النشرة الجوية الشهرية لشهر مارس/آذار لعام 2021

لا تتحمل شركة طقس العرب أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في “مدونات طقس العرب”، ويتحمل المدونون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم.

كما لا تتحمل شركة “طقس العرب” أيّة مسؤولية عند إعادة نشر المواد المنشورة في “مدونات طقس العرب” في وسائل الاعلام المختلفة، مما يضع أي جهة تقوم بنشر هذه المدونات باسم طقس العرب أو نقلا عن طقس العرب تحت طائلة المسؤولية والمساءلة القانونية.

الأردن | مارس/آذار 2021: تباين كبير في الطقس من فترة لآخرى .. شهر مُبشر لاقتراب أغلب المناطق من مُعدلاتها السنوية من الأمطار.

الوضع العام:

- تباين حراري كبير من فترة لآخرى، مع توقع هطول أمطار مُبشرة. 

- الأمطار مُتوقع أن تكون حول إلى اعلى من مُعدلاتها العامة، ودرجات حرارة حول إلى أقل من مُعدلاتها العامة.

- الثلوج غير مُستبعدة فوق الجبال العالية في الأسبوع الثاني، ولا يمكن تحديد مزيد من التفاصيل من الأن. 

- ارتفاع فرص تشكل السحب الركامية وامتداد منخفض البحر الأحمر في النصف الثاني من الشهر، وعليه ترتفع فرص تشكل السيول. 

فرص الأمطار وانحراف درجات الحرارة عن المعدل العام خلال الشهر:

الأسبوع الأول (1-7) مارس/آذار 2021:

- الأمطار: حول إلى اقل من المعدل.

- درجات الحرارة: حول إلى اقل من المعدل. 

- فرصة السيول: لا يوجد.

- فرصة الثلوج: ثلوج مُحتملة فوق قمم الجبال الجنوبية. 

- وصف الأنظمة الجوية: يكون الطقس باردًا خلال هذه الفترة بوجهٍ عام نتيجة لتأثر المملكة بامتداد ضعيف لمنخفض جوي ضحل مُترافق بكتلة هوائية باردة، لتكون الفرصة مهيأة لهطول زخات من الأمطار في المناطق الشمالية، تشمل اجزاء من المناطق الوسطى والجنوبية خلال مُنتصف هذه الفترة، وقد تترافق بتساقط زخات ثلجية فوق قمم المُرتفعات الجبلية الجنوبية، وتميل الأجواء للإرتفاع خلال نهاية الفترة نتيجة لاندفاع كتلة هوائية باردة نحو شمال غرب القارة الافريقية، تعمل على تأثر المملكة بمرتفع جوي في طبقات الجو كافة.

الأسبوع الثاني (8-14) مارس/آذار 2021:

- الأمطار: اعلى من المعدل.

- درجات الحرارة: حول إلى اقل من المعدل. 

- فرصة السيول: ​مُتوسطة.

- فرصة الثلوج: مُتوسطة على المُرتفعات الجبلية العالية في بلاد الشام.

- وصف الأنظمة الجوية: يتميز هذا الأسبوع بالإنقلاب الحاد على درجات الحرارة، من خلال تباين واضح في درجات الحرارة بين بداية الفترة ونهايتها، يُتوقع أن يحدث تغيّر جذري في المنظومة الجوية نتيجة انخفاض الضغط الجوي بشكل كبير في مناطق هامة من جزيرة جرينلاند وشمال المحيط الاطلسي، بالتزامن مع تمركز مرتفع جوي قوي غرب القارة الاوروبية ينتج عن ذلك اندفاع احواض باردة من شرق وجنوب القارة الاوروبية، حيث يُتوقع بمشيئة الله أن تتأثر بلاد الشام بما فيها الأردن بمنخفض جوي قد يكون عالي الفعالية يجلب معه الأمطار ودرجات الحرارة المُنخفضة، أمّا بالنسبة لفرصة الثلوج خلال هذه الفترة، فيعتمد على طبيعة وشكل الاندفاع البارد والذي سيتضح أكثر مع اقتراب الفترة الزمنية.

الأسبوع الثالث (15-21) مارس/آذار 2021:

- الأمطار: حول إلى اقل من المعدل.

- درجات الحرارة: حول إلى اعلى من المعدل. 

- فرصة السيول: مُتوسطة

- فرصة الثلوج: ضعيفة

- وصف الأنظمة الجوية: يستمر الضغط الجوي بالارتفاع في الدائرة القطبية الشمالية، وهو ما يؤدي الى انحسار التيار القطبي في العروض العليا (نظام تقارب للرياح)، ويُتوقع ان تنشط الكتل المدارية الرطبة، الأمر الذي قد يعمل على تأثر المملكة باضطراب جوي يُصحب بهطولات مطرية رعدية. 

الأسبوع الرابع والأيام الأخيرة (22-31) مارس/آذار 2021:

- الأمطار: حول المعدل.

- درجات الحرارة: حول إلى اعلى من المعدل. 

- فرصة السيول: مُرتفعة 

- فرصة الثلوج: ضعيفة

- وصف الأنظمة الجوية: من المُتوقع ان تكون درجات الحرارة بداية هذه الفترة حول مُعدلاتها العامة، وبالإتجاه نحو مُنتصف الفترة يُتوقع أن تتحرك الكتل الباردة شرقًا نحو تركيا ويؤدي ذلك الى امتداد بعض الاحواض الجوية الباردة نحو منطقة بلاد الشام، الأمر الذي يعمل الى استجابة "منخفض البحر الأحمر" وتمدده شمالاً نحو فلسطين والمملكة، مما يعمل على نشوء حالة من عدم الاستقرار الجوي، فيما ترتفع احتمالية تشكل منخفض جوي ذو مسار خماسيني قُبيل نهاية الفترة الأمر الذي يعمل على ارتفاع ملحوظ على درجات الحرارة. 

الوضع المناخي (للمُختصين والمُهتمين): 

كان الطقس المُتطرف هو السمة البارزة في شهر فبراير ناتجًا عن الاحترار الستراتوسفيري المفاجئ (Sudden stratospheric warming) الذي أصاب القطب الشمالي على ارتفاع حوالي 30كم في شهر يناير الماضي، أدى الاحترار في الستراتوسفير إلى إضعاف الدوامة القطبية (Polar Vortex)، مما عمل على تباطئ في التيارات الغربية في الدوامة القطبية، وبالتالي تيار نفاث قطبي أكثر تعرجًا واندفاعًا نحو العروض الدنيا، وانفلات أكثر للكتل القطبية واندفاعها بعيدًا عن محور نظام القبة القطبية، لا بد ان احترار الستراتوسفير المفاجئ اصبح نمطًا وسلوكًا للقبة القطبية بعدما حدث بشكلٍ متكرر في المواسم الماضية، والمسؤول عن هذا الاحترار موجات روسبي من خلال ارتفاع درجات الحرارة ثم إنخفاضها وهي التي تساهم في تشكل بؤر زيادة ونقص الأوزون، فقلة الأوزون الذي يتركز في (في أدنى الستراتوسفير وأعلى التروبوسفير) يشكل سببًا رئيسيًا في احترار طبقة الستراتوسفير، إن تبعات الاحترار تظهر جليتًا في خريطة الشذوذ لدرجات الحرارة لشهر نوفمبر، وتُظهر التباين الكبير في درجات الحرارة بين شرق وغرب القارة الأوروبية.

كما عانت شبه الجزيرة العربية خلال فصل الشتاء من الأمرّين لاسيما سلطنة عُمان، وعند الوقوف للأسباب لا يمكننا تجاهل ظاهرة اللانينيا وتأثيرها الغير مُباشر من خلال انخفاض في درجات حرارة القسم الغربي للمحيط الهندي وبحر العربي (IOD)، بالإضافة الى الكتل المدارية الجافة التي سادت معظم فترات الشهر وهذا يعني أن الرياح الرطبة لم تندفع كثيرًا ناحية شبه الجزيرة العربية بالرطوبة النوعية والمنخفضات والحمل الحراري.

لا شك ان النشرة الشهرية لهذا الشهر تُعتبر الأكثر تعقيدًا نظرًا لصعوبة استشعار النماذج العددية النظام العام المُتوقع بسبب الفترة الانتقالية، وبالنظر الى مكونات الغلاف الجوي المسؤول بعد مشيئة الله على المنظومة الجوية التي تُفرز الانماط الطقسية المختلفة، وتعافي طبقة الستراتوسفير وعودة متماسكة للتدفق الغربي بعد الضعف الذي اصابه، وبدا واضحًا ذلك على سلم تذبذبات القطب الشمالي وتُرجم على الخرائط العددية مع منتصف شهر فبراير الماضي، من المُتوقع ان يسجل معامل تذبذب القطب الشمالي (AO) ومعامل شمال المحيط الأطلسي (NAO) المرحلة المُتعادلة الثلث الأول من شهر اذار (ما بين إيجابية خفيفة إلى سلبية خفيفة) فيما يتجه المُعامل الى المرحلة الايجابية معظم ايام الشهر، وهو ما يضمن عمل مُنتظم لمنظومة كلاسيكية )سلوك طبيعي لقيم الضغط الجوي فوق القطب الشمالي(، ايضًا يشير تذبذب مادن جوليان (MJO) الى اقتراب نهايته من المرحلة السابعة ويتجه للمرحلة الثامنة، وما ان يدخل المرحلة الثامنة حتى يبدأ النشاط في المرحلة الاولى كانتهاء دورة كاملة وبداية دورة جديدة وذلك متوقع بُعيد الثلث الأول من آذار وهو ما يعني تحسن النشاط المداري والمد الرطب نحو بحر العرب واواسط افريقيا والبحر الأحمر، وهذه اشارة لوجود فرصة لفعاليات مدارية ماطرة نحو بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية تكون على شكل اضطرابات جوية.