طقس العرب - قد يتبادر لذهنك السؤال فيما اذا كانت الأرض قابلة للحياة لو كانت مسطحة أو لو كانت على شكل مكعب، ولكن ما رأيك اليوم أن نغوص في مخيلتنا للأعماق قليلًا، ونسأل سؤالًا أصعب، هل يُمكننا العيش على أرض في منتصفها ثقب عملاق؟
هل سيكون لكوكب مثل هذا فرصة ليكون صالحًا للحياة؟ هل سيظل لديه القمر؟ كيف تعمل الجاذبية؟ وكيف سيكون المنظر على أرض كهذه؟
تخيلوا لو كانت الأرض على شكل دونات! سيكون لدينا ظروف غير مستقرة وكارثية. وفقًا لنظريتنا، ستكون الأرض على شكل دائري مثل قطعة دونات، وستحتفظ بالموقع نفسه مقارنةً بالشمس، مع نفس الميل المحوري وسرعة دوران مشابهة تصل إلى 11.4 كيلومتر في الثانية. وعند النظر إلى خط الاستواء الذي يمر بقطعة الدونات، سيكون لدينا سرعة دوران أقل تبلغ 6.5 كيلومتر في الثانية. لنفترض، على سبيل المثال، إرسال صواريخ إلى الفضاء، سيكون الأمر أسهل بفضل ضعف الجاذبية عند خط الاستواء، سواء من الخارج أو الداخل.
فيما يتعلق بالجاذبية على الأرض الدوناتية، سيكون وزن الشخص العادي أقل بثلاث مرات مقارنة بالجاذبية على الأرض الكروية. إذا كانت جاذبية الأرض الكروية تساوي 1 غرام، فإن جاذبية الأرض الدوناتية عند القطبين تكون 0.65 غرام، وعند خط الاستواء تكون 0.3 غرام. يمكن أن يشبه هذا الوضع المشي على سطح كوكب المريخ. على الرغم من ضعف الجاذبية على الأرض الدوناتية، إلا أن هذا لن يحول دون انهيار الكوكب. لكي يقاوم الكوكب هذا التحول إلى أرض كروية، يجب عليه الدوران بسرعة أعلى من الأرض الكروية، مما يجعل قوى الطرد المركزي تحتفظ بالتجويف الوسطي بشكل سليم.
لكن هذا الدوران السريع لن يكون عاديًا، حيث سيصبح طول اليوم الواحد على الأرض الدوناتية حوالي ساعتين وخمسين دقيقة، أو قد يظل 24 ساعة، ولكن مع شروق الشمس وغروبها ثماني مرات على الأقل في كل يوم. وبذلك، يجب أن تكون على استعداد للعمل خلال الليل والنهار، مما يعني أن ساعات العمل والنوم ستختلف بشكل كبير. ولن تكون هذه التغييرات جيدة بالنسبة للحيوانات التي تعتمد على الشمس والقمر في عمليات الهجرة والتكاثر.
سيظل القمر قريبًا من الأرض الدوناتية، حيث تشير النظرية إلى أنه من الممكن أن يتجه نحو التجويف المتوسط ويتحرك صعودًا ونزولًا عبره. هناك فرضية أخرى تشير إلى أنه قد يتأثر بالجاذبية ويدور حول حواف مدار الأرض الدوناتية.
كل هذا سيؤثر على مستوى المد والجزر، حيث ستبدأ الأعاصير والعواصف في الظهور. سيكون مستوى مياه المحيطات والبحار غير مستقر، مما سيؤدي إلى نتائج وخيمة للمدن الساحلية. ستصبح المناطق القطبية أكثر برودة، في حين تزداد حرارة مدن خط الاستواء. وهذا يجعل بعض مناطق الأرض غير صالحة للعيش بسبب المناخ القاسي.
فيما يتعلق بالبلدان، يصعب التنبؤ بموقعها على الأرض الدوناتية، ولكن بالنسبة للتضاريس، من المرجح أن يكون تجويف الأرض هذا محاطًا بجبال. إذا كنت ترغب في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة، فربما يكون التجويف الداخلي للأرض الدوناتية هو الخيار المثلى.
لكن الحياة في هذا السيناريو لن تنتهي، حيث قد يصبح العبور في مياه المحيطات أمرًا مستحيلاً، وسيتطور الأفراد بشكل منفصل على القارات المختلفة. قد لا يكون لدى سكان الأرض الدوناتية التكنولوجيا التي نمتلكها اليوم، ولكنهم قد يكتبون مقالات بعنوان "ماذا لو كانت الأرض كروية". الجانب الإيجابي هو أنه قد لا يحدث انقراض جماعي، وربما بفضل شكل الأرض كقطعة دونات، لن تحدث العديد من الأحداث التاريخية التي نعرفها، مثل انقراض الديناصورات على سبيل المثال.
إن الحياة بالقرب من التجويف الدوناتي ستكون ذات فصول غير مستقرة، مثل تجربة فصلي الشتاء المزدوجة، حيث قدمت الدكتورة "بوياجيان" أمثلة واضحة على ظواهر فيزيائية لا يمكن للنظرية الدوناتية تفسيرها.
وهناك ثغرة واضحة أخرى في نظرية الأرض الدوناتية، حيث يستطيع أي شخص في الفجوة رؤية الجانب المقابل بطريقة ما.
تقول دراسات فاروج إن التجويف المتوسط غير مرئي لأن الضوء يتبع انحناءات النتوءات المستديرة. ولكن وفقًا للدكتورة بوياجيان، "الحفرة الوسطية غير مرئية بسبب انحناء الضوء على طول النتوءات المستديرة". وتشدد بوياجيان على أن رؤية انحناءات الضوء تكون فقط بالقرب من الأجسام الضخمة، مثل الثقب الأسود الكبير، الذي يعد أكبر حجمًا في الكون.
"الأرض الدوناتية" تعتبر نظرية مجردة، تُضاف إلى قائمة النظريات المؤامرة، مثل الأرض المسطحة والكائنات الفضائية التي بنت الأهرامات، في عالم يتسم بالشك المتزايد. في هذا السياق، يزداد تنوع النظريات، وتظل الحقيقة واحدة في عالم يتسم بتعدد الرؤى.
إقرأ أيضًا:
ماذا لو اختفت الأشجار من الأرض؟
المصدر: whatifshow
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول