طقس العرب-قال الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية سابقاً، إن من رحمة الله تعالى أن البرد لا يأتي فجأة بين ليلة وضحاها أو خلال أيام معدودة، بل يتدرج على مدار نحو ثلاثة أشهر. وهذا التدرج يتيح تحولاً لطيفاً من حرارة الصيف الشديدة إلى برد الشتاء القارس، وذلك من لطف الله بعباده.
وأوضح الدكتور المسند عبر حسابه على منصة "إكس" أن لو كان البرد يأتي دفعة واحدة، ويتحول الطقس من درجات حرارة في الأربعينيات إلى أقل من 10 درجات خلال ساعات، لكان لذلك تأثير مدمر على الزراعة والحياة البرية. ولفت الانتباه إلى آيات القرآن الكريم التي تصف الأرض ووظائفها كقوله تعالى: (أمّن جعل الأرض قراراً)، (الذي جعل لكم الأرض فراشاً) (ألم نجعل الأرض مهاداً)، (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً).
أكثر سؤال يُطرح: متى ينتهي الحر؟
الجواب:
نهاية الحر لا تحدث فجأة حتى نحدد لها يوماً معيناً في السنة، كما نحدد يوم العيد مثلاً‼️ أيضاً بداية البرد لا تحدث بشكل مباغت، بل الأحوال الجوية يحدث التغير فيها بشكل تدريجي .. وبآلية فيها رفق ورحمة إلهية بالإنسان، والحيوان،… pic.twitter.com/22dmQlFgba— أ.د. عبدالله المسند (@ALMISNID) September 29, 2024
وأشار إلى أن تغير درجات الحرارة بين الصيف والشتاء يحدث بسبب ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة، مما يؤدي إلى انحراف أشعة الشمس من كونها عمودية في الصيف إلى مائلة في الشتاء. هذا الميلان يجعل ظل الأشياء أطول ويخفف من شدة الحرارة، حيث تنتشر أشعة الشمس على مساحة جغرافية أكبر، ما يقلل من تركيزها.
وأضاف: "لولا هذا الميلان، لكانت الأرض تعيش فصلاً واحداً فقط، وكان الناس سيعيشون في نطاقات جغرافية محددة. وقدّر الله هذا الميلان بدقة، مما يوازن درجات الحرارة، ويتيح للإنسان والحيوان والنباتات التكيف مع تغير الفصول. ولو كان الميلان أكبر أو أقل، لزادت شدة البرد في الشتاء وحرارة الصيف بشكل غير محتمل".
وأكد المسند أن قرب الأرض أو بعدها عن الشمس لا يؤثر بشكل كبير على تعاقب الفصول. وفي الواقع، تكون الأرض أقرب إلى الشمس خلال فصل الشتاء الشمالي، حيث تصل إلى أقرب نقطة في العشر الأوائل من يناير، بفارق 5 ملايين كيلومتر عن موقعها في يوليو. ورغم هذا القرب، إلا أن ميلان محور الأرض هو الذي يتحكم في تعاقب الفصول.
وختم بالقول: "هذا الفرق البسيط في المسافة بين الأرض والشمس لا يؤثر بشكل كبير على درجات الحرارة، ولو كان له تأثير، لكان الصيف في يناير والشتاء في يوليو. لكن ميلان محور الأرض هو العامل الرئيسي الذي يحدد الفصول، وهذا التغير في درجات الحرارة مفيد للإنسان، والحيوانات، والنباتات، وحتى الجمادات".
شاهد أيضا:
أوراق الأشجار أصبحت تتساقط مبكراً في الخريف.. والسبب
المسند: وعكات سهيل ترهق الناس (التفاصيل)
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول