طقس العرب - ظاهرة التأثير البني للأعاصير هي ظاهرة جوية تعمل بشكل عكسي لما هو معتاد أن نسمعه او نقرأه عن آلية اشتداد و اكتساب قوة الأعاصير عادة ، فكما هو معروف أن الأعاصير تنشأ و تتطور فوق مياه المحيطات الدافئة و تكسب طاقتها من رطوبة و حرارة هذه المياه قبل أن تضعف و تتلاشى عندما تغادر مياه المحيط و تدخل اليابسة.
لكن ،ما يحدث في ظاهرة التأثير البني للأعاصير هو اشتداد الإعصار عند مغادرته المحيط و عبوره اليابسة، لذلك تم اطلاق وصف اللون البني عليه لأن العنصر المؤثر فيه هذه المرة هو التربة.
هذه الظاهرة تحدث عند توفر عنصرين وهما : تشبع اليابسة بمياه الأمطار قبل مغادرة عين الاعصار مياه المحيط ، وثانيا، هي الحرارة العالية للأرض الرطبة، هاذان العنصران يوفران طاقة أكبر للإعصار ممّا توفره مياه المحيط سواءَ من رطوبة أو من حرارة وبالتالي يجد الإعصار في انتظاره داخل اليابسة كمية طاقة هائلة يستطيع من خلالها ان يشتد و يتطور بدل ان يضعف و يتلاشى.
ومن ضمن الشروط الثانوية حتى تعمل ظاهرة التأثير البني للإعاصير بالشكل المثالي هي غياب الجبال و التضاريس داخل هذه اليابسة، لأن الجبال و الهضاب و الأرض غير المستوية بشكل عام تعمل عمل المصدات الهوائية و تعيق الحركة الإلتفافية للإعصار داخل اليابسة.
هذه الظاهرة ليست شائعة، وهي نادرة الحدوث لأنها تحتاج الظروف المثالية حتى تتحقق، فالأعاصير دائما قبل دخولها لليابسة تعمل على فقدان هذه الارض للحرارة بسبب الغطاء السحابي و أيضا الأمطار الهاطلة، فكيف تحافظ الأرض على حرارتها رغم الغطاء السحابي و الأمطار الهاطلة؟
الإجابة على هذا السؤال هي بسيطة، أن يسحب الإعصار رياح ساخنة من منطقة بعيدة لتعبر فوق اليابسة الرطبة التي سيعبرها الاعصار وبالتالي يتحقق شرطا الحرارة و الرطوبة، و حدث هذا في أكثر من مناسبة.
الاعصار أليسون الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكة سنة 2001 تحديدا ولاية المسيسيبي، حيث اشتد الإعصار بمجرد دخوله اليابسة و اشتدت معه الهطولات المطرية أكثر مما كان عليه فوق مياه خليج المكسيك.
العاصفة الإستوائية ألبيرتو التي ضربت أيضا الولايات المتحدة الأمريكية حيث اشتدت فوق اليابسة و استمرت بالتحرك داخل الأراضي لمدة 3 أيام حتى وصلت إلى بحيرة هورون و هي ثاني أكبر بحيرة من البحيرات العظمى الأمريكية و بالتالي تكون هذه العاصفة هي أول عاصفة تنجح بالوصول للبحيرة بالتاريخ، والفضل يعود الى ظاهرة التأثير البني للمحيطات.
أما المثال الأخير هو الأحدث و الأقرب لنا، وهو المنخفض المداري الذي ضرب سلطنة عمان و شرق اليمن بتاريخ 29/5/2020 ، حيث تميز المنخفض الجوي بالبطئ الشديد داخل مياه بحر العرب ، لكن اشتدت قوته عند دخوله اليابسة من ناحية مدينة صلالة العمانية، جالبا معه كميات هائلة من الأمطار فاقت ال 600 ملم، ويعود بسبب حدوث هذه الظاهرة خلال هذا المنخفض هو سحب المنخفض الجوي لكتلة هوائية حارة من الربع الخالي باتجاه سلطنة عمان بالوقت الذي كانت تشهد فيه هذه المناطق تساقطا كبيرا للامطار، وبمجرد دخول مركز المنخفض اليابسة وجد الحرارة و الرطوبة الكافية ليشد بدل أن يتلاشى.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول