طقس العرب - تمُر دول المغرب العربي بمرحلة ضعف مطري منذ بداية المربعانية على غرار فصل الخريف التي استقبلت خلالها المنطقة كميات كبيرة من الأمطار، خاصةً أن مخرجات النماذج العددية والصادرة عن مركز طقس العرب تُشير إلى استمرار حالة الانحباس المطري شهر فبراير من عام 2022، وسيكون هناك ارتفاع آخر على درجات الحرارة.
ومما لاشك به أن الجزائر وعِدّة مناطق في المغرب العربي تُعاني من انحباس مطري حتى اللحظة، إذ لم تتأثر المنطقة بأية حالات جوية رئيسية ساهمت في هطول أمطار "هامة" خلال الـ 45 يوم السابقة، وبِلُغة الأرقام فقد هطل على سبيل المثال في العاصمة الجزائر طيلة شهر يناير ما يُقارب 20 ملم، هذه الكميات إذا ما قورنة بالمُعدلات الإعتيادية (كمية الأمطار المُفترض أن تهطل طيلة شهر يناير على العاصمة الجزائر وذلك بالمقارنة مع ثلاثون عاماً ماضية) فهي تُمثل ما يُقارب 23% من المُعدل الشهري فقط.
وحالات الانحباس المطري تتكرر في الأرشيف المناخي لدول شمال غرب إفريقيا، حيث يمتاز مناخها بالتذبذب الكبير للأمطار بين عام وآخر وذلك بسبب وقوعها بين مناخين، وتشير بيانات مناخية إحصائية بأن أخر تلك السنوات عام 2018/2019 التي عانت فيها هذه الدول من تبعات سيطرة المرتفع الجوي على شمال افريقيا.
يُعرف الانحباس المطري بأنه ظاهرة توقف المطر وانقطاعه، ومنذ بداية شهر يناير حتى هذا اليوم كان المطر شبه منقطع عن المنطقة، ويعود السبب الرئيسي للانحباس المطري الحالي هو غياب الحالات الجوية بشقيها (المنخفضات الجوية أو حالات عدم الاستقرار الجوي)، بسبب ما يحدث من سيطرة لمُرتفع جوي قوي ومُتمركز في طبقات الجو كافة بدءاً من الأجزاء الغربية وكذلك الأجزاء الشمالية الغربية من افريقيا، مثل الجزائر والمغرب على وجه التحديد، وصولاً إلى غربي القارة الأوروبية، بينما الجانب الشرقي من أوروبا وروسيا يُسيطر عليها منخفضات جوية عميقة تترافق مع درجات حرارة مُتدنية للغاية بالعديد من تلك المناطق وتؤثر بشكلٍ مباشر على شرق وأجزاء من وسط المتوسط.
ولكن الأمر اللافت خلال الشهر الماضي، هو بقاء هذا المرتفع ثابتاً في مكانه على مدار الشهر، بحيث أدى ثبات توزيع الكتل الهوائية والأنظمة الجوية من المحيط الأطلسي والقطب الشمالي بإذن الله إلى استمرار توافد ونقل الهواء البارد من عروض عليا قطبية نحو شرق القارة الأوروبية ومن ثم تشكل المنخفضات الجوية في تلك المناطق، على النقيض تماماً سيطرة مُطلقة للمُرتفع الجوي على أجواء دول المغرب العربي، ومُرفق بكتلة هوائية دافئة مُندفعة من الصحراء الإفريقية وسط أجواء أكثر جفافاً ودفئاً من المُعتاد.
ومن المُتوقع أن تزداد فرص الغبار ورُبما العواصف الرملية في العديد من المناطق نتيجة لاقتراب الكتل الهوائية الباردة وشديدة البرودة احياناً والفوارق الحرارية الكبيرة التي تحصل وتؤثر على قيم الضغط الجوي والتي تساهم في تشكل بعض الموجات الغبارية، سيّما وأن الفترة القادمة تمتاز بالفوارق الحرارية الكبيرة وتداخل وصراع بين تأثير الكتل الدافئة المتمركزة فوق الصحراء الإفريقية وما بين امتداد الكتل الباردة/شديدة البرودة المندفعة عبر البحر المتوسط.
ومع قلة الغطاء النباتي والهطول المطري الذي يجعل من التربة جافة ومُفككة ذات حُبيبات وذرات صغيرة ودقيقة يُمكن للرياح رفعها وحملها بكل سهولة ونقلها من مكان إلى آخر على شكل عواصف رملية واسعة.
وقد أصدر كادر التنبؤات الجوية في مركز طقس العرب النشرة الشهرية لـِ "دول المغرب العربي" وقد تضمنت توقعات بأمطار أقل من معدلاتها بشكل ملحوظ خلال مجمل الشهر، ودرجات الحرارة أدفأ من المُعدل في معظم المناطق، لمزيد من التفاصيل من هُنا.
اللهم إسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول