طقس العرب - تختلف حالات عدم الاستقرار الجوي عن المنخفضات الجوية، فهي منظومة جوية مختلفة في طبيعة التكون والتأثيرات المصاحبة. ويستوجب على الجميع الانتباه والاستعداد لمخاطر الأمطار المحلية الغزيرة التي تأتي مع تقلبات الطقس المفاجئة خلال هذا النوع من الحالات، ولكن هل تعتبر حالات عدم الاستقرار في مناخ المملكة معتادة؟
تتأثر المملكة خلال الفصول الانتقالية بأنظمة جوية تجلب الأمطار الرعدية، تختلف في طبيعتها عن المنخفضات الجوية، وتسمى علمياً بحالات عدم الاستقرار الجوي، والتي تعدّ من الظواهر المناخية المعتادة. حيث تتأثر المنطقة بمنظومات جوية متعددة، أبرزها الرياح الغربية الرطبة القادمة من البحر الأبيض المتوسط، والتي تؤدي إلى تشكّل السحب الركامية وحدوث هطولات مطرية عند التقاء هذه الكتل الهوائية الباردة بالتيارات الدافئة القادمة من الجنوب.
ويشير خبراء مركز طقس العرب إلى أن المناخ في مختلف مناطق الشرق الأوسط يتعرض أحيانًا لتقلبات جوية أكثر حدة بسبب العوامل المناخية العالمية، مثل الاحترار العالمي، وهو ما يُحدث اضطرابات في المنظومات الجوية المعتادة، مما يمكن أن يؤدي إلى فترات غير منتظمة من الأمطار أو ارتفاعات غير مألوفة في درجات الحرارة.
وتندرج هذه الظواهر ضمن ما يعرف بـ"التغيرات المناخية العالمية"، التي تؤثر بشكل متزايد على تكرار وشدة حالات عدم الاستقرار الجوي على مستوى العالم.
تنشأ حالات عدم الاستقرار عند التقاء هواء بارد في طبقات الجو العليا من الغلاف الجوي مع هواء دافئ أو أكثر حرارة وسخونة في طبقات الجو السفلى. ويتزامن ذلك الالتقاء مع وجود رطوبة كافية في طبقات الجو، لاسيما الطبقات البنائية. وعند حدوث هذا الالتقاء فوق منطقة معينة، تتشكل ما يعرف بالسحب الركامية الرعدية التي تنمو بشكل رأسي في طبقات الجو. وتتميز تلك الحالات بأنها ذات طابع محلي، أي إنها تنشأ السحب داخلياً وتختفي السحب الممطرة في نفس المنطقة المتأثرة بها أو تمتد لمناطق أخرى وتتلاشى بعدها.
تتميز حالات عدم الاستقرار الجوي بعدم الانتظام في الهطولات، فيمكن أن تهطل الأمطار في منطقة ما، ومنطقة قريبة منها لا تشهد أي أمطار أو تشهد أمطارًا خفيفة لا تذكر، وربما تكون فيها الأجواء مشمسة وصافية. وتتميز بعدم الشمولية في توزيع الأمطار أو حتى شدتها، فربما مناطق طوال تأثير الحالة لا تشهد أي أمطار بفعل عدم الانتظام في توزيع الأمطار. ويصعب على المتنبئين تحديد أماكن الهطولات بدقة. وتعتبر تلك الحالات معقدة، وتأتي على أرض الواقع مخالفة سواءً في تطور أو في تراجع، لذلك وجب الحذر عند تأثيرها. وتعتبر تلك الحالات خطرة، خاصة القوية منها، لأنها تسبب هطول كميات كبيرة من الأمطار في بؤر جغرافية ضيقة مما يسبب تشكل السيول والفيضانات.
تترافق حالات عدم الاستقرار الجوي بظواهر جوية عدة، وتشمل هذه الظواهر الحالات باختلاف شدتها، فمنها القوية والمتوسطة والضعيفة، ولعل أبرز الظواهر الجوية المرافقة ما يلي:
والله أعلم.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول