طقس العرب - يصادف اليوم 7/1/2025 الذكرى السنوية العاشرة على العاصفة الثلجية "هدى" التي ضربت المنطقة في يناير عام 2015. وكانت هذه العاصفة واحدة من أقوى العواصف الشتوية التي شهدتها دول الشرق الأوسط، حيث تسببت في تساقط كثيف للثلوج وانخفاض حاد في درجات الحرارة، مما أثر على الحياة اليومية وتسبب في العديد من الأضرار.
وفي التفاصيل، يتذكر سكان بلاد الشام في مثل هذا اليوم من كل عام مشهد الثلوج التي غطت مناطق واسعة من المملكة، حيث يصادف اليوم الذكرى العاشرة للعاصفة الثلجية "هدى"، التي بدأ تأثيرها على المنطقة في يوم الأربعاء 7 يناير 2015. وتسببت العاصفة في إغلاق الطرق وتعطيل الوزارات والدوائر الحكومية لعدة أيام، كما أدى تراكم الثلوج إلى إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة عمان. كما أغلقت الثلوج منطقة شمال عمان بالكامل، إضافة إلى إغلاق الطرق في محافظة البلقاء شمال غرب العاصمة، وكانت الحال مشابهة في معظم مدن جنوب المملكة.
ونعود بسرد شيء من التفاصيل حول تأثيرات العاصفة الثلجية التي نستذكر من خلالها الأجواء القطبية التي شهدتها المنطقة وفقًا للتسلسل التالي:
تأثرت بلاد الشام تحديدًا الأردن نهار الأربعاء بطقس عاصف بسبب الرياح العاتية التي وصلت سرعتها إلى أكثر من 100 كم/ساعة، مما أدى إلى إثارة الغبار والعواصف الرملية. كما هطلت أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وبَرَدِية في بعض المناطق. ومع ساعات الفجر، بدأ تساقط الثلوج بكثافة على المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 700 متر عن سطح البحر، وامتد تساقط الثلوج ليشمل المناطق الوسطى. ومع الليل، انخفضت درجات الحرارة بشكل كبير حتى وصلت إلى الصفر وما دون الصفر في العديد من المناطق.
استمر الطقس القارس البرودة، حيث استمرت الرياح القوية التي تجاوزت سرعتها 80 كم/ساعة، واستمر تساقط الثلوج على شكل زخات فوق المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 850 مترًا في الأردن. كان مستوى تساقط الثلوج دون ذلك في شمال بلاد الشام. كما تجدد تساقط الثلوج في الليل فوق أغلب المرتفعات.
ازداد تدفق رياح قطبية شديدة البرودة من تركيا إلى المنطقة، مما أدى إلى ساد أجواء قارسة البرودة في أغلب المناطق. كما انخفضت درجات الحرارة بشكل غير معتاد ليلاً، حيث سجلت عمان والمدن الأردنية درجات حرارة أقل من -5 درجات مئوية، وتجدد تساقط الثلوج على العديد من المناطق.
وبالعودة إلى سجل الخرائط الحاسوبية، نجد أن الأنماط الجوية التي سادت النصف الشمالي في تلك الفترة تمثلت ببناء مرتفع جوي قوي فوق مناطق هامة من غرب وجنوب غرب القارة الأوروبية مما تسبب في تدفق هواء بارد من شمال ووسط أوروبا باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، نتج عنه تكوّن منخفض جوي فوق اليونان.
وبفعل استمرار انسياب الرياح القطبية، تعمق المنخفض في اليوم التالي وتحرك باتجاه الشرق ليتمركز بين جزيرة قبرص وجزيرة كريت اليونانية. في تلك الأثناء، تأثرت المنطقة بالجبهة الهوائية الدافئة، مما أدى إلى ارتفاع طفيف في درجات الحرارة، وكان الجو يوم الاثنين مشمسًا إلى غائم جزئي.
ومع استمرار تدفق الهواء البارد، تعمق المنخفض الجوي وتمركز شمال جزيرة قبرص، مما أدى إلى اقتراب الجبهة الهوائية المصاحبة له، ليحول الجو إلى عاصف مع اشتداد سرعة الرياح المثيرة للغبار. ومع مساء الثلاثاء، بدأت المملكة بالتأثر بالعاصفة الثلجية المترافقة مع كتلة هوائية قطبية شديدة البرودة، ليبدأ تساقط الثلوج منذ فجر الأربعاء.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول