طقس العرب - سنان خلف - باريس، هي تلك المدينة الجميلة التي تعتبر احدى الوجهات السياحية الأبرز حول العالم، باتت اليوم مدينة تحت الإحتلال، إذ أصبحت الجرذان هي صاحبة الكلمة، مع تجاوز أعدادها حاجز الـ 4 مليون جرذ، في الوقت الذي يقف فيه عدد سكنها من بني البشر عند 2 مليون شخص، أي بمعدل جرذين لكل شخص!
وبلا خوف أو تردد، تتجوّل الجرذان ذات الأحجام الكبيرة في العاصمة الفرنسية، بعد أن فاقت أعدادها أعداد البشر، فتجدها بأعدادٍ لا يُمكنك حصرها أسفل شوفي محيط برج إيفل، في الحدائق العامة وداخل المطاعم، تمرّ في كلّ مكان قد تجد فيه طعاماً، في مشهدٍ صادم لزوار المدينة الشهيرة ومثير للاشمئزاز والتفزز.
ونقلت الصحافة الفرنسية مراراً شكوى عمال النظافة في المدينة الذين يخشون من أن تهاجمهم الجرذان خلال قيامهم بعملهم. صحيحٌ أن الجميع يأخذ جرعة طُعم قبل بدء وظيفته، لكن العديدين منهم تعرّضوا للهجوم بمجرّد فتح صناديق النفايات.
توجد عدّة أسباب لهذا الانتشار الكبير للجرذان في المدينة، وهي في معظمها تندرج تحت خانة "غياب النظافة". أوّلاً اعتادت الجرذان على العيش في المساحات التي يسكنها البشر، وتجاوزت الخوف من "الجديد" في باريس. أمّا السبب الثاني، فهي سلال القمامة التي انتشرت في المدينة في بدايات عام 2000، وكان الهدف منها محاربة الإرهاب، وهي عبارة عن أكياس شفافة يُمكن لأفراد الشرطة رؤية ما بداخلها بسهولة. لكنها سهلة الوصول بالنسبة للجرذان التي اعتادت على قضمها للوصول إلى ما في داخلها.
أمّا فتح المجال في الكثير من المساحات العامة لتناول الطعام والشراب وللتنزّه، فشرّع الباب لترك بقايا الطعام في هذه المساحات، وهي أكثر ما يشدّ الجرذان، كذلك هي صناديق الزبالة الخاصة بالمطاعم. كميات طعام كبيرة يتمّ رميها سواء داخل عبوات جمع القمامة أو خارجها. وهذا ما يُفسّر الفيديوهات الكثيرة المنتشرة لكميات مخيفة من الجرذان، تتراكم بعضها فوق بعض داخل العبوات الخاصة بنفايات المطاعم.
وأعلنت نائبة رئيس بلدية باريس خلال اجتماع لمجلس البلدية أنّه سيتم تشكيل فريق عمل من أجل دراسة امكانية التعايش مع الجرذان. وقالت ردّا على سؤال لرئيس بلدية الدائرة الثامنة عشر يتعلق بخطّة بلدية باريس لمكافحة مشكلة القوارض، إنّ "مسألة التعايش تطرح".
وتابعت ''قرّرنا مع رئيسة البلدية (آن هيدالغو) مؤخرا أيضا انشاء فريق عمل حول مسألة التعايش مع القوارض لنكون أكثر فعالية في التعامل مع الجرذان ودون جعل حياة البارييسين لا تطاق ولا يعني ذلك ترك الجرذان تتجوّل بحرية".
وقالت سوريس إنّ القوارض لم تعد تمثّل اشكالا يتهدّد الصحة العامة، وأنّ داء البريميات الذي قد ينتج عن التعرّض للعضّ من هذه القوارض يهمّ أساسا عمّال النظافة الذين سيتمّ تطعيمهم ضدّ هذا المرض.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول