طقس العرب - للعديد من الأشخاص، يعتبر الطقس البارد شيئًا مزعجاً، مما يدفعنا إلى قضاء وقت أطول في الأماكن المغلقة؛ وبالتالي تفشي الزكام والإنفلونزا، ولا سيما في ظل وجود فيروس كوفيد-19.
انتقال الفيروسات داخل المساحات المغلقة يتأثر بمجموعة من العوامل البيئية، مثل درجة الحرارة ومستوى الرطوبة، بالإضافة إلى كيفية استخدام المكان، ويلعب الأشخاص الذين يشغلون المكان دورًا حيويًا، حيث تلعب أنشطتهم، مثل التحدث، وتناول الطعام، وتنظيف المكان بالمكنسة الكهربائية، دورًا كبيرًا في انتقال الفيروسات ويضاف إلى ذلك، خصائص الفيروسات نفسها، مثل الشحنة السطحية والتفاعلات مع الميكروبات الأخرى، ووجود غلاف فيروسي.
وفي هذا السياق، يشير تشارلز جيربا، أستاذ علم الفيروسات في جامعة أريزونا، إلى أن هذه الجوانب المعقدة تجعل بيئة انتقال الفيروسات في البيئة داخل المساحات المغلقة أمرًا غير بسيط ورغم التعقيد، إلا أن هناك طريقتين رئيسيتين يمكن أن يسهما في نقل مسببات الأمراض داخل هذه المساحات.
إحدى وسائل انتقال الأمراض التي تنتشر بشكل واسع تتمثل في الأسطح الملوثة، مثل مقابض الأبواب وأسطح الطاولات ولوحات المفاتيح ومفاتيح الإضاءة ونوافير الشرب حيث تتراكم الفيروسات على هذه الأسطح؛ بسبب لمسها مباشرة من قبل أشخاص مصابين، أو من الهواء وعند لمس شخص لسطح يحمل فيروسات، ثم لمس وجهه، يزيد احتمالية الإصابة بالعدوى.
وتعتمد فاعلية انتقال العدوى على نوع الفيروس وكيفية تأثره بالظروف البيئية، مثل استخدام المطهرات، ويمكن للفيروسات البقاء على الأسطح لفترات متفاوتة، وبالتالي تلعب الأسطح دورًا هامًا في نقل العدوى، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للهباء الجوي، الذي يحمل الفيروسات، أن ينتشر داخل المباني، مثل الفنادق أو المدارس، ويشكل خطرًا إضافيًا.
وتشمل مصادر الهباء الجوي والمياه الملوثة، مما يجعلها وسيلة إضافية لنقل الميكروبات.
ومع ذلك، هناك أسباب إضافية تجعل الطقس البارد يُسهِّل انتقال هذه الفيروسات إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ومن هذه الأسباب:
تشكل درجات الحرارة الباردة ظروفًا مثالية لانتشار البرد والإنفلونزا، حيث يزداد نشاط هذين الفيروسين خلال الفترة الباردة والجافة، ويعتبر ديسمبر وفبراير الفترة الأكثر برودة في العام، مما يعزز نشاط هذه الفيروسات.
في حين أن درجات الحرارة الباردة لا تسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا على نحو مباشر، إلا أنها تؤثر في استجابة أجسامنا للأمراض حيث إن الطقس البارد يجعل الأغشية المخاطية في الأنف والحنجرة أقل رطوبة، مما يجعلنا أكثر عرضة للعدوى.
تُظهِر الأبحاث أن بعض الفيروسات تنتشر بشكل أفضل في الهواء عندما تكون مستويات الرطوبة منخفضة، وليس بسبب درجات الحرارة الباردة، وهذا ينطبق على نحو خاص على فيروسات الإنفلونزا وSARS-CoV-2، الذي يسبب مرض كوفيد-19.
يُظهِر البحث أن فهم تأثيرات الطقس على انتشار الأمراض يمكن أن يساعد على اتخاذ إجراءات وقائية أكثر فعالية، سواء كان ذلك من خلال ترطيب البيئة المحيطة بنا أو تعزيز عادات النظافة الشخصية خلال فصول البرد.
لتقليل فرصتك للإصابة بالعدوى، يُعتبر الحصول على لقاحات الإنفلونزا وكوفيد-19 وتعزيزها أساسيًا للحماية من الأمراض الخطيرة والتخفيف من حدة الأعراض، وبالرغم من أن العدوى بـ أوميكرون قد تظهر بشكل مشابه لنزلات البرد لدى الأشخاص الملقحين، يظل الأفضل لغير المحصنين أخذ الحيطة.
اقرأ أيضا:
هل تعاني من النوم المتقطع بعد التعافي من جائحة كورونا... تحليل يفسر الاسباب
إيريس متحور كورونا الجديد ماذا نعرف عنه؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول