بما في ذلك حجمها الحقيقي، وتفاصيل الديناميكيات المعقدة التي تلعب دورًا في النظام المناخي المحيط بها.

 

وفي هذه الدراسة، استخدم علماء الفلك كلاً من بيانات كاميرا المراقبة (VMC) وبيانات من أدوات أخرى على المركبة المدارية مارس اكسبرس، بالإضافة إلى بيانات من بعثات أخرى بما في ذلك البعثة التابعة لوكالة ناسا (MAVEN)، ومركبة استطلاع المريخ (MRO)، ومهمات (Viking 2) والبعثة التابعة لأبحاث الفضاء الهندية (MOM).

 

وعندما تعمق العلماء في بيانات مهمات فايكنج (Viking 2) من السبعينيات، وجدنا أن هذه السحابة الضخمة قد تم تصويرها جزئيًا منذ فترة طويلة، وهاهم يستكشفون تفاصيلها الآن.


(تبين الرسم التوضيحي دورة حياة السحابة الغريبة على المريخ والبعثات الفضائية التي ساعدت العلماء على دراستها، وعلى يمين الصورة توضيح لطول جبل آرسيا مونس وظهور السحابة فوقه)

 

تفاصيل السحابة التي تم الكشف عنها

وجد الباحثون أن السحابة "آرسيا مونس" هي سحابة ضخمة يصل طولها في أكبر حجم لها إلى حوالي 1800 كيلومتر، وعرض 93 كيلومترًا، والسحابة تتشكل لأسباب تضاريسية أو "أوروغرافية"، مما يعني أنها تتشكل عندما يتم دفع الرياح لأعلى بواسطة تضاريس سطحية مثل الجبال (في هذه الحالة جبل آرسيا مونس)، وبذلك تكون أكبر سحابة أوروغرافية تم رصدها على الإطلاق.

كما وجد العلماء أن السحابة ديناميكية للغاية، وتتشكل قبل شروق الشمس ثم تتوسع بسرعة لمدة ساعتين ونصف، ويمكن أن تنمو بسرعة مذهلة تزيد عن 600 كم/ الساعة، قبل أن تتوقف عن التوسع، ثم تنفصل عن مكان تشكلها وتتمدد أكثر، حتى تتبخر في وقت متأخر من الصباح، وبالمقارنة مع السحب على كوكبنا، فالسحب الأوروغرافية على الأرض لا تكون كبيرة مثل هذه السحابة المريخية، ولا ديناميكية، مما يجعل سحابة آرسيا مونس سحابة استثنائية بشكل غريب.

 

والآن بعد أن كشف الباحثون بشكل أفضل عن دورة حياة وأنماط هذه الظاهرة السحابية، سيمكنهم ذلك من استهدافها ومراقبتها بشكل أفضل.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

ظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاء

ظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاء

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة