طقس العرب-يُعتبر زيت الزيتون أول زيت عرفته البشرية، وقد حافظ على مكانته كغذاء رئيسي في مختلف الحضارات لآلاف السنين، حيث ذُكر في الكتب السماوية باعتباره مباركًا وذو فوائد صحية عظيمة. وعلى الرغم من تطور صناعة الزيوت النباتية الحديثة، إلا أن الأبحاث أثبتت أن زيت الزيتون يتميز بقيمة غذائية ونكهة استثنائية، ويعد الزيت الطبيعي الوحيد الذي يتم استخراجه دون الحاجة إلى عمليات تكرير.
تؤكد الدراسات الحديثة أن استهلاك زيت الزيتون يساعد في تحسين صحة القلب، حيث يقلل من خطر النوبات القلبية والموت المبكر بفضل مكون "الأولورابين" الذي يغطي جدران الشرايين بطبقة واقية تمنع تراكم الكوليسترول، مما يحد من تصلب الشرايين. كما يحتوي زيت الزيتون على "ستيرولات" التي تقلل مستويات الكوليسترول الضار بنحو 9-15% وتمنع امتصاصه في الجهاز الهضمي.
يحتوي زيت الزيتون على الكلوروفيل "اليخضور" الذي يمنحه لونه المميز ويسهم في تعزيز عمليات الأيض وتسريع التئام الجروح وتشكيل الدم. كما يحتوي على الكاروتينات، مثل "بيتا كاروتين" التي تتحول إلى فيتامين A في الجسم، مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض العيون وبعض أنواع السرطانات. ويعمل الزيت كوسط دهني يساعد على امتصاص فيتامين D بفعالية.
بما أن زيت الزيتون مادة دهنية، فإنه يتعرض للتأكسد والتلف في أي مرحلة من مراحل الإنتاج، مما ينعكس سلبًا على جودته وخواصه الكيميائية ويقلل من فوائده الصحية. لذلك، يجب الاعتناء بأشجار الزيتون بدءًا من اختيار أصناف الزيتون الجيدة، مثل "النبالي" و"الصوري" و"المليسي"، والاهتمام بتغذيتها وتقليها وحمايتها من الآفات والأمراض.
إن لقطف الزيتون يدويًا بوضع الفُرُش أسفل الأشجار لمنع تلوث الثمار بالتراب، بالإضافة إلى القطف في الموعد المناسب عند نضج الثمار وحفاظها على العناصر المهمة مثل الفينولات والكلوروفيل، يعزز من جودة الزيت المستخرج. ومن المهم أن تكون الفترة بين القطاف والعصر قصيرة، مع تعبئة الثمار في صناديق بلاستيكية أو خشبية ذات فتحات تهوية، وتجنب الأكياس البلاستيكية.
تشكل المرحلة التصنيعية حوالي 30% من العوامل المؤثرة في جودة الزيت، وتشمل غسل الثمار وفصل الأوراق، مع العناية بنظافة مياه الغسل، وضبط مدة العجن لنصف ساعة فقط. من المهم ألا تزيد درجة حرارة الماء المستخدم في الخلط عن 25 درجة مئوية للمحافظة على الجودة الحسية والكيميائية للزيت. وفي مرحلة الفرز، يجب ضمان نظافة الفرازات وتجنب اختلاط الزيت بمياه الزيبار لأكثر من 8 ساعات، مع إبقاء درجة الحرارة بين 16 و20 درجة مئوية.
ويتم تأخير تعبئة الزيت وتركه لمدة 24 ساعة للتخلص من الرواسب المتخمرة، ويفضل استخدام عبوات زجاجية معتمة أو من الستانلس ستيل لحفظ الزيت، مع تجنب العبوات الحديدية والنحاسية. للحفاظ على جودة الزيت، يجب إغلاق العبوات جيدًا وحفظها في أماكن جافة وباردة لا تزيد حرارتها عن 18 درجة مئوية، بعيدًا عن الضوء وأشعة الشمس.
ينصح بشراء زيت الزيتون من مصادر موثوقة ومرخصة، مع الانتباه إلى تواريخ الإنتاج لضمان الحصول على زيت ذو جودة عالية وفوائد صحية كبيرة.
شاهد أيضا:
الأردن | تعرف إلى موعد انطلاق موسم الزيتون
الأردن | الكورة والزيتون توأمان.. بدء موسم قطاف شجرة الزيتون المباركة في لواء الكورة
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول