في أقل من 30 يوم .. الدول تستعد لـ كوب 28 حول المناخ

2023-11-02 2023-11-02T14:20:52Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - الدول التي تواجه تداعيات التغير المناخي المتزايدة وتواجه عدة أزمات جيوسياسية، تبدي نشاطًا في محاولة تجاوز الخلافات بينها حول مسائل مثل مصادر الطاقة الأحفورية والتضامن بين البلدان الشمالية والجنوبية. هذه الجهود تأتي قبل شهر واحد فقط من عقد مؤتمر الأطراف COP 28 حول التغير المناخي في دبي، والذي يعتبر الأهم منذ COP21 المعقود في باريس.

 

كوب 28

قبل أربعة أسابيع من انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف كوب 28 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ (كوب28)، الذي من المقرر أن يُعقد في دبي في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر، والذي من المتوقع أن يُعلن رسميًا عدم تحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس بشكل كامل حتى الآن، يجتمع وزراء من حوالي خمسين دولة في الإمارات العربية المتحدة يومي الاثنين والثلاثاء في اجتماعات تحضيرية مُغلقة تثير اهتمامًا كبيرًا.

 

مواضيع البحث كثيرة من التخلي عن مصادر الطاقة الاحفورية إلى تمويل عملية الانتقال في مجال الطاقة وتشارك المسؤوليات بين الدول المتطورة المسؤولة عن القسم الأكبر من التلوث والدول الناشئة التي تلحق بها، فضلا عن التضامن مع أكثر الدول ضعفا أمام تداعيات التغير المناخي

 

يجب النظر في هذه القضايا الرئيسية الحيوية أثناء جهود الإنسانية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 40٪ بحلول عام 2030، وذلك للمساهمة في تحقيق أهداف اتفاق باريس بشكل أكثر طموحًا، والتي تهدف إلى الحفاظ على زيادة درجات الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي.

 

من الصعب معرفة أين سنكون بعد شهر من الآن في الشرق الأوسط

ومع استمرار النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس، أعرب ألدن ميير، الخبير في مركز E3G، في تصريح لوكالة فرانس برس، عن صعوبة توقع مستقبل الوضع في الشرق الأوسط خلال الشهر القادم. وأشار إلى أن هذا النزاع قد يزيد من تعقيد التعاون المتعدد الأطراف بشكل عام، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، والتوترات بين الصين والولايات المتحدة، فضلاً عن أزمة الديون وغيرها من القضايا العالمية.

 

 

بعد مرور ثماني سنوات على اتفاق باريس، شهدنا في عام 2023 ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة بلغت 1.5 درجة مئوية خلال فترة سنة واحدة. في الوقت نفسه، سجلت المحيطات مستويات حرارة قياسية منذ ستة أشهر. على اليابسة، زادت حدوث موجات حر وحرائق وأعاصير وفيضانات، مما أثر بشكل كبير على حياة المواطنين.

وفي هذا السياق، تتجه الأنظار والانتقادات نحو اجتماعات كوب28 التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

أكثر من 80 ألف شخص يشارك في كوب 28

من المتوقع مشاركة أكثر من 80 ألف شخص وخمسة آلاف صحافي في هذا المؤتمر، وهو أمر غير مسبوق. إذا يُضاف إلى المفاوضين في مؤتمر المناخ الحالي، المشاركون في المعرض الاقتصادي الضخم الذي يُقام على هامش المفاوضات المناخية. يشمل المشاركين العلماء والمنظمات غير الحكومية والمندوبين من 198 دولة موقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ.

وتطمح الرئاسة الإماراتية للمؤتمر إلى جذب عدد قياسي من قادة الدول في الجلسات التي تعقد في الأول والثاني من ديسمبر. ومن المتحدث عن حضور شخصيات نادرة مثل الرئيس الصيني شي جيبينغ، بالإضافة إلى مشاركة البابا فرنسيس في المؤتمر، وهذا يعد أمرًا غير مسبوقًا.

 

على الرغم من أن انبعاثات الكربون العالمية، خاصة من مصادر مثل الفحم والنفط والغاز، لم تبدأ في الانخفاض، إلا أن هناك تقدمًا قد تحقق منذ اتفاق باريس.

في الفترة التي تلت توقيع اتفاق باريس، كان العالم يتجه نحو ارتفاع في درجات الحرارة يتراوح بين 2.9 و3.1 درجة مئوية بحلول عام 2100. وبفضل التحسن في بعض الجوانب، فإن توقعات الاحترار حاليًا تقترب من 2.8 درجة مئوية وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وتصل إلى 2.4 درجة إذا تم احترام التزامات الدول.

ومع ذلك، ينبغي زيادة هذه التعهدات لتجنب التحولات الحاسمة مثل ذوبان الجليد في القطبين وتراجع الغطاء الجليدي وذوبان التربة الصقيعية الدائمة، التي تشكل تهديدًا جسيمًا للبيئة والبشرية.

 

كوب 28 توفر فرصة لتسريع الانتقال عبر بناء نظام طاقة مستدام

أشار رئيس كوب28، سلطان الجابر، في رسالته الأخيرة إلى المفاوضين إلى أن "كوب28 توفر فرصة لتسريع الانتقال عبر بناء نظام طاقة مستدام مع سرعة إزالة الانبعاثات الكربونية، بهدف الحفاظ على تحقيق هدف الانبعاثات الحرارية عند 1.5 درجة مئوية".

وعلى الجانب الآخر، تستثمر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) مبلغًا قدره 150 مليار دولار على مدى خمس سنوات لزيادة إنتاج الوقود الأحفوري.

تمثل مسألة التحول التدريجي من الطاقة الأحفورية موضوع نقاش مهم في اجتماعات كوب28، والتي تعد من أهم الأنشطة في سياق اتفاق باريس، والتي تسعى إلى تحقيق التحول نحو استدامة الطاقة والحفاظ على المستويات المنخفضة من الانبعاثات الحرارية.

 

تجد دول جزرية نفسها في موقف يدعوها للضغط من أجل تجميد مصادر الطاقة الأحفورية، بينما تطالب الاتحاد الأوروبي بالتسريع في التخلي عنها. في الوقت نفسه، تسعى دول أخرى إلى تحقيق "انتقال عادل" يمنحها مزيدًا من الوقت للتحول بحيث لا يؤثر سلبًا على تنميتها. تروّج دول منتجة للطاقة الأحفورية لفكرة "الطاقة الأحفورية النظيفة" التي تعتمد على تقنيات تخزين الكربون وتداول الانبعاثات، مما يثير جدلاً واسعًا.

وفي هذا السياق، يظهر النمو القوي لمصادر الطاقة المتجددة أمرًا مشجعًا. يبدو أن التوصل إلى اتفاق لزيادة سعة الطاقة المتجددة بمعدل ثلاث مرات بحلول عام 2030 أصبح أكثر واقعية، وذلك بفضل الاستثمارات الكبيرة من الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي المعروفة بمسمى "غرين ديل".

 

لكن يتوقف أي اتفاق نهائي على التقدم الذي سيتم تحقيقه في مجال التمويل والتضامن مع الدول النامية، وهو الأمر الذي ينص عليه اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والذي يجب أن تلتزم به الدول الطرف.

ومع ذلك، تشير تعثر المفاوضات حول تشكيل صندوق "للخسائر والأضرار"، الذي كان إعتماده هو إنجاز بارز في اجتماع كوب27 والذي يُعتبر خطاً أحمرًا بالنسبة للدول النامية، إلى أن هناك خطرًا كبيرًا في حالة عدم التقدم. يُحذر الخبراء من أن في حالة تعثر المفاوضات، قد يتم التعويل على إعلانات وتحالفات فرعية لا تستطيع أن تحل محل التوصل إلى اتفاق طموح حول مسائل مهمة مثل الانتقال من الطاقة الأحفورية ومسائل الخسائر والأضرار.

 

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
جبل فوجي في اليابان من دون ثلوج لأول مرة منذ 130 عامًا

جبل فوجي في اليابان من دون ثلوج لأول مرة منذ 130 عامًا

صور أقمار اصطناعية لما فعلته فيضانات إسبانيا.. "الماء التهم اليابسة"

صور أقمار اصطناعية لما فعلته فيضانات إسبانيا.. "الماء التهم اليابسة"

ما هي مميزات فصل الشتاء في السعودية؟

ما هي مميزات فصل الشتاء في السعودية؟

5 أسباب تجعل السعوديين يحبون فصل الشتاء

5 أسباب تجعل السعوديين يحبون فصل الشتاء