لماذا الفيل لا ينسى ابدا؟

2023-10-31 2023-10-31T12:46:29Z
ندى ماهر عبدربه
ندى ماهر عبدربه
صانعة مُحتوى

طقس العرب - على الرغم من أن الأفيال ليست لديها البصر الأقوى في مملكة الحيوانات، إلا أنها تتمتع بقدر مذهل من الذاكرة والترابط الاجتماعي، وفي حديث كارول باكلي، العاملة في محمية الأفيال بولاية تينيسي، ذكرنا بحادثة مؤثرة حدثت في عام 1999. حينها، شهدت باكلي تفاعلًا مؤثرًا بين اثنتين من الأفيال، جيني وشيرلي وبعد سنوات من الفصل، بدا وكأنهما يحتفلان بلقاء طويل الانتظار وحسبما صرحت باكلي:

"كان هناك شعور بالبهجة في الهواء، وبدأت شيرلي بالصراخ، وردت جيني بالطريقة نفسها، وكان كل منهما يفحص الآخر بدقة. لم أر تعبيرًا عاطفيًا بهذا القدر من قبل دون أي تهديد عدائي."

 

تبين أن جيني وشيرلي كانتا تشاركان تاريخًا مشتركًا قبل عدة عقود، وعلى الرغم من معرفتها بماض جيني في سيرك كارسون وبارنز المتجول، كانت باكلي غير مدركة تمامًا لتفاصيل تاريخ شيرلي. وعندما قامت بالتحقيق، تبين أن شيرلي كانت تعمل في السيرك مع جيني لبضعة أشهر - قبل 23 عامًا.

 

 

دور الذاكرة القوية لدى الأفيال وتأثيرها في الاستمرارية

يشير الباحثون إلى أن الذاكرة القوية تعد جزءًا أساسيًا من استمرارية الأفيال، خصوصًا الأفيال الإناث القادة، حيث يمتلك مخزونًا غنيًا من المعرفة الاجتماعية التي تكون حاسمة للنجاة وفقًا لدراسة أجريت في متنزه أمبوسيلي الوطني في كينيا.

وبحسب أبحاث جامعة ساسكس في إنجلترا، تبين أن الأفيال التي تمتلك أم تبلغ من العمر 55 عامًا - وتعيش الأفيال حوالي 50 إلى 60 عامًا - كانت أكثر عرضة للتجمع في وضع دفاعي عند مواجهة فيل غير معروف، ويفسر الدكتور كارين ماكومب، عالمة نفس وخبيرة في سلوك الحيوانات بجامعة ساسكس، وزملائها في مجلة ساينس، أنهم كانوا على دراية بأن هؤلاء الغرباء قد يشكلون تهديدًا، وقد يعرضون الأفيال الصغيرة للخطر.

 

 

الذاكرة المدهشة للأفيال

عندما يتعلق الأمر بالقدرات العقلية، تتفوق الأفيال على الدلافين والقردة وحتى البشر، وفقًا لما ذكرته العالمة المتخصصة في الإدراك ديانا ريس وزملاؤها في جامعة إيموري في أتلانتا، وقد أفادوا في بحث نُشر في عام 2006 في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية بأن الأفيال، مثل الكائنات الثديية الأخرى في هذه الدائرة الحصرية، تمتلك القدرة النادرة على التعرف على أنفسها عندما ترى انعكاساتها في المرأة.

إيان دوجلاس هاميلتون، عالم الحيوان ومؤسس منظمة إنقاذ الفيلة في نيروبي، كينيا، هو خبير في شؤون الفيلة، وقد قام بدراستهم منذ عقود، ويشارك قصة عجيبة حول تعرفه على فيل في حديقة بحيرة مانيارا الوطنية في تنزانيا في بداية مسيرته المهنية، حيث كان قادرًا على المشي بجوارها في البرية بكل ود، وبالرغم من غيابه عن المنطقة لمدة أربع سنوات عندما غادر لكتابة أطروحته، إلا أنه عندما عاد، وجد الفيلة ترحيبًا حارًا وتصرفًا ودودًا منها حيث قال هاميلتون:

"لقد عادت إليّ وكأنني لم أغادر أبدًا، كانت تتصرف تمامًا كما كانت عليه". وأضاف: "كان هذا التفاهم واضحًا جدًا بيننا، حيث بدأنا نستأنف نزهاتنا الودية معًا".

 

إن هذا الاكتشاف يثبت أهمية الذاكرة الرائعة لدى الأفيال، خصوصًا أنها حيوانات طويلة العمر، مما يمنحها تكيفًا مميزًا مع البيئة والظروف المتغيرة وبالنظر إلى قدرتها على تذكر مواقع الطعام والموارد في فترات طويلة، تظل الأفيال على قيد الحياة، وتثبت أن الذاكرة هي سمة قيمة لذا، عندما يعبّر أحدهم عن إعجابه بقدرتك على الحفظ والتذكر كالفيل، فاعلم أنها إشادة مستحقة لك.

 

اعرف أيضا:

لماذا حيوان التجارب العلمية هو الفأر؟

هل هناك حشرة تلوِن طعامنا؟

كيف يصنع المحار اللؤلؤ؟

 


المصادر:

scientificamerican

sciencefocus

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
 ما قصة "المينا" ناقل الأمراض ومتلف المحاصيل الذي يجتاح الجزائر؟

ما قصة "المينا" ناقل الأمراض ومتلف المحاصيل الذي يجتاح الجزائر؟

10 من أندر الحشرات التي تعيش في أعماق الغابات النائية حول العالم

10 من أندر الحشرات التي تعيش في أعماق الغابات النائية حول العالم

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

مرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردن

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة

الأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكة