طقس العرب - كان موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي حتى الآن هادئا بشكل نادر، مع عدم وجود عاصفة واحدة مسماة منذ 2 يوليو، وهذا لم يحدث منذ 40 عاما.
يرى العلماء أنه مع تغير المناخ اردادت شدة العواصف والأعاصير المدارية وأصبحت أكثر ضررا، وكانت توقعات العلماء بالإجماع، بموسم نشط لأعاصير المحيط الأطلسي لعام 2022، بحيث يكون الموسم أعلى أو أعلى بكثير من المتوسط.
قال ماثيو روزنكرانز، كبير خبراء التنبؤ بالأعاصير الموسمية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، "أنا مندهش قليلا من قلة النشاط حتى هذه اللحظة"، وأضاف: "إن هذا الهدوء لا يتفق مع التوقعات"، مشيرا إلى أن أرقام العواصف التي توقعتها NOAA لا تزال قابلة للتحقيق، حيث أن الجزء الأكبر من العواصف الاستوائية والأعاصير عادة ما تتشكل من أواخر أغسطس حتى أكتوبر.
كانت الفترة من 20 أغسطس وما بعده خلال السنوات الـ70 الماضية ، يمثل 75% من جميع أنشطة الأعاصير المدارية عبر المحيط الأطلسي. فعلى سبيل المثال، تطور إعصار "أندرو" في نهاية شهر أغسطس عام 1992 بعد موسم غير نشط، ودمر الإعصار أجزاء من جنوب فلوريدا.
تشير توقعات NOAA إلى فرص أعلى من المعتاد لموسم نشط، مشيرة إلى قوة ظاهرة الانينيا والمياه الأكثر دفئا من المتوسط في منطقة "MDR" في المحيط الأطلسي، وعادة ما تنذر هذه العوامل بظروف مواتية لتشكل الأعاصير في ذروة الموسم.
وفي حين أن هذه العوامل لا تزال قائمة، فقد حدثت تغييرات جذرية في ثلاثة متغيرات رئيسية يصعب التنبؤ بها في وقت مبكر وتفسر عدم النشاط في آب/أغسطس.
أولا: النشاط المحيط الهادئ
شهد شرق المحيط الهادئ أعاصير متكررة في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وهو أمر غير معتاد خلال ظاهرة الانينيا (La Niña) المعتدلة. كل هذا الهواء المتصاعد من عواصف شرق المحيط الهادئ يجب أن ينزل في مكان ما، غالبا فوق الخليج ومنطقة البحر الكاريبي.
هذا التدفق من الهواء الهابط والمستقر والناتج عن النشاط في شرق المحيط الهادئ أدى لأن يكون الحال أكثر هدوءا في المحيط الأطلسي. حيثُ تنتشر رياح القص فوق المتوسط في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي، مما أدى إلى إخماد العواصف الوليدة التي كانت ستتطور.
يبدو أن ظاهرة النينيا قد فازت أخيرا في الحرب في المحيط الهادئ، ولا يتوقع حدوث أعاصير غرب المكسيك خلال الأسبوع المقبل أو أكثر.
ثانيا: درجات حرارة المياه
لا يزال النصف الشرقي من المحيط الأطلسي في حالة من الفوضى. في حين أن مياه منطقة "MDR" التي تتطور الحالات المدارية فوقها لا تزال أكثر دفئا قليلا من المتوسط، فإن القضية الثانية هي أن درجات حرارة سطح البحر شمال المناطق المدارية قد تغيرت بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية. وقد برد المحيط شبه الاستوائي (20-35 درجة شمالا)، في حين يشهد خط العرض الأوسط (35-50 درجة شمالا) المحيط الأطلسي الآن دفئا قياسيا.
إضافة إلى ذلك ، فإن التدرج بين الشمال والجنوب في درجات حرارة المحيط الأطلسي أقل بكثير من المعتاد هذا العام، مما تسبب في تحول في التيار النفاث شمالا. وهذا يعني صيفا حارا في أوروبا، وجعل من السهل على الكتل الهوائية الجافة والمستقرة من المناطق شبه الاستوائية المعتدلة أن تنجرف إلى MDR، حيث كانت الرطوبة متوسطة المستوى أقل بكثير من المعتاد في أغسطس الماضي، وهذا أيضا يثبط تطور الأعاصير المدارية.
ثالثا: الغبار
اجتاحت الرياح التجارية الشرقية الأقوى من المعتاد هذا الصيف الصحراء الكبرى في افريقيا وحملت جسيمات الغبار الصحراوي فوق المحيط الأطلسي الاستوائي، تعمل حبيبات الغبار هذه على تدفئة الغلاف الجوي الأوسط، مما يزيد من استقرار الكتلة الهوائية الجافة بالفعل ويمنع الحمل الحراري.
إن عدم وجود أعاصير تضرب الولايات المتحدة حتى الآن هذا الموسم كان بمثابة فترة راحة بالنظر إلى أن جزء كبير من البلاد اضطرت إلى التعامل مع الحرارة الشديدة والجفاف وخمس عواصف مطيرة ضربت البلاد خلال عدة أسابيع كانت الأقوى من 1000 عام.
قال كيم وود، عالم الأرصاد الجوية في جامعة ولاية ميسيسيبي، إن مجموعات العواصف الرعدية التي تتحرك قبالة أفريقيا، والمعروفة باسم الأمواج المدارية (tropical waves)، تحتاج إلى ظروف معينة لتصبح أكثر تنظيما.
وأضاف: "المحيط دافئ بما يكفي لدعم العواصف الرعدية القوية اللازمة لتصبح إحدى هذه الأمواج عاصفة استوائية، لكن تحتاج هذه الموجات الاستوائية أيضا إلى هواء رطب صاعد ورياح قص عمودية منخفضة".
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول