طقس العرب - تعتبر البيئة البحرية والمحيطات من أكثر المناطق تأثراً بالتغيرات المناخية والأنشطة البشرية. إنها جزء حيوي من نظام الكوكب الأرضي، وتؤدي دورًا أساسيًا في دعم الحياة على الأرض ولهذا السبب، تأخذالمحافظة على البيئة البحرية مكانة خاصة في جدول أعمال العالم اليوم، ومن خلال منصة عالمية مخصصة لهذا الغرض، يمكن تعزيز الجهود الدولية للمحافظة على هذا الثروة البيئية الهامة والمهددة.
تشكل البيئة البحرية أكثر من ثلثي سطح الأرض، وتحتوي على 97% من المياه الكوكبية، وتعتبر مصدرًا أساسيًا للأكسجين والموارد البيئية. وهناك حوالي 3 مليارات شخص يعتمدون على الموارد البحرية والساحلية كوسيلة رئيسية للرزق، وتؤدي دورًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي العالمي وامتصاص غازات الاحتباس الحراري.
وفي هذا السياق، تأتي منصة عالمية COP28 للمحافظة على البيئة البحرية لتكون المنتدى الدولي الذي يضم القادة والخبراء والمؤسسات للمشاركة في مناقشة تحديات البيئة البحرية ووضع حل مستدام لها، ويأخذ مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP) الذي يُعقد بانتظام مكانًا مهمًا لمناقشة هذه القضايا، حيث يُظهر التزام العالم بمواجهة التحديات البيئية البحرية.
واستضافت الإمارات مؤخرًا مؤتمر COP28، الذي شكل فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه البيئة البحرية وآليات الحفاظ عليها، ويأتي هذا التفرغ للمسائل البيئية البحرية كجزء من الأهداف التنموية المستدامة التي تعمل عليها الأمم المتحدة للمحافظة على المحيطات والبحار واستخدامها بشكل مستدام.
تتضمن هذه الجهود تعزيز الحفاظ على المناطق البحرية المحمية، وتقليل التلوث البحري، وتحسين إدارة المخلفات البلاستيكية، وزيادة وعي الجمهور بأهمية البيئة البحرية وزيادة على ذلك، تشمل التحديات التي تواجه البيئة البحرية تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة المحيطات وتآكل الشواطئ، وهي قضايا تتطلب جهوداً دولية مشتركة للتصدي لها.
أكد رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة أن مؤتمر "COP28" يشكل منصة عالمية مهمة تهدف إلى تعزيز الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة البحرية عبر توحيد وتنسيق جهود الدول والشركاء والمنظمات الدولية حيث يسعى المؤتمر إلى زيادة آفاق التعاون في مجالات العمل المتعلقة بالبيئة البحرية ومواردها وثرواتها، وهذا يتماشى تمامًا مع الجهود العالمية للحد من الانبعاثات الناجمة عن الاحتباس الحراري، والتي تهدد الكوكب وجميع أشكال الحياة، بما في ذلك الكائنات البحرية.
ويركز مؤتمر "COP28" بشكل خاص على ضرورة الحفاظ على البيئة البحرية والمحافظة عليها بما يتناسب مع دورها الحيوي في استقرار النظام البيئي العالمي والمساهمة في الحفاظ على المناخ العالمي، ويأتي هذا في ظل الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها البيئة البحرية، بما في ذلك تغير المناخ، وارتفاع درجة حرارة المحيطات، والتلوث، واستغلال الموارد البحرية بشكل غير مستدام.
ويشير الدكتور شعلة إلى أن اهتمام مؤتمر "COP28" بالبيئة البحرية يتماشى مع الجهود الكبيرة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة للمحافظة على البيئة البحرية. حيث قامت الإمارات بإنشاء 16 محمية بحرية للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، وقامت بإعادة تأهيل المواقع الساحلية، واعتمدت برامج رصد متقدمة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقامت بجهود استزراع الشعاب المرجانية وتنمية أشجار القرم وتربية الأحياء المائية.
وتشير البيانات الصادرة عن الجامعة الييل إلى أن هذه الجهود الإماراتية المستدامة قادت الدولة إلى تحقيق المركز الأول عالميًا في مؤشر الأداء البيئي لعام 2022، بالإضافة إلى تصدرها المركز الأول إقليميًا والمركز الثالث عالميًا في مؤشر حيوية النظام البيئي والمركز الأول إقليميًا في مؤشر التنوع البيولوجي والموائل الطبيعية.
يُشير الدكتور شعلة إلى أهمية مؤتمر "COP28" ومدى تأثيره في الجهود العالمية للمحافظة على البيئة البحرية في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها ويُتوقع أن يسفر المؤتمر عن توصيات ومبادرات مهمة تساهم في تعزيز جهود المنظمات المعنية بحماية البيئة البحرية والمساهمة في تحقيق الأهداف البيئية العالمية.
إن إنشاء منصة عالمية للمحافظة على البيئة البحرية يعكس الالتزام الدولي بحماية هذا الإرث الطبيعي الهام وبالتعاون المشترك والجهود الموحدة، يمكن للعالم أن يحقق أهدافه في الحفاظ على البيئة البحرية لجيلنا الحالي والأجيال القادمة. إنها فرصة نحن بحاجة ماسة إلى استغلالها لضمان استدامة كوكب الأرض وحماية تنوعها البيئي الفريد.
اعرف أيضا:
"الحياة الفطرية": مخالفة الدخول للمناطق البحرية ذات الأهمية العالية بيئيًا تصل إلى 100 ألف ريال
كيف تتحكم المحيطات بالطقس والمناخ
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول