طقس العرب - رغم أن الحساسية غالباً ما ترتبط بفصلي الربيع والخريف، إلا أن مظهر الحساسية يظل حاضراً طوال فصل الشتاء، ومن الجبهات الباردة إلى الأيام الممطرة والعودة إلى الفترات الدافئة، يشير خبير الحساسية في كلية بايلور للطب إلى أن التغيرات المتكررة في الطقس قد تزيد شدة أعراض الحساسية للأفراد.
ويشير الدكتور ديفيد كوري، أستاذ طب المناعة والحساسية والروماتيزم في جامعة بايلور، إلى أن الأشخاص الذين يعانون الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية أو الربو أو حتى أمراض التهابية أخرى في مجرى الهواء يلاحظون تفاقماً في أعراضهم مع التقلبات الجوية، خاصةً عندما تأتي جبهات هوائية المتباينة مع التغير الكبير في درجات الحرارة.
الجواب: وفيما يتعلق باللقاحات، تُعد حبوب لقاح الأشجار والعشب من بين أكثر المسببات شيوعًا للحساسية الموسمية، وعندما يجتمع الطقس بين جبهات هوائية باردة وأخرى دافئة، يمكن للرياح نقل حبوب اللقاح من مناطق مختلفة، مما يؤثر بشكل كبير على أولئك الذين يعانون الحساسية، وفي هذا السياق، يشير كوري إلى أن الجبهات القادمة من الغرب قد تحمل كميات كبيرة من حبوب لقاح الأشجار، ويُسلط الضوء على فصل "حمى الأرز" الذي يحدث تقريبًا في منتصف يناير إلى فبراير، والذي يتسبب في نقل كميات كبيرة من حبوب لقاح الأرز، مما يتسبب في مشاكل وإزعاج للأفراد الذين يعانون الحساسية.
سبب رئيسي آخر لتفاقم الحساسية هو جراثيم العفن، ويعزى ذلك إلى التغيرات في الظروف الجوية؛ حيث إنه عندما تترافق العواصف الرعدية أو الأمطار أو أشكال أخرى من هطول الأمطار مع الجبهات الجوية، يمكن للبيئة الرطبة أن تشجع بقوة على نمو العفن، مما يؤدي إلى زيادة حدة أعراض الحساسية.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور كوري على أن العفن يعتبر الشيء الرئيسي الذي قد يزعج الأشخاص الذين يعانون الحساسية، ويمكن أن يكون موجودًا في الهواء في أي وقت من السنة، ويتسارع تأثير العفن على نحو خاص في ظروف الرطوبة العالية التي قد تنشأ نتيجة هطول الأمطار الغزيرة أو هبوط عواصف كبيرة، مثل الأعاصير، مما يزيد حالات الحساسية الشديدة، أو يزيد تراكم الأعراض للأفراد الذين يعانون الربو.
وفيما يتعلق بالتغيرات في مستويات الرطوبة، يشير الدكتور كوري إلى أن بعض الدراسات تلمح إلى أن هذه التغيرات قد تلعب أيضًا دورًا في زيادة حدة الحساسية، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تنخفض مستويات الرطوبة بعد هطول المطر الأولي مع وصول جبهة هوائية باردة، مما يجفف الأنف ويسبب تهيجًا، ويؤدي إلى زيادة في أعراض التهاب الأنف التحسسي.
وفيما يتعلق بالتحديات الحالية، يشير الدكتور كوري إلى صعوبة تحديد ما إذا كانت الأعراض التي قد يعانيها الأفراد تعود إلى الحساسية أم إلى فيروس كورونا.
الحساسية تتسبب أساسا في حدوث حكة ودموع في العيون، وسيلان الأنف، واحتقان، وعطس وفيما يتعلق بالفروق الرئيسية بين أعراض الحساسية وأعراض فيروس كورونا، يشير الدكتور كوري إلى أن الحمى والتهاب الحلق والحكة، خاصة في العيون والأنف والأذنين، وهي مؤشرات رئيسية.
وفي توضيحه، يقول كوري:
"تظهر الفيروسات، بما في ذلك متغير أوميكرون لـ COVID-19 ونزلات البرد، في البداية بشكل مشابه للحساسية، ولكن هناك أعراضًا خاصة تساعد على التفريق بينهما"." فيروس كورونا لا يسبب حكة بارزة، وغالبًا ما يتسبب في حمى، وهو ما لا يحدث في الحساسية ويشير التهاب الحلق الملحوظ أيضًا إلى وجود الفيروس.
ويكاد يكون من المستبعد أن تؤدي الحساسية إلى تعب عميق، وإرهاق، وآلام في العضلات والمفاصل.
وإذا كنت غير متأكد ما إذا كنت تعاني حساسية أم من مرض، يُنصح بتجربة مضادات الهيستامين المتوفرة دون وصفة طبية كوسيلة لتخفيف الأعراض واستبعاد الحالة.
يشدد الدكتور كوري على استخدام بخاخات الستيرويد الأنفية المتاحة دون وصفة طبية لمدة تصل إلى أسبوعين، بالإضافة إلى تناول مضادات الهيستامين عن طريق الفم، مثل السيتريزين أو اللوراتادين أو الفيكسوفينادين، لمعالجة الحساسية.
في حال عدم تحسن الأعراض، يُوصَى بالتواصل مع مقدم الرعاية الأولية أو أخصائي الحساسية لاستكمال العلاج أو إجراء اختبارات الحساسية اللازمة.
اعرف أيضا:
الطقس والتوتر من أهم أسباب الحساسية الموسمية
شرب الماء البارد قبل الخروج في الشتاء.. هل يحميك من نزلات البرد؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول