طقس العرب - يتذكر الاوروبيون جيدا صيف عام 2003، أو ما يسمى بالصيف الأسود، حين فقدوا الآلاف من أقاربهم و أحبائهم و معارفهم، ليس بسبب فايروس أو جائحة، بل بسبب موجة حارة قياسية ضربت القارة وأفقدت 70 ألف شخص حياته خلال أسبوعين، وكانت حصة فرنسا من الكارثة هي الأكبر بفقدان ما يزيد عن 14 ألف شخص لحياتهم خلال أسبوعين.
أسبوعان من الحر الشديد بشكل يومي ليلا و نهاراً، أرهقت سكان القارة الباردة، بل واستنزفت البحيرات والأنهار وتراجع منسوبها وأصبح العديد منها غير قابل لملاحة السفن، وما زاد الطين بلّة هي الحرائق، حيث أتت على آلاف الهكتارات من الغابات و الاراضي الزراعية وقتلت ما قتلت من الحيوانات و دمرت ما دمرت من المحاصيل الزراعية، ورفعت درجات الحرارة بشكل إضافي وزادت الامور سوءًا.
معلومات عن الطقس وحقائق غريبة!
ربما يستغرب الكثيرون لو قلنا بأن درجات الحرارة القاتلة كانت حول 40 درجة مئوية فقط، اقصاها تم تسجيله في اشبيلية الإسبانية 45.6 درجة مئوية، أما فرنسا صاحبة الحصيلة الأثقل كانت أعلى حرارة فيها هي 41 درجة مئوية سُجلت في مدينة أُكسار في وسط فرنسا، لكن العنصر القاتل كان الرطوبة العالية التي ترافقت مع الموجة الحارة بسبب طبيعة الاراضي العشبية والبحيرات المنتشره و الأشجار والأنهار، حيث اصبحت الحرارة المحسوسة التي يستشعرها الجسم تقارب 60 درجة مئوية مع انعدام الرياح أصبح الطقس شبيها بالفرن.
وخسرت البرتغال ما يزيد عن 4300 شخص، أغلبهم من المسنين وضِعاف البنية الجسدية، تلتها لوكسمبورغ البلد الصغير في غرب اوروبا بـ 3000 ضحية، ثم هولندا ب 2500 ضحية وتوزعت باقي الارقام على كل من اسبانيا، ايطاليا، سويسرا، المانيا، بلجيكا، بريطانيا، ايرلاندا، الدنمارك، السويد، بولندا، التشيك، سلوفاكيا و سلوفينيا
الموجة الحارة ضربت بشدة جبال الألب، وأذابت ملايين الأطنان من الجليد في ظرف زمني قياسي، وفاضت الأودية و الأنهار حول جبال الألب، حيث جرفت معها منازل السكان و قتلت المئات على غرار من ماتوا بسبب الموجة الحارة.
فقدت بريطانيا ما يزيد عن 2000 شخص خلال موجة حر 2003، مما أجبر الحكومة البريطانية على انشاء نظام انذار مبكر من الحرارة لتجنب اي كارثة أخرى قد يسببها ارتفاع كبير بالحرارة في المستقبل،
الموجة الحارة سببها اندفاع للكتلة الهوائية الحارة الافريقية من الصحراء الكبرى باتجاه اوروبا، بالتزامن مع تواجد مرتفع جوي في طبقات الجو العالية زاد من شدتها وحرارتها، وترافقت هذه الكتلة الهوائية الحارة بهبوب رياح جنوبية أدت لارتفاع في درجات الحرارة بشكل كبير على السفوح الشمالية لجبال الألب و جبال البرينيه على الحدود الفرنسية الاسبانية.
ومع عدم وجود منخفضات جوية تتحرك شرقاً من المحيط الاطلسي نحو اوروبا كما يحدث بالعادة، فلم يكن هناك أي عامل جوي يمكن أن يدفع بالموجة الحارة بعيدا عن اوروبا، فبقيت اسبوعين كاملين قبل أن تتراجع شدتها منتصف شهر آب 2003، وانخفضت درجات الحرارة وعادت لمعدلاتها الطبيعية
أرقام قياسية عن الطقس ودرجات الحرارة وتساقط الثلوج والأمطار
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول