طقس العرب-حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) من احتمالية تعرض الأرض لعاصفة شمسية شديدة قد تزيد من شدة الشفق القطبي وتؤثر على شبكات الطاقة.
أشار خبراء الأرصاد الجوية في مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع لـ NOAA إلى أن هناك فرصة كبيرة لمتابعة عرض ضوئي مذهل في السماء خلال نهاية الأسبوع. فمن المتوقع أن تحدث عاصفة جيومغناطيسية شديدة يومي الخميس والجمعة الموافقين 10 و11 أكتوبر. وقد تم تصنيف هذه العاصفة ضمن الفئة G4، وهي ثاني أعلى مستوى على مقياس العواصف الجيومغناطيسية، الذي يقيس شدة العواصف وتأثيراتها المحتملة.
هذه العاصفة الجيومغناطيسية ليست بالأمر العادي، حيث أصدر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي تحذيرًا خاصًا من الفئة G4. ويُعد هذا التحذير هو الثاني من نوعه منذ عام 2005، وكان الأول قد صدر في مايو الماضي قبل أن تحدث عاصفة شمسية تسببت في ظهور عروض شفق قطبي مميزة.
السبب وراء هذه العاصفة هو انفجار هائل على سطح الشمس. ففي ليلة الثلاثاء 8 أكتوبر، أطلقت البقعة الشمسية المعروفة باسم AR 3848 توهجًا شمسيًا قويًا من فئة X1.8. وتُعد التوهجات من فئة X هي الأقوى بين أنواع التوهجات الشمسية، وقد تسببت هذه التوهجات في انقطاعات للإرسال الراديوي في المناطق التي تعرضت لأشعة الشمس المباشرة.
وتم تحليل هذا التوهج الشمسي بواسطة خبراء SWPC باستخدام البيانات التي جمعتها مركبة الفضاء Solar and Heliospheric Observatory (SOHO)، وقد تبين أن التوهج كان مصحوبًا بانبعاث كتلة إكليلية (CME)، وهي سحابة ضخمة من الجسيمات الشمسية والحقول المغناطيسية. وتشير التقديرات إلى أن هذا الانبعاث موجه مباشرة نحو الأرض، ومن المتوقع أن يؤدي إلى عاصفة جيومغناطيسية قوية عند وصوله.
Space weather Alert
Yesterday's X class solar flare aimed at earth produced an enormous full halo CME at our planet & Comet Tsuchinshan-ATLAS as it was passing. NOAA has forecast a severe G4 possible G5 level solar storm arriving at earth's magnetosphere early Fri AM NZT. pic.twitter.com/hRhKSr0cPg— Hauraki Gulf Weather (@HaurakiGulfWx) October 9, 2024
أوضح شون دال، منسق الخدمة في مركز SWPC، أن تأثير هذه العاصفة يعتمد على كيفية تفاعل الحقول المغناطيسية للانبعاث الكتلي الإكليلي مع الحقل المغناطيسي للأرض. وقال دال:
"إذا كانت الحقول المغناطيسية متوافقة، فقد نشهد تعزيزًا كبيرًا للاستجابة الجيومغناطيسية".
أما إذا كانت الحقول غير متوافقة، فقد تقل شدة التأثيرات. وأكد أن فريقه سيواصل مراقبة الوضع بشكل مستمر لإصدار تحذيرات وتنبيهات إضافية حسب تطور النشاط الجيومغناطيسي.
أفاد خبراء الأرصاد الجوية في مركز التنبؤات الفلكية في ساوث ويست بأن الانبعاث الكتلي الإكليلي المتجه نحو الأرض يتحرك بسرعة مذهلة تتراوح بين 2.7 مليون ميل في الساعة و2.9 مليون ميل في الساعة (4.3 مليون كيلومتر في الساعة إلى 4.7 مليون كيلومتر في الساعة)، وهي من أسرع السرعات التي تم رصدها منذ فترة طويلة، حسبما أوضح شون دال. من المتوقع أن يصطدم هذا الانبعاث بالمجال المغناطيسي للأرض في وقت مبكر من صباح الخميس.
وصف دال هذا الانبعاث قائلاً:
"إنها جبهة صدمة تصل أولاً إلى الأرض، مثل جبهة باردة قوية تتحرك عبر الولايات المتحدة. تحصل على هبوب رياح قوية بشكل مفاجئ، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تظهر درجات الحرارة الباردة". وأضاف: "نحصل على وصول جبهة الصدمة مع زيادة فورية في السرعة وتعزيز المجال المغناطيسي، ولكن الجزء الأقوى من المجال المغناطيسي قد يتأخر قليلاً حتى تصل السحابة المغناطيسية إلى الأرض بشكل كامل."
#NEWS #G4 SEVERE Geomagnetic Storm Watch for Tonight and Tomorrow. Best chance Thursday PM. A Coronal Mass Ejection (CME) erupted from the sun and heading towards earth! These are charged particles riding solar wind. Check out the visualization by @NASA. #NorthernLights… pic.twitter.com/1MLWCZJxPF
— Sam Ryan (@SamRyanWX) October 9, 2024
تشكل العواصف الجيومغناطيسية تهديدًا للاتصالات اللاسلكية وشبكات الطاقة، بل وحتى الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض. ومع ذلك، فإن هذه العواصف تضفي قوة إضافية على ظاهرة الشفق القطبي، مما يجعلها أكثر وضوحًا عند خطوط العرض المنخفضة عن المعتاد، ما قد يوفر فرصة لرؤية هذه الأضواء الساحرة في مناطق غير تقليدية.
بحسب توقعات الخبراء، إذا تعززت العاصفة الجيومغناطيسية المقبلة واشتدت في الليل، قد يتمكن مراقبو السماء في مناطق مثل الشرق الأوسط الشرقي، الغرب الأوسط السفلي، وشمال كاليفورنيا من رؤية عروض الشفق القطبي. للحصول على فكرة أوضح حول كيفية تطور الوضع، يوصى بمتابعة موقع مركز التنبؤ بالطقس الفضائي (SWPC) على الويب، واستخدام أدوات مثل التوقعات الفورية لمدة 30 دقيقة والتقارير الحية المتوفرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم الاستعدادات، يبقى هناك قدر من الغموض حول كيفية تطور هذه العاصفة. وأوضح دال أن مراقبة المجال المغناطيسي وتعزيزاته يعدّ أمرًا حاسمًا. حيث قال:
"إذا اتجه المجال المغناطيسي جنوبًا، فإن الشفق القطبي سيزداد احتمالًا للظهور، ولكن إذا بقي شماليًا، فمن غير المرجح أن يتوسع جنوبًا".
ورغم كل التوقعات، لا يمكن الجزم بتأثير العاصفة بالكامل حتى تصل إلى الأرض. وأضاف دال:
"لا يمكننا القول على وجه اليقين ما إذا كانت هذه العاصفة ستكون عالمية مثل عاصفة مايو الماضي، أو محدودة بمناطق معينة. ما نحتاجه فعليًا هو أن نصل إلى مستويات G5 حتى تتكرر ظاهرة عالمية واسعة."
شاهد أيضا:
أكثر الأماكن جفافًا في العالم الصحراء الكبرى تغمرها المياه.. مشاهد لم ترَها المنطقة منذ عقود
مشاهد لأعنف انفجار شمسي منذ 7 سنوات
المصادر:
pune.news
yahoo.com
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول