طقس العرب - يُتابع المُختصون في مركز طقس العرب الضغوط الجوية فوق القطب الشمالي، التي تتحكم بصورة مُباشرة بحركة الكُتل الهوائية وانسيابها نحو عروض أدنى. حيث تؤدي المنظومة الجوية فوق القُطب الشمالي إلى تموج التيار النفاث القطبي، مما يسمح بانسياب الموجات القطبية نحو الجنوب. يُعتبر هذا التموج في التيار النفاث، الذي يحدث عادةً بسبب تفاوت درجات الحرارة بين القطب والمناطق المعتدلة، المحرك الأساسي للاضطرابات المناخية التي تشهدها أوروبا حاليًا.
وأفاد المُختصون في طقس العرب أنه مع انسياب هذه الموجات القطبية الباردة نحو مياه المحيط الأطلسي، يتفاعل الهواء البارد مع المياه الأطلسية الأكثر دفئًا، مما يؤدي إلى تنشيط العواصف الأطلسية. هذه العواصف تزداد قوة وانتشارًا، مسببة تقلبات كبيرة في الطقس على امتداد سواحل الأطلسي. من المتوقع أن تستمر هذه العواصف في التأثير على الأنماط الجوية في المنطقة لفترات أطول من المعتاد، حيث تستمر بالنشاط خلال الفترة القادمة وتُرفق برياح شديدة وأمطار غزيرة على مُختلف مناطق شمال أوروبا.
وبحسب المُخرجات الحاسوبية، فإن تموج التيار النفاث لا يتوقف عند تنشيط العواصف الأطلسية فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى تمدد الأحواض العلوية الباردة نحو بقية مناطق أوروبا. نتيجة لذلك، تشهد العديد من المناطق الأوروبية أحوالًا جوية غير مستقرة تشمل تقلبات مفاجئة في درجات الحرارة، هطول أمطار غزيرة جدًا في فترات قصيرة، وهبوب رياح قوية مُفاجئة. كما تتزايد احتمالية حدوث عواصف رعدية قوية قد تترافق مع تساقط البَرَد بأحجام كبيرة ومُضرة في بعض المناطق.
أفاد المتنبئون الجويون في مركز طقس العرب بأن آخر قراءات المُحاكاة الحاسوبية تُشير إلى استمرار تأثر القارة الأوروبية بموجة حارة ستشمل دولًا واسعة في الأيام القادمة، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى مستويات أربعينية في مناطق أوروبية في ظل أجواء صيفية شديدة الحرارة. يحدث ذلك نتيجة اندفاع كُتلة هوائية حارة من الصحراء الكبرى الأفريقية، وستجلب هذه الموجة الحارة أجواءً مُرهقة وحارة للغاية. وبحسب الخرائط الجوية المُعالجة، تشمل الموجة الحارة الدول الإسكندنافية وتركيا، حيث قد تسجل درجات حرارة عظمى تصل إلى قرابة 40 درجة مئوية، وقد تتخطى ذلك في بعض المناطق، في ظل أجواء شديدة الحرارة التي تهيمن على القارة الأوروبية.
وتترافق الكتلة الهوائية الحارة سطحيًا بعبور موجة علوية أو منخفض علوي في طبقات الجو العليا من الغلاف الجوي، ويتسبب عبور الموجة العلوية بنشوء أحوال جوية غير مستقرة على دول واسعة من القارة الأوروبية. حيث يستمر نشاط السُحب الركامية الرعدية التي تُرفق بزخات رعدية من الأمطار يُرافقها تساقط حبات البرد، مما قد يتسبب بتشكل السيول وحدوث الفيضانات، بخاصة في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى بقية الدول الإسكندنافية.
والله أعلم.
تقرير مُناخي | العالم يتأرجح في يوليو 2024 بين البرودة الشديدة والحر الشديد
أغسطس 2024 يسجل أعلى متوسط يومي لدرجة حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط منذ عام 1982
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول