طقس العرب - قد تكون بعض المنازل غير المكيفة مناسبة في فصول الصيف المعتدلة، إلا أن تغير المناخ أدى إلى إطالة موجات الحر وتكثيفها على كثير من البلدان، ورفع درجات الحرارة إلى درجات متطرفة غير متوقعة، مما استوجب البحث عن طرق لتبريد المنزل وجعله مكاناً ملائماً للاحتماء فيه من حر الصيف.
قد تكون أجهزة التكييف حلاً لا بد منه في بعض البلدان، إلا أن هناك بعض الحيل التي تساعد في تبريد المنزل بدلاً من استخدام أجهزة التكييف، أو حتى التقليل من وقت تشغيلها، وهذا يساهم في تخفيف فواتير الكهرباء، والتقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري أثناء توليد الكهرباء، وهي خطوة ضرورية في مكافحة تغير المناخ والأمل الوحيد لدينا لتجنب مستقبل أكثر سخونة.
من المهم أولاً أن نفهم سبب ارتفاع درجة حرارة المباني، حيث تتولد الحرارة وتسخن المباني خلال النهار عن طريق الإشعاع الشمسي وضوء الشمس الذي يتسلل عبر النوافذ ويصطدم بالأسطح والجدران. وفي الليل، وبعد غياب مصدر الحرارة الرئيسي، تبقى مشكلة الإشعاع البيئي، وهي الحرارة التي تأتي من الأسفلت والأسطح الأخرى التي امتصت ضوء الشمس طوال اليوم.
والآن لننتقل إلى الحيل التي يمكن استخدامها لتبريد المنزل:
1. إغلاق الستائر والمظلات: بمجرد أن تشرق الشمس ، يجب أن تغلق ستائر النوافذ الزجاجية التي ينتقل الاشعاع الشمسي بسهولة من خلالها، ويمكن تثبيت مظلات خارجية قابلة للسحب على النوافذ والأبواب لتحجب أشعة الشمس، وإذا لم يكن ذلك متاحًا، يمكنك حتى تغطية قطعة من الورق المقوى بورق الألمنيوم وتثبيتها في إطار النافذة خلال ساعات النهار.
2. زراعة النباتات حول المنزل: يمكن أن تحمي الزراعة حول المبنى الجدران من التسخين. لا توفر الأشجار الظل فحسب، بل يمكنها أيضًا خفض درجة الحرارة المحيطة من خلال عملية تسمى التبريد التبخيري. فعندما تطلق الأوراق الماء في الهواء، تُستخدم الطاقة لتحويل السائل إلى بخار، نفس الظاهرة تفسر سبب مساهمة التعرق بتبريد أجسادنا.
3. تغطية أسطح المنزل: إن تغطية المبنى بمواد ساطعة وعاكسة للغاية يمنعه من امتصاص حرارة الشمس. كما يمكن بناء حديقة على سطح المنزل، إذ يمكن للنباتات خفض درجة حرارة السقف بمقدار 4 درجات. وبالرغم من أنه أكثر تكلفة من مجرد طلاء السطح باللون الأبيض، إلا أن الأسطح المزروعة بالنباتات لها فوائد أكثر من مجرد تبريد المنزل، إذ يمكنها التعامل مع جريان مياه الأمطار على السطح، وتقليل تلوث الهواء ، وتحسين الصحة النفسية.
4. فتح النوافذ في المساء: إذا كان بإمكانك الحد من كمية الإشعاع الشمسي التي يمتصها منزلك خلال النهار، فلا داعي للقلق بشأن الإشعاع البيئي بعد غروب الشمس. عندما يحل الليل وتنخفض درجة حرارة الهواء الخارجي، يحين الوقت لفتح النوافذ. قم بعمل تهوية متقاطعة عن طريق فتح النوافذ والأبواب على جوانب متقابلة من الغرف. إذا كان منزلك متعدد الطوابق ، فتأكد من أن الهواء الدافئ المتصاعد يمكن أن يهرب من خلال النوافذ الموجودة في الطوابق العليا أو الفتحات الموجودة في السطح. فهواء الليل البارد هو أفضل مصدر تبريد مجاني لدينا.
5. استخدام المروحة: تذكر أن المراوح لا تبرد الهواء هي فقط تحركه، لذلك لا يُنصح باستخدام المروحة في وقت النهار عندما يكون الهاء ساخناً، في الواقع، إذا كانت المروحة تنفث هواءًا أكثر سخونة من درجة حرارة جسمك ، فقد يصعب على جسمك تبديد الحرارة من خلال التعرق.
ولكن إذا كانت درجة حرارة الهواء الداخلي أقل من 35 درجة مئوية، فمن الآمن تشغيل مراوح السقف أو مراوح النوافذ. وإذا كنت تستخدم فتحة تهوية بالنافذة، فتأكد من وضعها في المكان الذي تسحب فيه أبرد هواء، مثل النافذة التي تطل على الفناء الخلفي المورق بدلا من تركيبه على نافذة تطل على طريق مزدحم فيسحب الهواء الساخن وعادم السيارة.
6. استغلال نسيم الليل لتبريد مواد المنزل: من المهم السماح لنسيم الهواء البارد ليلاً بدخول المنزل، فهو لا يخفض درجة حرارة الهواء الداخلي فحسب، بل يمكنه أيضًا سحب الحرارة بعيدًا عن المواد التي بُني منها منزلك، مثل البلاط والجدران، فهذه المواد لديها سعة حرارية نوعية عالية، فهي تتطلب الكثير من الطاقة لرفع درجة حرارتها بدرجة واحدة فقط. لهذا السبب دائمًا ما تكون أرضيات بلاط الحمام باردة ، حتى عندما يكون المنزل دافئًا، وعندما تسخن يستغرق تبريدها وقتاً أطول.
7. التقليل من استخدام أجهزة المطبخ التي تصدر حرارة: اقتصد قدر الإمكان في استخدام أجهزة المطبخ التي تبعث حرارة، مثل الفرن، خاصة خلال ساعات ذروة الحر.
8. استبدال الإضائة المتوهجة: قم باستبدال جميع المصابيح المتوهجة والفلورية وغيرها من المصابيح إلى LED، تنبعث الحرارة من جميع المعدات الإلكترونية بما في ذلك المصابيح الكهربائية. وهذا يساهم في ارتفاع درجة حرارة المنزل، أما مصابيح LED فتبقى باردة، كما أنها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، لذلك ستوفر في فواتير الكهرباء. وإذا لم تتمكن من تغيير جميع مصابيحك الكهربائية، يمكنك إطفاء الأنوار واستغلال الضوء الطبيعي أثناء النهار.
9. وعاء الثلج أو الماء البارد: نصيحة أخرى مفيدة هي وضع الماء البارد أو الثلج أمام المروحة أثناء تشغيلها. سيؤدي ذلك إلى قيام المروحة بنفخ برودة الماء أو الثلج حولها، فالجليد يولد هواءً باردًا حوله. تعتبر هذه الحيلة بديل مثالي لمكيفات الهواء، لكن تجنب الجلوس أمام تدفق الهواء مباشرةً حتى لا تهيج عينيك.
تشير الدراسات إلى أن حيل تبريد المنزل يمكن أن تكون فعالة للغاية في تقليل الحاجة إلى استخدام أجهزة تكييف الهواء، وبالتالي خفضت أحمال الكهرباء المستخدمة للتبريد في الصيف، وهي مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين ليس لديهم إمكانية اقتناء أجهزة تكييف الهواء أو لا يستطيعون تحمل تكاليفه، وهي متوفرة حتى في حال انقطاع التيار الكهربائي.
إن الحد من الاعتماد على تكييف الهواء أمر مهم لأن هذه الأجهزة تضر بكوكب الأرض، فهي تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية، وتشكل حوالي 6% من إجمالي استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة وتتسبب بـ117 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.
كما أن المواد المبردة المستخدمة في أجهزة تكييف الهواء هي فئة من المواد الكيميائية المعروفة باسم مركبات "الكربون الفلورية"، وهي بعض من أقوى غازات الدفيئة في العالم وتتحمل حرارة تزيد ألف مرة عن كمية مكافئة من ثاني أكسيد الكربون.
إذن فإن تشغيل مكيف الهواء قد يحل مشكلة الحر في المنزل إلا أنه يزيد الأمر سوءاً على مستوى الكوكب والمناخ.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول