كيف سيستقبل سكان قطاع غزة فصل الشتاء؟

2023-11-25 2023-11-25T14:15:28Z
طقس العرب
طقس العرب
فريق تحرير طقس العرب

طقس العرب - تتزايد المخاوف بشأن تعمّق آثار المناخ الصعب في فصل الشتاء على سكان قطاع غزة، نظرًا لتفاقم الحصار الذي يعانون منه، وتدهور الأوضاع بفعل خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة، إضافةً إلى انقطاع التيار الكهربائي ونقص إمدادات الوقود.

 

كيف سيستقبل سكان قطاع غزة فصل الشتاء؟

فمع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة المصاحبة له، حذّرت منظمات عربية ودولية من حدوث كارثة إنسانية تهدد حياة الفلسطينيين المحاصرين داخل قطاع غزة، بعد أكثر من شهر ونصف على بدء معركة طوفان الأقصى، والحصار والقصف الذي تشنه قوات الاحتلال على القطاع.

 

تتزايد المخاوف حول تفاقم آثار الظروف المناخية القاسية، نتيجة للنقص في المعدات وتفاقم الحصار الذي يفرض على القطاع، إضافةً إلى خروج العديد من المستشفيات والمراكز الطبية التي استهدفتها الاحتلال، عن الخدمة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي ونقص إمدادات الوقود.

 

وبعد إعلان وبدء هدنة مؤقتة في قطاع غزة بين المقاومة وجيش الاحتلال، تأمل المنظمات الإنسانية والأممية أن تسهم المساعدات المقدمة في تحسين الأوضاع للنازحين على الأقل. ومع ذلك، يصف العديد من أبناء غزة الوضع بأنه كارثي ومأساوي، نظرًا لعدم توفر مراكز إغاثة قادرة على تلبية احتياجاتهم الحقيقية.

 

كارثة إنسانية في قطاع غزة بسبب نقص الوقود

وقد حذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، في وقت سابق، من حدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة بسبب نقص الوقود، معتبرًا في بيان صحفي أن "تسويق الوكالات الإنسانية للحصول على الوقود أمر غير مقبول".

وأشار المسؤول الأممي إلى نفاذ مخازن الوقود في القطاع نتيجة لاستخدام الاحتلال لها كسلاح في الحرب، مؤكدًا أن "الجهود الإنسانية في غزة على وشك الانتهاء، وسيعاني الكثيرون، مع احتمال وفاة العديد من الأشخاص".

وفي هذا السياق، يوضح الدكتور محمد علام، الجراح الوعائي في مستشفى إنتري في ليفربول (إنجلترا)، أن "الجسم البشري يواجه تحديًا مستمرًا للحفاظ على الظروف الداخلية المثلى، سواء كانت درجات الحرارة مرتفعة أو منخفضة".

ويضيف لتي آر تي عربي أن "عندما يتعرض الإنسان للبرد، يصبح الدم أكثر كثافة، مما قد يؤدي إلى تكون الجلطات، ويمكن أن يتسبب التخثر في مشاكل صحية عديدة حسب العضو المتضرر، وتزيد فرص حدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية في الأيام التي تلي الأحوال الجوية الباردة".

 

ويوضح الطبيب أن هذا ليس الحد الوحيد، بل يؤثر البرد أيضاً على قدرة الجسم على مكافحة العدوى، ويضيف: "لهذا السبب نشهد في الأسابيع التي تلي الأحوال الجوية الباردة زيادة في حالات الوفاة نتيجة لالتهابات الجسم، مثل التهاب الرئة، ويمكن أن تتطور مشكلات الجهاز التنفسي والسعال إلى مشاكل أكثر خطورة".

ويرى علام أن "رغم أن الكثيرون يعتقدون أن المخاطر الصحية المرتبطة بالبرد تقتصر على انخفاض حرارة الجسم، إلا أن الحقيقة هي أن العديد من الأشخاص يفارقون الحياة بسبب مشاكل في القلب والرئة نتيجة للطقس البارد".

ويستند علام إلى وفاة الآلاف سنويًا في المملكة المتحدة بسبب الطقس البارد كمثال، مشددًا على أنها إحدى الدول المتقدمة، ويتساءل: "فكيف سيكون الوضع لدى عشرات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في العراء في غزة؟".

ويختم بالقول: "هناك أيضًا مشاكل أخرى تتفاقم أثناء التعرض للطقس البارد، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لا يجدون مأوى، إذ يتسبب التعرض للبرد الشديد في الهبوط الشديد للأوعية الدموية الطرفية، مما قد يؤدي إلى غرغرينا وفقدان للأطراف".

 

 

قطاع غزة يمر بمأساة حقيقية في ظل الأوضاع الحالية

ويؤكد الدكتور إيهاب أبو زيد، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح في قطاع غزة، أن القطاع يمر بمأساة حقيقية في ظل الأوضاع الحالية.

ويقول أبو زيد، إن "العالم بأسره لا يدرك حجم المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، حيث لا يتوفر الوقود ولا الكهرباء، ولا حتى مياه صالحة للشرب".

ويشير إلى أن "مقومات الحياة نفسها قد نفدت، حيث يضطر الناس للوقوف في طوابير صباحاً للحصول على القليل من الطعام والماء والملابس لحماية أنفسهم من انخفاض درجات الحرارة، وفي الليل يتعرضون للقصف ويضطرون للجوء إلى العراء".

ويضيف أبو زيد أن "الوضع الإنساني في القطاع يزداد تعقيداً، خاصة في مراكز الإيواء حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين في ظروف قاسية للغاية، بالإضافة إلى نفاذ الوقود وصعوبة الحصول على مصادر التدفئة".

ويتابع القول: "يجب علينا أن نتخيل الوضع الصعب الذي يواجهه الأطفال وعائلاتهم من النازحين الذين ينامون على الأرض في المدارس ومراكز الإيواء بدون أي وسائل حماية، والآلاف منهم يضطرون للنوم في العراء".

 

اللاجئين في قطاع غزة يعانون من الأمراض المزمنة

ويعاني العديد من اللاجئين من أمراض مزمنة، وتتزايد مخاطر جسمهم عند تعرضهم لدرجات حرارة منخفضة، كما أن الأطفال صغار السن يتعرضون بشكل خاص لعواقب فصل الشتاء.

ويوضح أبو زيد أن "هناك مئات الإصابات بالتهاب الرئة بين الأطفال النازحين، ومع استهداف جيش الاحتلال للمستشفيات والمراكز الطبية، فإن احتمالية وفاة هؤلاء الأطفال بدون الحصول على العلاج اللازم تزيد".

وذكرت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان رسمي، خروج عشرات المستشفيات والمراكز الطبية داخل محافظات القطاع عن الخدمة بسبب نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء، إضافة إلى استهدافها من قبل الطيران الحربي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمنع من توفير الرعاية الطبية اللازمة لأي شخص يتعرض لمضاعفات صحية بسبب الشتاء.

وحمل الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدوليَّ وجميع الدول الموقّعة على اتفاقية جنيف الرابعة، المسؤولية عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية وما وصفه بالكارثة الإنسانية التي تهدد القطاع.

من جانبها، حذَّرت وزارة الصحة الفلسطينية من انهيار المنظومة الطبية داخل قطاع غزة بشكل كامل، بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء، وخروج عشرات المستشفيات عن الخدمة.

وأشارت الوزارة في بيان صحفي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمّد خلال توغّله في مباني مجمع الشفاء إلى إحداث التخريب في أجهزة الأشعة والعديد من الأجهزة الطبية في مبنى الجراحات التخصصي.

 


المصدر: trtarabi

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

رمضان يقترب.. أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رجب للعام 1446؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

مربعانية الشتاء.. ماذا تعني في الموروث الجمعي في المشرق العربي؟

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة