في يوم العلم الأردني.. قصة راية تروي سيرة أمجاد وبطولات امتدت عبر التاريخ

2023-04-15 2023-04-15T19:31:48Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - يحتفي الأردنيون في السادس عشر من نيسان من كل عام باليوم الوطني للعلم، وهو اليوم الذي أقره مجلس الوزراء بالتزامن مع احتفالات مئوية الدولة الأردنية عام 2021، مرسخا علاقتنا بالعلم الممتدة في الذاكرة الجمعية التي أرّخت لانتصارات العرب المسلمين على مر التاريخ، فما قصة الراية الأردنية؟

 

دلالات ورموز العلم الأردني

يُنظر إلى العلم بوصفه جزءا من عملية بناء الأمة، ويرسخ الشعور بالوطنية بين الناس، ويكثف إحساسهم بجملة من الرموز والعلامات والألوان ويمنحها معان ودلالات متراكمة مع الأيام، ليحفظ ذاكرتهم الوطنية، والعلم الأردني بألوانه الأربعة، لواء يشير إلى هوية وطنية ضاربة في الأعماق، ويعود أساس الألوان إلى:

  • الأبيض: الأمويين الذين رفعوا البيض رايتهم وهم ينشرون الإسلام؛ عماد الحضارة وعنوانها من الهند إلى الأندلس.
  • الأسود: العباسيين الذين رفرفت راياتهم السود في بلاد ازدهرت بالعلوم والصناعة والفنون والعمارة والأدب.
  • الأخضر: آل البيت الذين ثبتوا على مبادئهم وقناعتهم ولم تغرهم الحياة برايتهم الخضراء وعباءة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
  • الأحمر: راية الهاشميين الذين يمثلون كرامة العرب وحريتهم، وهي المثلث الذي يجمع الأشرطة الثلاث السابقة تتوسطه النجمة السباعية التي تدل على فاتحة القرآن الكريم السبع المثاني (سورة الفاتحة من سبع آيات).

 

قصة العلم الأردني

في العاشر من حزيران عام 1916، أطلق المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى بصحبة رجال مخلصين، وهم يحملون علم الثورة العربية الكبرى الذي زرعوه في مدن الحجاز قبل أن يتوجهوا شمالا عبر مدن الأردن وصولا إلى دمشق، من أجل تأسيس نهضة عربية تستعيد كرامة الأمة العربية وعزتها.

 

بايع رجالات الأردن وسائر بلاد الشام المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن الحسين ، لتتأسس المملكة العربية السورية عام 1918، ويرفع علمها عام 1920 والذي يتكون من الالوان الاربعة الاسود والاخضر والابيض ويتوسط المثلث الاحمر النجمة السباعية، في جميع أنحاء سورية ولبنان وفلسطين والأردن وأجزاء من العراق في دولة نشدت الوحدة للعرب، لكن أطماع الاستعمار أنهت أول مشروع وحدوي عربي في العصر الحديث كان الهاشميون طليعته ورافعته السياسية والوطنية.

(علم الثورة العربية الكبري)

 

وفي 11 نيسان عام 1921 حُملت الراية معلنة ميلاد إمارة هاشمية على أرض الأردن مع مبايعة المغفور له الملك المؤسس عبد الله بن الحسين أميرا عليها، ومن ثم في عام 1922 جرى تبديل اللون الابيض بوضعه في المنتصف بين الاسود من الاعلى والاخضر من الاسفل لتمييزه لصعوبة ملاحظة الابيض احيانا من على بعد.

وبقي العلم الاردني مرفوعا عاليا وبشكل رسمي منذ ذلك التاريخ، وكانت له تعليمات برفعه بشكل رسمي، ولكن لم يكن للاردن دستور يتناول تراثيات الدولة ورموزها وغيرها، حتى صدر القانون الاساسي لامارة شرق الاردن بتاريخ 16 نيسان 1946 وهو بمثابة الدستور الاول للدولة الاردنية، وضم 72 مادة ونصت المادة الثالثة فيه على العلم الاردني.

 

مواصفات العلم الأردني

في عام 1928 نص الدستور على مادة خاصة بالعلم، يرد فيها أن طول العلم الأردني يأتي ضعف عرضه، وينقسم إلى ثلاث قطع متساوية متوازية؛ العليا سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء وضع عليها من ناحية السارية مثلث أحمر قاعدته مساوية لعرض العلم وارتفاعه مساو لنصف طوله، وفي هذا المثلث كوكب أبيض سباعي الأشعة مساحته مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول العلم، وهذا الكوكب موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث، وبحيث يكون المحور المار من أحد الرؤوس موازيا لقاعدة هذا المثلث.

بطولات رفعت علم الأردن عاليا

هذا العلم رفعه الأردنيون مع إعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في 25 أيار عام 1946، الذي كرس سيادتهم على الأرض، وانتهاء الانتداب البريطاني الذي دام نحو خمسة وعشرين عاما ومبايعة المغفور له بإذن الله عبد الله بن الحسين ملكا على البلاد.

وعلى أرض فلسطين، بذل الجيش العربي الغالي والنفيس حفاظا على مقدساتها في معارك خلدها التاريخ ورفع فيها العلم الأردني، بدءا من معركة باب الواد عام 1948 التي صدت التقدم الصهيوني باتجاه القدس، وارتقى عشرات الشهداء الأردنيين دفاعا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

 

وفي 21 آذار عام 1968، يخوض الجيش العربي معركة الكرامة التي سطرت بطولات استثنائية في مواجهة الجيش الذي لا يقهر، ليكتب الأردنيون انتصارا يوثق في سجل انتصاراتهم، ويلوحون بعلمهم العالي الذي لم يسقط من أيديهم في المعركة وظل مرفوعا مضمخا بدماء الشهداء وجهود الأحياء.

 

وعلى امتداد أكثر من خمسين عاما، تمسك جنود الأردن بواجبهم في معارك عديدة حفاظا على الأوطان في مواجهة الأعداء منذ مشاركته في حرب تشرين 1973، ومرورا بحروبه ضد قوى التطرف والإرهاب التي استطاع أن يجنب الشعب الأردني والشعوب العربية أخطارا وكوارث كبرى، وانتهاء بدوره الأساسي والمهم في مواجهة وباء كورونا مؤخرا، وفي كل تلك الموقعات ظل العلم الأردني شامخا في أمجاده.

 

المصدر: وكالات

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر

اندفاع رياح قطبية نحو وسط المتوسط وثبات الأنماط الجوية على هذا الحال بقية الشهر