تلال وأودية مُخبأة تحت جليد القطب الجنوبي

2023-11-10 2023-11-10T09:57:27Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - عثر علماء بريطانيون وأميركيون على مساحات شاسعة من التلال والوديان الخضراء المخبأة تحت جليد القارة القطبية الجنوبية، وذلك وفقًا لأحدث الدراسات. ورغم أن الباحثين الذين قاموا بهذا الاكتشاف يعتقدون أن هذه المناظر الطبيعية ربما بقيت دون تغيير لملايين السنين، إلا أنهم حذروا من أن ذوبان الجليد بسبب ظاهرة الاحترار المناخي قد يؤدي إلى فقدانها لغطائها الثلجي الحافظ.

 

تلال وأودية مُخبأة تحت جليد القطب الجنوبي

وأشار المسؤول الرئيسي عن الدراسة، ستيوارت جاميسون من جامعة دورهام البريطانية، والتي نُشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، إلى أن هذا المشهد الطبيعي هو "منظر لم يسبق اكتشافه ولم يراه أحد من قبل".

وقد اعتمد الباحثون في هذا الاكتشاف على منهجية جديدة دون الحاجة إلى بيانات جديدة، بل اعتمدوا ببساطة على تقنية رصد مختلفة لاستكشاف هذه الأرض المجهولة تحت الغطاء الجليدي في شرق القطب الجنوبي.

تطلب الأمر إرسال موجات راديو داخل الطبقة الجليدية واستخدام طائرة لتحليق فوقها، مما يتيح تحليل الإشارات الصادرة، وهو ما يُعرف بتقنية فحص الموجات الصوتية الراديوية.

 

الموجات وجدت منظر طبيعي من وديان وتلال تحت الجليد

ومع ذلك، يعتبر تنفيذ هذه العملية على مستوى القارة القطبية الجنوبية، التي تفوق مساحتها أوروبا، تحديًا صعبًا للغاية. وأوضح ستيوارت جاميسون أن الباحثين قاموا باستخدام صور الأقمار الاصطناعية المتاحة لسطح الأرض "لرسم خريطة للوديان والتلال" بعمق يتجاوز الكيلومترين.

ومن خلال دمج هذه البيانات مع بيانات المسح الراديوي بالموجات فوق الصوتية، تكونت صورة لمنظر طبيعي يتخلله نهر ويتألف من وديان عميقة وتلال ذات قمم حادة، تشبه تلك الموجودة حاليًا على سطح الأرض.

وقد قارن عالم الجليد المنظر الناتج عن الدراسة بتلك الذي يمكن أن يشاهده الشخص من نافذة الطائرة عند مرورها فوق منطقة جبلية، وقارنه بمنطقة سنودونيا في شمال ويلز.

 

 

تُظهر الدراسة أن هذه المنطقة الواسعة الممتدة على مساحة 32 ألف كيلومتر مربع كانت في وقت مضى تحتوي على غابات وكانت على الأرجح بيئة للحيوانات، قبل أن يُغطيها الجليد ويُجمدها الزمن.

ورغم صعوبة تحديد الزمن الدقيق لآخر مرة تعرضت فيها هذه المنطقة لأشعة الشمس، فقد أشارت التقديرات إلى أن ذلك حدث قبل 14 مليون سنة على الأقل. ومع ذلك، يُظهر "حدس" البروفيسور جاميسون أن الأمر قد يعود إلى أكثر من 34 مليون سنة، عندما بدأت القارة القطبية الجنوبية في التجمد.

سبق للباحثين اكتشاف بحيرة بحجم مدينة تحت جليد القارة القطبية الجنوبية، ويتطلع معدو هذه الدراسة إلى اكتشاف المزيد من المناظر الطبيعية المثيرة.

 

ومع ذلك، قد تهدد ظاهرة الاحترار المناخي اكتشافهم الأخير. ومع ذلك، يُعزى إلى موقع المنظر الطبيعي الذي اكتشفوه، حيث يقع على بُعد أميال من حافة الغطاء الجليدي، فإن ذلك قد يحميه من التعرض للضوء في المستقبل.

أما الجانب الآخر الذي يثير الاطمئنان، فهو أن هذا العالم الخفي لم يتأثر بتراجع الجليد خلال فترات الاحترار القديمة، مثل فترة البليوسين التي تمتد منذ 3 إلى 4.5 مليون سنة.

ومع ذلك، يظل من غير المعروف بعد، وفقًا للبروفيسور جاميسون، ما هي "نقطة التحول" المناخية التي قد تؤدي إلى ذوبان الجليد غير المستقر النتائج.

كما حذرت دراسة من أن ذوبان الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية المجاورة قد يتسارع بشكل كبير في العقود القادمة، حتى إذا تم التزام العالم بتحقيق التزاماته في الحد من ظاهرة الاحترار المناخي.

 

 

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
ما الأجسام الطائرة الغامضة التي تم رصدها فوق نيوجيرسي الأميركية؟

ما الأجسام الطائرة الغامضة التي تم رصدها فوق نيوجيرسي الأميركية؟

مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

مرصد كوبرنيكوس: نوفمبر 2024 ثاني أكثر شهر نوفمبر دفئًا على الإطلاق

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة