طقس العرب - بعد مرور نحو شهر على الحصار والنزاع القائم في قطاع غزة، يظهر أن مشكلة الجوع ونقص التغذية أصبحت واقعًا مؤلمًا يواجه العديد من سكان القطاع، ويتسبب بسوء التغذية نتيجة إلى عدة عوامل، بما في ذلك نقص الإمدادات الغذائية وقلة الطعام الصحي المتاح، ويمكن أن يكون نتيجة لعدم تناول كميات كافية من الطعام (الجوع المفرط) أو عدم تناول الأطعمة الملائمة التي تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم. وأيضا ما يزيد من هذه المشكلة هو القصف المتواصل والتهجير الجماعي الذي يعانيه السكان، مما يزيد تحديات توفير الغذاء والرعاية الصحية.
الجواب: سوء التغذية يُعرف عادة على أنه حالة تحدث عندما لا يتلقى الجسم جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها، أو عندما يكون هناك نقص جزئي في هذه العناصر، وتتنوع درجات سوء التغذية بين الحدة الطفيفة إلى الحالات الشديدة التي يمكن أن تتسبب في أضرار لا يمكن علاجها حتى في حال بقاء الشخص على قيد الحياة.
عادةً، يتطور سوء التغذية تدريجياً، وقد يكون من الصعب التعرف عليه في مراحله المبكرة ومع مرور الوقت، يمكن أن يسفر عن آثار جسمانية كبيرة، ومن المهم أن تتاح المعرفة المسبقة بأعراض سوء التغذية لضمان تقديم العلاج الفوري.
هناك أنواع مختلفة من سوء التغذية، حيث يُعرف نقص الغذاء بالبروتين والطاقة، المعروف أيضًا باسم نقص التغذية بالبروتين والطاقة أو Protein-energy malnutrition، بأنه حالة تحدث عندما يكون هناك نقص شديد في تناول البروتين والسعرات الحرارية لفترة طويلة.
ويؤثر هذا النقص عادةً على الأفراد من مختلف الفئات العمرية، وليس مقتصرًا على الأطفال، ولكن تكون مشكلة أكبر في البلدان التي تعاني انعدام الأمن الغذائي، حيث يصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة به ونقص التغذية بالبروتين والطاقة يمكن أن يسفر عن مشكلات صحية خطيرة، منها زيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية المهددة للحياة نتيجة لضعف جهاز المناعة، ويمكن أن يجعل عملية علاج هذه الأمراض أكثر صعوبة، ويتميز نقص التغذية بالبروتين والطاقة عادة بنموذجين رئيسيين:
يُصيب غالبًا الأطفال الصغار، وينتج عن نقص شديد في السعرات الحرارية والبروتين، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وجفاف الجسم السَّغَل يمكن أن يتجنب عادةً من خلال الإرضاع الطبيعي.
يحدث عندما يكون النقص الشديد في البروتينات أكبر من نقص السعرات الحرارية، وهو أقل شيوعًا من السَّغَل، وغالبًا ما يظهر بعد فطام الأطفال، ويتميز بانتفاخ الجسم واحتباس السوائل، ويمكن للأفراد المصابين بهذا المرض أن يكتسبوا شكلًا مميزًا، وتقل أصبغة جسمهم وشعرهم.
ونقص التغذية بالبروتين والطاقة يمكن أن يصيب أي شخص إذا لم يتلق الغذاء الكافي، سواء بسبب نقص توفر الطعام أو فقدان الشهية الناتج عن اضطرابات عصبية، ويُعتبر هذا مشكلة خطيرة تتطلب العناية الطبية والتغذية السليمة للمعالجة والوقاية منها.
سوء التغذية يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالتعب والضعف، ويقلل من قدرته على التعافي من الأمراض، ويمكن أن تكون أعراض نقص الغذاء صعبة التمييز، وتحدث عادة بشكل تدريجي، مما يجعل من الصعب رؤيتها في مراحل نقص التغذية المبكرة.
وفي قطاع غزة، تزيد مشكلة سوء التغذية عندما تجتمع مع ظروف القصف والتهجير؛ حيث إنه يمكن أن يؤديا إلى نقص في المواد الغذائية وصعوبة الوصول إلى الغذاء بسهولة، مما يزيد مخاطر سوء التغذية بشكل كبير.
تعد الظروف الطبية والأمراض عوامل إضافية تزيد احتمالية حدوث سوء التغذية، حيث تجعل الجسم بحاجة إلى مزيد من العناصر الغذائية، أو تقلل من قدرة الجسم على امتصاص أو استخدام العناصر الغذائية، وتشمل هذه الأمراض:
لاحظ أيضًا أن الوضع الاجتماعي والجسدي وعوامل التقدم في السن يمكن أن تزيد هذا الخطر بالنسبة للأفراد الذين يواجهون مشكلة سوء التغذية في قطاع غزة، ومن الضروري تقديم الدعم الطبي والغذائي للأشخاص الذين يعانون سوء التغذية في أسرع وقت ممكن.
يُعَالَج سوء التغذية وفقًا للوضع الصحي الفردي والعوامل المسببة له ومع ذلك، عمومًا يُتَعَامَل مع سوء التغذية بالوسائل التالية:
إذا لم تكن هذه الإجراءات كافية، فقد يقرر الأطباء توجيه المريض نحو تناول مكملات غذائية ومشروبات غنية بالسعرات والمواد الغذائية.
في حالة عدم قدرة المريض على تناول الطعام عن طريق الفم بسبب مشكلات صحية، يمكن أن يركب الطبيب أنبوباً للتغذية يُدْخَل من الأنف مباشرة إلى المعدة، وفي بعض الحالات، يغذي المريض من خلال الوريد.
اعرف أيضا:
الاسعافات النفسية الأولية لأهل غزة... كيفية تقديم الدعم النفسي للاشخاص الذين تعرضو للحروب
بعد العدوان على غزة.. كيف نتجنب الاحتراق النفسي أثناء الأزمات والحروب؟
المصادر:
مصدر الصورة:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول