طقس العرب - يُتابع المُختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي آخر المُخرجات الصادرة من الخرائط العالمية لحرارة المُسطحات المائية، والتي تم الاستدلال من خلالها إلى أن ظاهرة "لا نينا" (La Niña) قد اتجهت نحو نمط محايد مؤخرًا. فقد شهدت درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائي استقرارًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث لم تظهر الشذوذات الكبيرة التي تميز ظاهرة "لا نينا" النشطة أو ظاهرة "النينو" (El Niño). هذا التحوّل إلى الحالة المحايدة يعكس توازنًا في الأنظمة المناخية، مما يعني أن التأثيرات المترتبة على الطقس العالمي قد تكون أقل وضوحًا مقارنة بالظروف المتطرفة. ولكن ماذا يحمل المستقبل؟
قال المُختصون الجويون في مركز طقس العرب إن "اللانينا المحايدة" تشير إلى حالة من التوازن أو الهدوء في الظاهرة المناخية المرتبطة بتقلبات درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائي. في حالة "لا نينا" المحايدة، لا تكون هناك شذوذات ملحوظة في درجات حرارة سطح البحر تُعتبر عادةً مؤشرًا قويًا للظاهرة. ومن ثم، تُعرف هذه الحالة بأنها ليست دافئة مثل "النينو" أو باردة مثل "اللانينا"، مما يجعلها مرحلة معتدلة. يكون مؤشر التذبذب الجنوبي غالبًا غير مرتفع ولا منخفض بشكل كبير، مما يعكس توازنًا في الأنظمة الجوية، وتكون الرياح التجارية (الشرقية) في المحيط الهادئ الاستوائي قريبة من المعدل الطبيعي.
أغسطس 2024 الأكثر دفئًا عالميًا وعام 2024 على المسار ليكون الأكثر دفئًا في التاريخ
تشير أحدث التوقعات المناخية والتقارير الصادرة من المراكز العالمية، وتحديدًا وكالة NOAA لمتابعة الغلاف الجوي والمحيطات، إلى احتمال بنسبة 71% لتطور ظاهرة "لا نينا" خلال الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2024، أي خلال فصل الخريف القادم. ومن المرجح مع احتمالية عالية بنسبة 74% لاستمرارها خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
تتميز "اللانينا" بانخفاض درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ الاستوائي، والتي يمكن أن تؤثر على الأنماط المناخية العالمية بطرق متعددة. تشمل تأثيراتها المحتملة تغييرات في أنماط الأمطار، حيث قد تؤدي إلى زيادة أو نقص في الهطول في مناطق مختلفة، فضلاً عن تأثيرها على درجات الحرارة والأعاصير.
أوضح خبراء طقس العرب أن مصطلح "اللانينا" يُشير إلى ظاهرة مناخ المحيطات والغلاف الجوي واسعة النطاق المرتبطة بالتبريد الدوري في درجات حرارة سطح البحر (SSTs) عبر وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي. وتمثل "ظاهرة اللانينا" المرحلة الباردة من دورة "ENSO"، وتعني أن درجات حرارة مياه المحيط أكثر برودة من المتوسط.
ومن المُرجح بمشيئة الله، بحسب المُختصين في مركز طقس العرب، أن ظاهرة اللانينا قد تستمر معنا خلال فصلي الخريف والشتاء 2024/2025، وتصل نسبة احتمالات استمرارها إلى مرتفعة وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). لكن لا يُمكن الجزم بأن تأثيراتها ستكون حتمية من ناحية أثرها على مناخ العالم، إذ إن جميع التأثيرات المُرجحة هي ناتجة عن عمليات معالجة إحصائية لسنوات حدثت بها هذه الظاهرة. كما يجب التأكيد على أن هذه الدورات المناخية ما هي إلا جزء لا يتجزأ من أنماط عملاقة تحرك أنظمة الطقس العالمية.
يرى متنبئون طقس العرب أن ظاهرة اللانينا ترتبط إحصائيًا باشتداد تأثير المرتفع السيبيري على الجزيرة العربية وبلاد الشام خلال فصل الشتاء. وتؤثر ظاهرة اللانينا على المنطقة العربية غالبًا بقلة الأمطار في مناطق المشرق العربي، ولكن يحدث العكس في مناطق المغرب العربي حيث تزداد الأمطار وتنخفض الحرارة عن معدلاتها، مما يزداد فرصة حدوث الفيضانات والسيول في مناطق المغرب العربي، فيما تزداد فرصة الجفاف في مناطق المشرق العربي نتيجة سيطرة المرتفع الجوي السيبيري.
وأشار المُختصون إلى أن اللانينا تؤثر على نمط التيارات الجوية والطقس العالمي بطرق متعددة، مما قد يؤدي إلى تغيرات في درجات الحرارة والهطول في مناطق مختلفة من العالم. ولكن لا يُمكن الجزم بأن تأثيراتها ستكون حتمية من ناحية أثرها على مناخ العالم، إذ إن جميع التأثيرات المُرجحة هي ناتجة عن عمليات معالجة إحصائية لسنوات حدثت بها هذه الظاهرة. يجب التأكيد على أن هذه الدورات المناخية ما هي إلا جزء لا يتجزأ من أنماط عملاقة تحرك أنظمة الطقس العالمية.
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول