اليمن يواجه مشكلة شح المياه بحصاد مياه الأمطار

2022-08-31 2022-08-31T05:44:01Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - يُعد نقص المياه الصالحة للشرب، أكبر التحديات التي تواجهها المجتمعات المحلية التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل القرى الريفية في مختلف أنحاء اليمن، حتى أصبح الحصول على المياه الصالحة للشرب عملاً يومياً يقع عادة على كاهل النساء والأطفال. فتضطر الأسر إلى السير على الأقدام مسافات طويلة لجلب المياه من الينابيع.

 

تغير المناخ يزيد الأمور تعقيدا

اليمن هو واحد من أكثر البلدان معاناة من شح المياه في العالم، حيث يعاني 18 مليوناً من السكان من عدم القدرة على الحصول على المياه المأمونة أو الصرف الصحي، ومن المرجح أن يكون توفير المياه الصالحة للشرب من أكبر المشاكل التي سيواجهها أبناء اليمن في السنوات القادمة. ومما يزيد الأمر تعقيداً أن الصراع ترك آثاراً شديدة على البنية التحتية للمياه.

 

ومشكلة شح المياه تزداد سوءاً مع تغير المناخ الذي يؤدي إلى انخفاض هطول الأمطار وعدم انتظامها والتفاوت في متوسط تساقطات الأمطار السنوية، مما أدى إلى تعرض بعض مناطق اليمن بالفعل لنوبات الجفاف.

 

مشروع بناء خزانات لحصاد مياه الأمطار

للتخفيف من آثار الاحتباس الحراري العالمي، ولتحسين إمكانية الحصول على مياه صالحة للشرب ومساندة الأسر اليمنية، عمل البنك الدولي وشركاؤه مع المجتمعات المحلية على بناء خزاناتها لتجميع مياه الأمطار، بهدف تيسير الحصول على مياه الشرب النظيفة في ثلاث قرى، وهي: "العدن" (بمحافظة إب)، و"العنين" (بمحافظة ذمار)، و"حوف" (بمحافظة المهرة).

 

وبالنسبة للخزانات التي يتم فيها تجميع مياه الأمطار من أسطح المباني وغيرها من الأسطح غير المسامية، فيتم بناؤها من الحجارة والمواد المتوفرة في معظم القرى اليمنية. وكان الشيء الوحيد الذي يُضطر الناس إلى شرائه هو الإسمنت لبناء الجدران الداخلية والحديد لبناء سقف الخزان.

 

 

العمل مقابل الماء

علاوةً على توفير المياه، يتيح المشروع أيضاً فرص عمل بأجر للمواطنين المحليين الذين يعملون في بناء الخزانات.

 

يقول "مُحمَّد الجمال"، وهو أبٌ لعشرة أطفال من قرية "العدن": "كان برنامج النقد مقابل العمل حافزاً لنا لبدء بناء خزانات تجميع مياه الأمطار المنزلية، لم نعد نضيع المال على شراء المياه من الشاحنات الصهريجية، ولكن الأهم من ذلك أنني سعيدُ أن أطفالي لن يتوقفوا بعد الآن عن الذهاب إلى المدرسة لجلب المياه."

 

من جهته قال "محمد جبران" العضو السابق في المجلس المحلي لمديرية "وصاب العالي" (محافظة ذمار) إن شح المياه الذي تعاني منه المنطقة بدأ يُقوِّض الهيكل الاجتماعي المحلي. وأضاف: "غالباً ما يجري جلب المياه من الينابيع التي تبعد مسيرة ساعة ونصف على الأقل من القرية. ويحمل الأطفال أوعية مياه بلاستيكية فوق رؤوسهم، مما يُلقي عليهم أعباء ثقيلة بدنياً وعقلياً." واستدرك بقوله إنه نظراً لأن هذه المهمة غالبا ما يتم القيام بها مرتين في اليوم، فإن عدد الساعات التي تستغرقها يؤدي إلى توقف الكثيرين عن الذهاب إلى المدرسة. وقد اضطر هذا كثيراً من السكان إلى النزوح للعيش في ضواحي المدن.

 

وتابع: "لكن الماء النظيف أصبح الآن قريباً من بيوتنا. وأتاح هذا لكثير من الأطفال، لا سيما الفتيات، العودة إلى المدرسة ومواصلة دراستهم."

 

 

المشروع أعاد البسمة على وجود الناس

ثمة منفعةٌ أخرى للخزانات المنزلية لتجميع مياه الأمطار تتمثل في أنها مكَّنت المجتمعات المحلية من تجميع مياه الأمطار بكميات كبيرة وتخزينها في خزانات لاستخدامها في المستقبل بدلاً من الاعتماد على برك تجميع المياه العامة الملوَّثة.

 

يقول "ياسر جمعان" مسؤول مشروعات المياه والبيئة في الصندوق الاجتماعي للتنمية بمحافظة المهرة المجاورة: "كان السكان في حوف يعانون كثيراً من شح المياه. وهذه المعاناة زادت بسبب الأسعار المرتفعة للشاحنات الصهريجية لنقل المياه، وكانت النتيجة أن أسراً كثيرة لم يكن بمقدورها تحمل تكلفة هذا الخيار. ولكن بناء خزانات تجميع مياه الأمطار العامة أعاد الابتسامة على وجوه الناس."

 

ويضيف "على باكريت" -وهو من سكان مديرية حوف وعمره 41 عاماً- قائلاً: "في بعض الأحيان كنا نمكث أياماً بلا ماء، ولكن المشكلة انتهت، فما نحن فيه الآن بمثابة الحلم الذي تحقَّق."

 

 

الخزانات وفرت 900 ألف متر مكعب من المياه النظيفة

تأتي مشاريع الحفاظ على المياه في إطار المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات في اليمن التابع للمؤسسة الدولية للتنمية والذي يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذه بالاشتراك مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، ومشروع الأشغال العامة في اليمن. وساند المشروع حتى الآن إنشاء 1279 خزاناً من الخزانات العامة لتجميع مياه الأمطار و30686 خزاناً من الخزانات المنزلية في عموم اليمن، مما وفر قرابة 900 ألف متر مكعب من المياه النظيفة.

 

ويقوم البنك الدولي أيضاً بدعم الجهود واسعة النطاق لتحسين الحصول على المياه والصرف الصحي لملايين الأشخاص في اليمن من خلال شراكات مماثلة مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واليونيسف، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ومنظمة الصحة العالمية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 3.36 ملايين شخص تمكنوا من الحصول على مصادر المياه المحسنة في المناطق المتضررة من وباء الكوليرا في البلاد وذلك من خلال المشروع الطارئ للصحة والتغذية؛ كما حصل 3.24 ملايين شخص على خدمات الصرف الصحي.

 

أما المشروع الطارئ للخدمات الحضرية المتكاملة في اليمن، الذي يغطي 16 منطقة حضرية، فقد أعاد تأهيل أحد أنظمة توفير المياه بالإضافة إلى إعادة تأهيل عدد 113 بئراً، مما أتاح إمكانية الحصول على المياه والصرف الصحي لأكثر من 1.1 مليون يمني. علاوة على ذلك، فقد تم من خلال هذا المشروع تركيب ثمانية أنظمة للطاقة الشمسية الكهروضوئية لآبار المياه المستخدمة في الأغراض البلدية، بالإضافة إلى تركيب 40 نظاماً من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية لآبار المياه في المجتمعات الريفية.

 

المصدر: albankaldawli.org

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

رغم قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة.. لماذا يبقى التنبؤ بالطقس لفترات طويلة تحديًا كبيرًا؟

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

تونس والجزائر | جبهة هوائية باردة تعبر البلاد تترافق مع رياح قطبية وتساقطات ثلجية على بعض المناطق

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق

ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وطقس يميل للدفء في أغلب المناطق