طقس العرب - تعود أغلبية الأفراد إلى اللجوء إلى استخدام ساعة المنبه في هواتفهم النقالة لضمان استيقاظهم في الوقت المحدد صباحًا، ورغم أن الكثيرين يستخدمون المنبه للاستيقاظ، إلا أن العديد منهم لا يفتحون عيونهم فورًا، بل يميلون إلى الغفوة لمدة عشر دقائق إضافية بعد أن يدق الجرس للمرة الأولى، وفي بعض الحالات، يضغطون على زر الغفوة ليحصلوا على فترات نوم قصيرة إضافية، وهنا يطرح السؤال الأساسي: هل تلك الدقائق الإضافية من النوم التي يشعر الشخص بأنها يستولي عليها من صباح يومه فعّالة أم تؤثر سلبًا على الجسم؟
أظهرت دراسة حديثة أن الضغط على زر "الغفوة" للحصول على فترة نوم إضافية قد يكون ذلك فعّالًا بالفعل للفرد وهو ذلك الأمر الذي يتعارض مع الاعتقاد السائد الذي يصف هذه العادة عادة بالكسل أو الخمول ووفقًا لتقرير نشرته مجلة "ساينتفيك أميركان"، وتوصلت دراسة حديثة نُشِرَت في مجلة أبحاث النوم إلى أن الأفراد الذين يعتمدون بانتظام على زر الغفوة يخسرون نحو ست دقائق فقط من النوم يوميًا، دون أن يكون لذلك تأثير سلبي على مستوى النعاس أو المزاج في الصباح وبناءً على نتائج الاختبارات، يظهر أن هذه العملية تحسن فعلًا الوعي والاستيعاب.
وتأتي هذه الدراسة لتؤيد الأبحاث السابقة التي أجريت في عام 2022، والتي أشارت أيضًا إلى أن الأفراد الذين يميلون إلى الغفوة بشكل متكرر لا يشعرون بشكل عام بالنعاس بالمقارنة مع غيرهم الذين لا يميلون إلى هذه العادة.
تشير الدراسات أيضاً إلى أن الغفوة تؤدي دورًا في التخلص من النعاس الصباحي من خلال تسهيل الانتقال من فترة النوم العميق إلى مرحلة أخف، وتعتبر فترة الراحة الجيدة في الليل عادةً مكونة من أربع إلى خمس دورات نوم، وكل دورة تحتوي على أربع مراحل، ويحدث النوم الخفيف في المرحلتين الأوليتين من حركة العين غير السريعة، حيث يسترخي العضلات، ويبطئ نشاط الدماغ بالإضافة إلى تباطؤ التنفس ومعدل ضربات القلب، ولكن الشخص لا يزال يمكنه الاستيقاظ بسهولة ومع تقدم الليل، يصل الأفراد تدريجياً إلى مراحل نوم أعمق، حيث يكون من الصعب الاستيقاظ خلال المرحلة الثالثة والأخيرة من حركة العين غير السريعة والمرحلة الأولى من حركة العين السريعة.
وتشير نتائج الدراسات إلى أن النوم الخفيف الإضافي يمكن أيضًا من يحسن الإدراك، حيث لم يشعر الأفراد الذين غفوا حتى في نصف الساعة الأخيرة من نومهم بالتعب أثناء النهار، وكانوا أيضًا يظلون يقظين بما يكفي لتحقيق أداء جيد في الاختبارات المعرفية المتعلقة بسرعة المعالجة والذاكرة العرضية والأداء التنفيذي، بالإضافة إلى العمليات الحسابية البسيطة، وأظهر الاختبار المعرفي الثاني أن هذه الفوائد تظل قائمة لمدة 40 دقيقة على الأقل بعد الاستيقاظ.
كشفت الدراسات أن الغفوة تحد من قدرة الدماغ على العودة بسرعة إلى مراحل النوم الأعمق، وذلك من خلال رصد مستويات الكورتيزول، الذي يعزز اليقظة، لدى الأفراد الذين يغفون صباحاً، وتُظهر النتائج أيضًا ارتفاع هذا الهرمون بشكل أكبر مقارنةً بالأشخاص الذين يمضون الليل بشكل مستمر، وفي هذا السياق، تكون استجابة الكورتيزول قد بدأت في وقت مبكر قليلاً، وربما ساعدت الغفوة الدماغ على إنهاء مهامه بشكل فعّال.
ومع ذلك، تشير كاسي هيلديتش، عالمة النوم في جامعة ولاية سان خوسيه، إلى أن العلاقة بين الغفوة والإدراك لا تزال تحتاج إلى المزيد من البحث. تشير أيضًا إلى دراسات أخرى تظهر آثارًا معاكسة، حيث يشهد الأشخاص الذين لا يغفون تحسنًا في اليقظة، بينما يعاني الأفراد الذين يغفون من تراجع في الأداء الإدراكي.
اعرف أيضا:
هل أنت أكثر دفئًا أم برودة في الصباح؟
لماذا يشعر بعض الأشخاص بالبرد بعد الأكل؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول