طقس العرب – تتشكل العواصف الرملية نتيجة عدة عوامل منها غياب الغطاء النباتي والجفاف كما في البيئات الصحراوية، فتعمل الرياح السطحية القوية على إثارة الغبار والأتربة وحمل الرمال معها إلى الغلاف الجوي، وعندها قد يبقى الغبار الجوي عالقاً في الهواء لعدة أيام وذلك اعتماداً على ظروف الطقس السائدة، لكن ما هي التأثيرات التي يمكن أن تؤثر بها العواصف الرملية والغبارية على الطقس؟
يستخدم مصطلح العاصفة الرملية (Sandstorm) في أغلب الأحيان عند الحديث عن العواصف الرملية الصحراوية، خاصة في الصحراء الكبرى وصحراء الجزيرة العربية، أو الأماكن التي تكون فيها التربية الرملية هي السائدة، بحيث تحمل الرياح كمية كبيرة من الجزيئات الرملية التي تتطاير بالقرب من السطح، بالإضافة إلى الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء والتي تحجب الرؤية.
أما مصطلح العاصفة الغبارية (Dust storm) فيستخدم عندما تتطاير الجسيمات الدقيقة وتنتشر لمسافات طويلة، وتؤثر على المناطق الحضرية.
تعمل جزيئات الغبار، كنواة تكثيف لتكوين السحب الدافئة، وكنوى لتكون الجليد في السحب الباردة، وتعتمد قدرة جزيئات الغبار على العمل على هذا النحو على حجمها وشكلها وتكوينها، والتي تعتمد بدورها على طبيعة التربة الأصلية التي جاءت منها وعمليات النقل.
ويؤدي هذا التعديل في تركيب السحب وما تحتويه من جزيئات إلى تغيير قدرتها على امتصاص الإشعاع الشمسي، مما يؤثر بشكل غير مباشر على الطاقة التي تصل إلى سطح الأرض، وبسبب تأثير جزيئات الغبار أيضًا على نمو القطرات السحابية وبلورات الجليد، تتأثر كمية الأمطار وموقع الهطول.
يعمل الغبار المحمول في الهواء بطريقة مشابهة لتأثير الاحتباس الحراري، فهو يمتص ويشتت الإشعاع الشمسي الذي يدخل الغلاف الجوي، ويقلل من الكمية التي تصل إلى سطح الأرض، ويمتص أيضاً إشعاع الموجات الطويلة المرتد عن السطح، ويشتتها في جميع الاتجاهات.
وتعتمد قدرة جزيئات الغبار على امتصاص الإشعاع الشمسي على حجم الجزيئات وشكلها وتركيبها المعدني والكيميائي، وكذلك على التوزيع الرأسي للغبار في الهواء وخصائص السطح السفلي.
تمتص العواصف الرملية والغبارية الجافة الرطوبة وتغير الرياح مما يضعف الأعاصير الصغيرة قبل أن تكبر، ومثال على ذلك العواصف الرملية من الصحراء الكبرى والتي تؤثر على نشاط الأعاصير في المحيط الأطلسي.
حيث يمنع الغبار الصحراوي، والمعروف أيضًا باسم طبقة الهواء الصحراوية (SAL)، النشاط الاستوائي في المحيط الأطلسي، فطبقة الهواء الصحراوية عبارة عن هواء دافئ وجاف ومغبر قادم من الصحراء الكبرى في إفريقيا، إذ تتحرك موجات الغبار هذه قبالة الساحل الغربي لإفريقيا خلال أشهر الصيف خصوصاً، وتنتقل مع الرياح الشرقية السائدة إلى أمريكا الشمالية.
فالأعاصير تحتاج حتى تتكون إلى رطوبة استوائية عميقة، وتحصل على طاقتها من دفء مياه المحيط، وكلما زادت درجة حرارة الماء، زادت الطاقة المتاحة وزادت فرصة تكوين الإعصار. إلا أن العواصف الرملية والغبار تمتص بعض ضوء الشمس وتعكس بعضاً منه، وتسمح فقط لجزء من أشعة الشمس بالمرور إلى سطح المحيط، وهذا يؤدي إلى بقاء سطح الماء والهواء فوقه بارداً تحت طبقة الغبار الدافئة، مما يعمل على استقرار الغلاف الجوي ويمنع تكون الأعاصير.
بالإضافة لذلك، فإن الرياح السائدة التي تحمل طبقة الهواء الصحراوية عبر المحيط الأطلسي قوية نسبيًا، هذه الرياح في المستويات المتوسطة من الغلاف الجوي تخلق قصًا للرياح، مما يعيق تطور النظم الاستوائية.
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول