ما هي قصة الصاروخ الصيني وكيف أصبح خارج نطاق السيطرة؟

2021-05-06 2021-05-06T13:00:28Z
رنا السيلاوي
رنا السيلاوي
محرر أخبار - قسم التواصل الاجتماعي

طقس العرب - أطلقت الصين في 29 أبريل صاروخ من طراز لونغ مارش 5-بي (Long March 5B) وعلى متنه أحد أجزاء محطة الفضاء التي تنوي بناءها، وهي الوحدة الأساسية في المحطة والتي ستكون مكان اقامة رواد الفضاء. وبعد أن وصل الصاروخ إلى الموقع المطلوب تم فصل الوحدة لتدور في مدار ثابت لها حول الأرض لحين ارسال الأجزاء الباقية من خلال 10 رحلات أخرى لاستكمال محطة الفضاء بحلول عام 2022.

 

لكن الجزء المتبقي من الصاروخ دخل في مدار لم يكن مقررا له وأصبح العالم يترقب بقلق دخوله الغلاف الجوي وسقوط أجزاء منه في أي منطقة قد تكون مأهولة بالسكان، ولنتابع قصة الصاروخ لنتعرف أولاً على الطريقة التي تعمل بها الصواريخ!

 

كيف تعمل الصواريخ؟

قد يعتقد البعض أن الصواريخ تنطلق اعتماداً على دفع الهواء العكسي، إلا أن الصواريخ لا تعتمد على دفع الهواء لأنها تعمل أيضًا في الفضاء حيث لا يوجد هواء، وإنما تستفيد الصواريخ من قوة الزخم، أو مقدار القوة التي يمتلكها الجسم المتحرك.

 

لتقريب الصورة، تخيل نفسك واقفًا على لوح تزلج وبيدك كرة سلة، فإذا رميت كرة السلة في احد الاتجاهات، فستندفع أنت ولوح التزلج في الاتجاه المعاكس للحفاظ على الزخم، حيث يبقى زخم أي نظام ثابتاً ما لم تؤثر عليه قوة خارجية، لذلك فإنك ستتحرك للخلف بشكل أسرع كلما رميت الكرة بقوة أكبر.

 

تعمل الصواريخ اعتمادا على طرد العادم الناتج عن حتراق الوقود، والذي يعمل بنفس مبدأ كرة السلة، حيث يخرج الغاز الناتج عن الاحتراق من فوهة المحرك بسرعة كبيرة ، مما يمنح الصاروخ الكثير من الزخم. نتيجة لذلك، يتحرك الصاروخ مندفعا في الاتجاه المعاكس لخروج العادم.

 

وعلى عكس المحركات النفاثة للطائرات، صُممت الصواريخ للعمل في الفضاء، لذل فهي لا تتضمن مآخذ للهواء ، وتحمل معها المؤكسدات الخاصة بها، وهي المواد التي تلعب دور الأكسجين في حرق الوقود. ويمكن أن يكون وقود الصاروخ والمؤكسد صلبًا أو سائلًا، حيث تستخدم العديد من الصواريخ الحديثة وقودًا سائلًا.

 

ما هي مراحل اطلاق الصاروخ؟

تتكون صواريخ الفضاء الكبيرة اليوم من مرحلتين على الأقل، كل مرحلة لها محركاتها الخاصة، والتي يمكن أن تختلف في العدد، فالمرحلة الأولى من صاروخ فالكون 9 الخاص بشركة سبيس إكس يحتوي على تسعة محركات ، في حين أن المرحلة الأولى من صاروخ أنتاريس أنتاريس نورثروب غرومان به محركان.

1. المرحلة الأولى (first stage): ونظراً لأن المرحلة الأولى يجب أن ترفع الصاروخ بأحمله مع حمولته وتخرجه من الغلاف الجوي السفلي، فهو القسم الأكبر والذي يحتوى المحركات الأقوى.

 

وكلما تحرك الصاروخ بشكل أسرع، زادت مقاومة الهواء له، وكلما ارتفع يصبح الغلاف الجوي أرق. يعني هذان العاملان معًا أن الضغط على الصاروخ يرتفع ثم ينخفض ​​أثناء الإطلاق، ويبلغ ذروته عند ارتفاع معين، قد يبلغ الضغط ذروته عند 80 إلى 90 ثانية بعد الإقلاع، على ارتفاعات تتراوح بين سبعة وتسعة أميال، ويختلف هذا حسب نوع الصاروخ.

 

1. المرحلة الثانية (second stage): بمجرد أن تنتهي المرحلة الأولى يُسقط الصاروخ ذلك الجزء ويشعل محركات المرحلة الثانية، تحتوي المرحلة الثانية عادة على محرك واحد فقط لأن حمولة الصاروخ تكون قلت، ويكون الصاروخ قد خرج من الغلاف الجوي السفلي السميك، في هذه المرحلة يكون الصاروخ قد تخلى أيضًا عن الحواف، والغطاء المدبب عند طرف الصاروخ الذي يحمي حمولة الصاروخ خلال المرحلة الأولى من الإطلاق.

 

تاريخيًا ، تُركت معظم أجزاء الصاروخ التي تنفصل عنه لتسقط على الأرض وتحترق في الغلاف الجوي. ولكن ابتداءً من الثمانينيات، صمم المهندسون أجزاء صاروخية يمكن استردادها وإعادة استخدامها. تقوم الشركات الخاصة بما في ذلك سبيس اكس (SpaceX) وبلو اوريجن (Blue Origin) ببناء صواريخ ذات مراحل أولى تعود إلى الأرض وتهبط بسلام، فكلما زادت إمكانية إعادة استخدام أجزاء الصاروخ تقل تكاليف عمليات إطلاق الصواريخ.

 

ماذا بعد تنفيذ الصاروخ مهمته؟

 تنتقل المرحلة الثالثة من الصاروخ (ما تبقى منه) لاتمام المهمة، وفي حالة الصاروخ الصيني "لونغ مارش" كانت مهمته إطلاق جسم في مدار حول الأرض، فعندما وصل الصاروخ إلى موقع معين انفصلت الوحدة الأساسية لمركبة الفضاء المقرر بناؤها ودخلت في مدارها حول الأرض.

 

بعدها كان مقرراً أن يعمل المحرك الموجود في المرحلة الثالثة ويدفع الجزء المتبقي من الصاروخ كي يعود إلى الأرض ويحترق معظمه في الغلاف الجوي وتسقط الأجزاء المتبقة في موقع آمن، لكن بدلاً من ذلك دخل الصاروخ في مدار منخفض حول الأرض على ارتفاع 300 كم تقريبا، وأصبح يدور حول الأرض دورة كاملة كل 90 دقيقة بسرعة عالية تصل إلى 7 كم/ثانية، أي خرج الجسم الصاروخي عن نطاق السيطرة وسيبقى يدور لبعض الوقت حتى يفقد ثباته ويدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة الصوت، فيشتعل.

 

اقرأ المزيد | هل يشكل سقوط الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة تهديداً للأرض؟

 

ما مدى خطورة الأمر؟

 يمكن متابعة مسار الصاروخ حاليا، لكن لان الجسم الصاروخي المتبقي من الصاروخ الصيني يتحرك بسرعة كبيرة فإن أي تغيير في مساره يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في المكان الذي سينتهي إليه، كما أن كتلة الجسم الصاروخي كبيرة تبلغ 21 طنا، مما يعني أنه لن يحترق بالكامل عند دخولها الغلاف الجوي، وستسقط الأجزاء المتبقية في مكان ما، ويبقى هذا المكان غير معروف، فقد تسقط الأجزاء في منقطة مأهولة وتتسبب ببعض الأضرار، لذلك يترقب العالم بقلق موعد سقوط الجسم الصاروخي والمتوقع تقريبا في 8 مايو، والمرجع أنه سيسقط في المحيط، إلا أن احتمال سقوطه في منطقة مأهولة يبقى قائما.

شاهد أيضاً
أخبار ذات صلة
هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

هل تشهد الشمس توهجًا فائقًا كل قرن؟ وما تأثيره على الأرض؟

ظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاء

ظاهرة فلكية بديعة في السماء بالتزامن مع بدء فصل الشتاء

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

كتلة هوائية أبرد من المعتاد تؤثر على الأردن نهاية الأسبوع وزيادة متوقعة في برودة الأجواء

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة

تحديث جوي | جبهة هوائية باردة تعبر سواحل بلاد الشام وأمطار رعدية متوقعة