طقس العرب - في تطور ملفت، يمكن أن تغير وجهة نظرك وسلوكك حول التخلص من زيت الطهي المستعمل تمامًا، حيث قد تكون هذه المادة التي قد تعتبرها عديمة الفائدة ذات قيمة كبيرة في المستقبل القريب، ولكن لا علاقة لها بالمطبخ.
في خطوة رائدة، حلقت طائرة تجارية طويلة المدى عبر المحيط الأطلسي من لندن إلى نيويورك باستخدام وقود طيران مستدام بنسبة 100 بالمئة، يتألف أساسًا من زيت الطهي المستعمل والمنتجات النباتية.
ولم تقل الرحلة سوا مؤسس فيرجن، البيليونير ريتشارد برانسون، إلى جانب عدد قليل من الركاب. ومن المقرر أن تعود الطائرة إلى لندن باستخدام وقود الطائرات التقليدي.
تشكل أسترات وأحماض دهنية، التي تم الحصول عليها بعد معالجة زيت الطهي المستعمل، نسبة تصل إلى 88 بالمئة من وقود الطائرة المستخدم في هذه الرحلة.
يلاحظ أن استخدام هذا الوقود لا يتطلب محركات خاصة أو أي تعديلات على هيكل الطائرة، ما يجعلها تقنية مستدامة وفعّالة من حيث التكلفة للنقل الجوي.
رغم الجاذبية الكبيرة للفكرة، إلا أن تكلفة إنتاج الوقود المستدام تظل عائقًا كبيرًا يجعل الشركات المنتجة تعيد تقييم توجيهاتها.
وفي الوقت الحالي، يتم إنتاج الوقود المستدام بكميات صغيرة، حيث تصل تكلفته إلى ما بين 3 إلى 5 أضعاف تكلفة وقود الطائرات التقليدي. وبناءً على ذلك، فإن الحكومة البريطانية لا تفضل استخدام هذا النوع من الوقود لتشغيل الطائرات في الوقت الراهن.
قالت هولي بويد بولاند، نائبة رئيس تطوير الشركات في شركة طيران "فيرجن أتلانتيك" البريطانية: "هذه ليست رحلة خالية من الانبعاثات، لكنها تثبت بالتأكيد أن لدينا أدوات هائلة وفرصا كبيرة لخفض الكربون بشكل ملموس".
أوضح البروفيسور غراهام هاتشينغز من جامعة كارديف: "رحلة فيرجن هذه أمر جيد، لكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين للغاية بشأن نقاط القوة والقيود والتحديات التي يجب معالجتها والتغلب عليها، إذا أردنا توسيع نطاق تلك التكنولوجيات الجديدة المطلوبة في غضون بضعة عقود"
تتوقع شركات الطيران أن يلعب الوقود المستدام دورًا كبيرًا في تقليل صافي الانبعاثات، حيث يمكن تحقيق تقليل يصل إلى 70 بالمئة مقارنة بالوقود التقليدي. يأتي هذا في إطار جهود الصناعة للحد من الاعتماد على المكونات الكربونية، مع التركيز على تطوير خيارات جديدة تعتمد على الكهرباء والهيدروجين.
يُشار إلى أن قطاع الطيران التجاري يُسهم حالياً بنحو 3 بالمئة من انبعاثات الكربون في العالم.
تعتمد شركات الطيران على الوقود المصنوع من المخلفات لتقليل انبعاثاتها بنسبة تصل إلى 70%.
ورغم أن هذا الوقود يعد ذا أهمية بيئية كبيرة، إلا أن التكلفة العالية وشح المواد اللازمة لصنعه تجعل إنتاجه على نطاق واسع أمرًا صعبًا. الوقود المستدام حاليًا يمثل أقل من 0.1% من إجمالي وقود الطائرات في جميع أنحاء العالم. والرحلة التاريخية لطائرة بوينغ 787، التي استخدمت وقودًا مستدامًا بنسبة 100%، تعد خطوة هامة نحو تحسين الاستدامة في صناعة الطيران.
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول