طقس العرب - يلاحظ بعض الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل أن أعراضهم تزداد سوءًا خلال أوقات معينة من العام، فقد تؤدي تغيرات الطقس الموسمية إلى حدوث نوبات شديدة من المرض خلال أشهر الشتاء أو الربيع أو الصيف، فكيف يؤثر تغير المواسم على أعراض التهاب المفاصل؟
التهاب المفاصل هو مصطلح عام يشير إلى بعض الحالات التي تؤثر على حركة وطبيعة المفاصل، أو الأنسجة حول المفصل، وهناك عدة أنواع من التهاب المفاصل، ومعظمها يسبب الألم والتصلب وتيبس المفاصل.
النوعان الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل هما: التهاب المفاصل التنكسي (Osteoarthritis) الناجم عن الحركات المتكررة، والتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي المفرط النشاط بطانة المفاصل (الغشاء الزليلي)، وهو مرض مزمن يمكن أن يؤثر أيضاً في عمل الجهاز المناعي، ويضر ببعض الأعضاء الداخلية للجسم.
قد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب المفاصل من نوبات مؤقتة تزداد خلالها شدة أعراض المرض، بما في ذلك: الحمى، التعب، وآلام المفاصل وتصلبها أو تورمها، في بعض الأحيان لا يُعرف سبب النوبات، لكن يمكن ربط أغلبها ببعض المحفزات، مثل:
يصف مرضى التهاب المفاصل قدرتهم على التنبؤ بالطقس من خلال تغير شدة الأعراض لديهم، وهناك الكثير من الأدلة القصصية حول العلاقة بين أعراض التهاب المفاصل والطقس، حيث يشعر بعض المرضى بألم أكبر في الطقس البارد الممطر مقارنة بالطقس الدافئ والجاف.
الدراسات الكبيرة حول تأثيرات الطقس على التهاب المفاصل قليلة، ومع ذلك، هناك بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى أن الطقس والتغيرات المناخية الموسمية تؤثر على أعراض التهاب المفاصل، وهناك عدة نظريات توضح سبب وجود هذا الارتباط، تتضمن هذه النظريات الأسباب التالية:
تظهر بعض الدراسات وجود علاقة بين الضغط الجوي وآلام التهاب المفاصل، حيث أيد مرضى يعانون من التهاب المفاصل في الورك، تأثير الضغط الجوي والرطوبة النسبية على الأعراض لديهم.
وهناك نظرية تفسر ذلك بأن التغيرات في الضغط الجوي أثناء الجبهة الباردة تؤدي إلى تقلص وتوسيع الأوتار والعضلات والعظام والأنسجة المصابة، مما يسبب الألم.
يشعر الكثير من مرضى التهاب المفاصل بتفاقم الأعراض قبل وأثناء الأيام الممطرة، إذ غالبًا ما يسبق انخفاض الضغط الطقس البارد الممطر، وقد يتسبب هذا الانخفاض في الضغط في تمدد الأنسجة الملتهبة، مما يؤدي إلى زيادة الألم، هذا يعني أن الطقس لا يسبب التهاب المفاصل ولا يزيده سوءًا، ولكن يمكن أن يتسبب ذلك مؤقتًا في زيادة الألم أو اشتداد الأعراض.
قد تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى زيادة سماكة سوائل المفاصل بحيث تصبح المفاصل أكثر صلابة و يصعب تحريكها.
عادة ما ينخفض نشاط الناس في الطقس البارد، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، كما يضعف الطقس القاسي الحالة المزاجية للشخص، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم أعراض التهاب المفاصل.
في عام 2019 وجدت دراسة موثوقة أن أكثر من 12000 شخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي يصاب غالبا بنوبات اشتداد الأعراض في المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين في فصل الربيع، ثم في الشتاء، وكان للتغيرات الموسمية تأثير أقل على المفاصل الكبيرة.
في دراسة أصغر عام 2020، وجد الباحثون أن درجات الحرارة القصوى في الصيف والشتاء أثرت بشكل كبير على أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، كما يبدو أن حالات المناعة الذاتية الأخرى، تشتد أثناء الطقس الشديد في الصيف والشتاء.
كما أفاد بعض المرضى أن أعراض الألم والتهاب المفاصل تزداد سوءًا خلال فترات البرد والمطر والضغط الجوي المنخفض، يقول آخرون أن النوبات تميل إلى الحدوث عندما يكون الجو رطبًا أو ساخنًا في الخارج. في الوقت الحالي، لا يوجد إجماع علمي حول كيفية تأثير الطقس على نوبات التهاب المفاصل الروماتويدي.
لا يتفق جميع الباحثين على أن بعض حالات الطقس أو تغير الفصول يرتبط بزيادة أعراض التهاب المفاصل، حيث من الصعب تصميم دراسة تأخذ في الاعتبار العديد من العوامل المحتملة التي يمكن أن تؤثر على أعراض التهاب المفاصل، يشمل ذلك الأطعمة التي يتناولها المريض ومستويات الإجهاد أو النشاط، كما يمكن أن تكون درجات الحرارة القصوى تؤثر على مزاج الشخص وقدرته على ممارسة الرياضة، والتي بدورها تؤثر على أعراض التهاب المفاصل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعتقد المشاركون في الدراسة بالفعل أن هناك صلة بين بعض أنماط الطقس ونوبات التهاب المفاصل، يمكن أن يؤثر هذا على كيفية إبلاغهم بأنفسهم عن الأعراض التي يشعرون بها، وبالتالي يؤثر على النتائج الإجمالية.
هذا لا يعني أن الطقس لا يؤثر على أعراض التهاب المفاصل، لكن نظرًا لصعوبة تصميم الدراسات عالية الجودة والخالية من التحيز، فقد لا يتوصل الخبراء أبدًا إلى نتيجة حاسمة.
يصعب تجنب نوبات اشتداد أعراض التهاب المفاصل الموسمية أو المرتبطة بالطقس، إلا أن هناك بعض الاستراتيجيات لتخفيف الأعراض، وقد تساعد الخطوات التالية إذا بدا أن الطقس البارد مرتبط بنوبة المرض:
إذا أدى الطقس البارد إلى تفاقم أعراض التهاب المفاصل، فقد يساعد ارتداء الملابس الدافئة المصممة للاحتفاظ بالحرارة، ولأن الأطراف تفقد معظم الحرارة، لذا من المهم ارتداء وشاح وقبعة وحذاء وقفازات، ويمكن ارتداء قفازات الضغط الحراري، والتي تطلق الحرارة وتضغط على الأصابع لتقليل التورم.
يميل الناس إلى التحرك بشكل أقل في الشتاء، لكن المحافظة على النشاط البدني أمرٌ بالغ الأهمية لمرضة التهاب المفاصل، يمكن أن تؤدي تمارين الإطالة المنتظمة إلى زيادة المرونة وتقوية العضلات الداعمة، ويمكن أن يتم التمرين في حوض السباحة إذا كانت الحركة صعبة.
يمكن أن تساعد هذه التمارين في:
يعني معظم الناس من نقص فيتامين (د) خلال فصل الشتاء بسبب انخفاض تعرضهم لأشعة الشمس، وتم ربط مستويات فيتامين (د) المنخفضة بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي الأكثر شدة والحساسية للألم.
يمكن أن تساعد الكمادات الدافئة والاستحمام على استرخاء العضلات وقد تحسن من تحمل الألم.
لا يزال الباحثون غير متفقين على التأثير الدقيق للطقس والفصول المختلفة على التهاب المفاصل، لكن هذا لا يعني أن المرضى لا يعانون من نوبات اشتداد في أعراض التهاب المفاصل خلال مواسم أو ظروف جوية معينة، مثل المطر أو درجات الحرارة الباردة.
قد يساعد ارتداء الملابس الدافئة والمحافظة على النشاط البدني خلال أشهر الشتاء في تخفيف أو تجنب اشتداد الأعراض، ويمكن للمريض أيضًا العمل مع الطبيب لتعديل خطة العلاج عند الضرورة للتعامل مع النوبات الموسمية.
اقرأ أيضا: لماذا تكثر الإصابة بالمرض عند تغير الفصول؟
اقرأ أيضا: ما سبب الاكتئاب الموسمي الذي يحدث مع تغير الفصول؟ وكيف يمكن علاجه؟
المصادر الطبية: Healthline - Medicalnewstoday
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول