طقس العرب-الإعصار الذي غير تاريخ العرب يعود إلى الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في العصور الوسطى، ولكن إذا كنت تقصد تأثير المغول في التاريخ العربي فنعم، أعاصير اليابان لعبت دورًا مهمًا في تغيير مجرى التاريخ، بما في ذلك تاريخ العرب، وذلك من خلال تأثيرها على الغزو المغولي للمنطقة إليك كيف يمكن تفسير ذلك:
في سعيهم للسيطرة على جزر أرخبيل اليابان، جهّز المغول بقيادة قوبلاي خان جيشاً ضخماً بلغ عدده حوالي 140 ألف جندي. حتى فترة إنزال نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، كانت هذه المحاولة تُعتبر أكبر عملية غزو بحري في التاريخ.
وعند بدء الهجمات على الأرخبيل، نجح المغول في البداية في السيطرة على جزر تسوشيما وإيكي. ومع اقترابهم من خليج هاكاتا، واجهوا مقاومة عنيفة من قوات الساموراي المحليين، مما أجبرهم على التراجع نحو البر الصيني.
وأثناء الهجوم الأول عام 1274، نقل المغول نحو 40 ألف جندي باستخدام مئات السفن، ولكن حينما كانوا في خليج هاكاتا، تعرضوا لإعصار دمر العديد من سفنهم وتسبب في غرق حوالي 13 ألف جندي.
بعد الهجوم الأول، قام اليابانيون ببناء جدران دفاعية بارتفاع يتجاوز مترين على المناطق المطلة على الصين لحماية أنفسهم من هجمات المغول المستقبلية، وبعد سبع سنوات، عاد المغول مجدداً إلى اليابان لتنفيذ غزو جديد في عام 1281، مزودين بجيش ضخم بلغ عدده 140 ألف جندي.
وأثناء محاولتهم البحث عن ثغرات في الجدران الدفاعية لإنزال قواتهم، أبحرت سفن المغول لأسابيع، دون أن تعثر على موقع ملائم للإنزال، مما أدى إلى استنفاد جزء كبير من مخزونهم الغذائي.
وفي تلك الفترة، ضرب إعصار كبير المنطقة، عُرف لاحقاً باسم "كاميكازي" أو "الرياح المقدسة". هذا الإعصار دمر نسبة كبيرة من سفن المغول، وأسفر عن غرق نحو نصف جيشهم كما وقع العديد من الناجين أسرى بيد القوات اليابانية، التي أعدمتهم دون تردد.
وبعد هذه المحاولة الثانية، تخلى المغول نهائياً عن فكرة غزو اليابان وبفضل الأساطير المحلية، يؤمن اليابانيون بأن الإعصار كان من تدبير المعبود رايجين، الذي أنقذ اليابان من الغزو ولذلك، لُقب هذا الإعصار بكاميكازي، أو "الرياح المقدسة".
وفي نفس الفترة تقريباً اتجه المغول لغزو البلاد العربية ومنها عاصمة الخلافة العباسية بغداد والذي كان بسبب فشل المغول في غزو اليابان الذي دفعهم إلى التركيز على مناطق أخرى أبرزها العالم الإسلامي والعربي.
في القرن الثالث عشر، قام المغول بقيادة هولاكو خان بغزو العديد من المناطق، بما في ذلك بلاد العرب، وفي عام 1258، سقطت بغداد، عاصمة الخلافة العباسية، بأيدي المغول وهذا الحدث كان له تأثير كبير على العالم الإسلامي والعربي، حيث أدى إلى تدمير مركز الثقافة والعلم والسياسة في المنطقة.
تكشف عينات الرواسب التي تمتد على مدى 2000 عام، والمأخوذة من بحيرة بالقرب من الموقع المحتمل للغزو المغولي، عن زيادة ملحوظة في محتوى الملح. هذه الزيادة تشير إلى أن الأعاصير قد ضربت اليابان في فترة قريبة من عهد قوبلاي خان. في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى هذه الأحداث على أنها تدخل إلهي لصالح اليابانيين.
تظهر الدراسات أن الفيضانات كانت شائعة خلال تلك الفترة، وذلك بفضل النشاط المتزايد لظاهرة النينيو والعواصف في اليابان بدأت تزداد شدة منذ حوالي العام 250 ميلاديًا، أي قبل فترة طويلة من وصول قوبلاي خان وأقاربه الذين شكلوا إمبراطوريتهم في المنطقة. بالنسبة لليابان، كان ذلك توقيتًا محظوظًا للغاية. كما يشير مؤلفو الدراسة الجديدة، "قد تكون أعاصير كاميكازي مثالًا بارزًا على كيفية تأثير التغيرات السابقة في الطقس القاسي المرتبط بتغير المناخ على الأحداث الجيوسياسية الكبيرة."
فشل المغول في غزو اليابان دفعهم إلى التركيز على مناطق أخرى، بما في ذلك العالم الإسلامي والعربي. لو نجح المغول في غزو اليابان، قد يكون ذلك قد غير توزيع مواردهم واهتماماتهم العسكرية والسياسية، مما كان يمكن أن يقلل من تركيزهم على المناطق العربية.
الفشل في اليابان يعني أن المغول لم يتمكنوا من توسيع إمبراطوريتهم إلى الشرق، مما دفعهم لمواصلة التوسع في الغرب والجنوب.وهذا أدى إلى غزواتهم الناجحة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
سقوط بغداد وتدمير الخلافة العباسية فتح الطريق أمام تغيرات كبيرة في الهيكل السياسي والثقافي للعالم العربي العديد من الدول والإمبراطوريات الصغيرة ظهرت في الفراغ الذي خلفه تراجع السلطة العباسية.
وبينما الأعاصير التي دمرت الأسطول المغولي لم تكن مرتبطة مباشرة بالعالم العربي، فإن تأثيراتها غير المباشرة كانت عميقة. فشل المغول في غزو اليابان؛ بسبب الأعاصير "الكاميكازي" أدى إلى تركيز جهودهم على مناطق أخرى، مما أثر بشكل كبير على تاريخ العالم العربي من خلال الغزوات المغولية والتغيرات الجذرية التي أحدثوها في المنطقة.
شاهد أيضا:
بالصدفة.. اكتشاف قارة مفقودة تشكلت قبل 60 مليون سنة!
رحلة بالزمن | مكان إذا سافرت إليه اليوم تصل إليه الأمس
المصادر:
مواقع إلكترونية
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول