ما حقيقة المخاوف التي أُثيرت بشأن تأثير الكمامة على التطور اللغوي والعاطفي لدى الأطفال؟

2022-02-12 2022-02-12T19:26:42Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - بعد عامين من انتشار وباء كورونا، احتلت المخاوف من تأثير الكمامات على التطور اللغوي والعاطفي والاجتماعي لدى الأطفال مركز الصدارة لا سيما داخل المجتمعات العلمية، وتضاعفت في الأسابيع الأخيرة دعوات في الولايات المتحدة لرفع فرض ارتداء الكمامات وأقنعة والوجه في المدارس، في وقت تتراجع فيه حالات الإصابة الجديدة بـفيروس كورونا.

 

وقد أظهرت دراسات علمية أن الكمامة تؤثر بالفعل على قدرة الأطفال على التعرف على الوجوه والعواطف، كما هو الحال مع البالغين، ويمكن أن تعيق الكمامة أيضًا التواصل اللفظي، لكن الخبراء منقسمون حول الآثار طويلة المدى على نمو الأطفال.

 

التأثير على تعلم اللغة عند الأطفال

يتعلق الهاجس الأول بعملية تعلم اللغة التي تتم في السنوات الأولى من حياة الطفل، حيث يتعلم الأطفال التحدث من خلال التفاعلات الاجتماعية، وعلى وجه الخصوص النظر إلى أفواه البالغين من أجل تحليل المقاطع الصوتية المختلفة، وبما أن هذه الطريقة ليست مُتاحة مع ارتداء الكمامة، فمن المنطقي افتراض تأثير الكمامة الضار على عملية تعلم اللغة.

 

وعلى الرغم من أهمية نظر الأطفال إلى الوجوه أثناء تعلم الكلام، إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة، وفقاً لـ ديان بول من الجمعية الأمريكية للسمع والنطق واللغة (ASHA)، حيث يتعلم الأطفال أيضًا من خلال الاستماع إلى الأصوات واتباع إيماءات وحركات العيون، ما يفسر قدرة الأشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية على تعلم التحدث بشكل جيد، كما أشارت ديان إلى أننا لا نضع الكمامة بشكل دائم، ولا نضع الكمامة في المنزل مثلا.

 

تقول ديان: "على الأقل في هذا الوقت، لا توجد دراسات قيمت بشكل مباشر التأثير طويل المدى لتطور الكلام واللغة عندما يتفاعل الأطفال الصغار مع البالغين الذين يرتدون كمامة".

 

وأضافت:"ولكن هناك دراسات توضح أنه يمكن للأطفال ضبط إشارات الاتصال والإيماءات المختلفة هذه عندما يكون فم الشخص البالغ غير مرئي."

 

أظهرت دراسة أجريت عام 2021 أن الأطفال الرضع كانوا قادرين على التعرف على الكلمات الفريدة حتى مع ارتداء الكمامة، لكن وفقًا لما جاء في دراسة أخرى أُجريت في فرنسا، يمكن للكمامة أن تعيق تعلم القراءة بين الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

 

بشكل عام ، لا تزال الدراسات قليلة حول هذا الموضوع. لكن ديان ترى أنه لايوجد أي سبب يدعو للقلق.

 

ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، تشير البيانات المحدودة المتاحة إلى عدم وجود دليل واضح على أن وضع الكمامة يضعف التطور العاطفي أو اللغوي لدى الأطفال، وتوصي الوكالة بارتداء الكمامة من عمر السنتين، بينما توصي منظمة الصحة العالمية بها ابتداء من عمر الخمس سنوات.

 

التأثير على التطور الاجتماعي والعاطفي

ينظر الأطباء والخبراء النفسيين للموضوع بشكل مختلف، يعتبر مانفريد سبيتزر، الاختصاصي في علم الأعصاب الإدراكي بجامعة أولم الألمانية، أن الجانب العاطفي له أهمية أكثر، مشيراً إلى أنّ رؤية الابتسامة هي أوّل أمر نفتقده عند وضع الكمامة.

 

وقال سبيتزر لوكالة فرانس بريس: "في البيئات التعليمية، هناك الكثير من ردود الفعل الضمنية بين المعلم والطفل"، مضيفا: "إذا ضعُف هذا التواصل المستمر، فسوف يؤثر بالتأكيد على نجاح عملية التعليم."

 

تتعلق المخاوف أيضًا بالقدرة على تكوين روابط اجتماعية، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن وضع الكمامة يزيد من صعوبة التعرف على الوجوه والعواطف، ولذلك تأثير أكبر بين الأصغر سنًا، لكن تتباين الاستنتاجات حول العواقب المحتملة.

 

أكدت دراسة أجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و 13 عامًا، نُشرت في مجلة PLOS One ، أن القدرة على تحديد العواطف، مثل: الخوف والحزن والغضب، كانت أقل عند وضع الكمامة، لكن النتائج أتت متماثلة مع ارتداء النظارات الشمسية، وخلُصت الدراسة إلى أن هناك احتمالاً ضئيلاً لتأثّر التفاعلات الاجتماعية في حياة الأطفال اليومية.

 

ومع ذلك، فقد أظهرت دراسة أخرى، نُشرت في مجلة Frontiers in Psychology ، أن القدرة في التعرف على مشاعر الأشخاص واضعي الكمامة انخفض بشكل كبير بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 - 5 سنوات، وهي نتائج تشير إلى أننا نعيش في وقت قد يؤثر على تطور التفكير الاجتماعي والعاطفي.

 

الطبيبة النفسية في جامعة جونز هوبكنز، كارول فيدال، تعتقد أن الأمر يستدعي الشعور بالقلق على المستوى المجتمعي، لكن هذا لا يعني أن تسيطر مشاعر القلق على الأهل طوال الوقت.

 

الطبيبة كارول فيدال هي واحدة بين مجموعة من الأطباء والعلماء الذين يطالبون برفع فرض ارتداء الكمامة في المدارس، وتعتقد أنها ليست ضرورية في هذه المرحلة من الوباء، نظراً إلى تراجع المخاطر التي يتعرّض لها الأطفال في مواجهة كوفيد-19، وإتاحة اللقاحات بدءاً من سنّ الخامسة.

 

وتؤكد أن الأمر يتعلق في الموازنة بين المخاطر والمنافع، حيث ترى فيدال أن مخاطر وضع الكمامة "قد لا تكون درامية بمعنى أنه قد لا يكون لدينا تأثيرات فورية، ولكن أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون حذرين".

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
طرق بسيطة للتحكم في حجم الحصص الغذائية

طرق بسيطة للتحكم في حجم الحصص الغذائية

متى يبدأ الشتاء في السعودية 1446؟

متى يبدأ الشتاء في السعودية 1446؟

لماذا يختلف هطول الأمطار مرة بعد أخرى خفة وغزارة؟

لماذا يختلف هطول الأمطار مرة بعد أخرى خفة وغزارة؟

الأردن: تعمق منخفض البحر الأحمر الأربعاء والخميس يجلب معه رياحاً نشطة و أتربةً مُثارة

الأردن: تعمق منخفض البحر الأحمر الأربعاء والخميس يجلب معه رياحاً نشطة و أتربةً مُثارة