موجة أمطار رعدية تضرب الأجزاء الجنوبية من المغرب العربي ودول الساحل في الثلث الأخير من أوت

طقس العرب – م. ناصر حداد – تشير التوقعات أواخر الشهر الى ارتفاع فرص الأمطار الرعدية وتزايد شدتها على الأجزاء الجنوبية من المغرب العربي تشمل جنوب ليبيا وجنوب الجزائر وموريتانيا، وتمتد لاحقا نحو مرتفعات الجزائر ومملكة المغرب.

تعرف على حالة الطقس في الثلث الأخير من أوت / آب

تندفع موجة أمطار رعدية جراء اتساع الفاصل المداري ITCZ نحو تلك المناطق في الثلث الأخير من الشهر (20-31 أوت / آب 2019).

وتتشكل السحب الرعدية التي تشتد ساعات العصر والمساء بشكل شبه يومي، وتعمل على ارتفاع فرص حدوث السيول ونشاط حركة الرياح المثيرة للغبار.

كما تنتشر الرياح المدارية الرطبة (الرياح الموسمية) نحو مرتفعات غرب شبه الجزيرة العربية في الثلث الأخير من أغسطس مسببه ازدياد شدة الامطار الرعدية في تلك المناطق.

ما سبب تزايد غزارة الأمطار خلال الفترة من 20 الى 31 أغسطس / أوت / آب 2019 ؟

يعود السبب الأبرز والمباشر الى توغل الرياح الموسمية نحو تلك المناطق، حيث تحمل معها كميات كبيرة جدا من الرطوبة النسبية في مختلف طبقات الجو وخاصة في الطبقات الفعالة من الغلاف الجوي حيث تزداد كثافة السحب الرعدية وتغزر الأمطار فيها.

اذ تشير الخرائط الجوية الاحتمالية بعيدة المدى، الى انزياح قاعدة المرتفع الجوي الازوري من وسط الجزائر نحو مملكة المغرب، مما يعني الحد من اندفاع الرياح الشمالية الباردة، بالمقابل تجد الرياح الموسمية الرطبة من الجنوب، طريقاً سهلا لانتشارها نحو جنوب الجزائر وليبيا وموريتانيا.

وذات الأمر يتوقع ان يحدث في الجزيرة العربية، اذ يتوقع تعمق المرتفع المداري شمال الجزيرة العربية، مما يمنع من هبوب الرياح الشمالية الجافة نحو تلك المناطق، وتزايد شدة الأمطار.

كيف يحول الفاصل المداري (ITCZ) الاراضي القاحلة الى مراعي خضراء؟

يعرف خط الـ ITCZ أو خط تلاقي الرياح التجارية الاستوائية أو ما يسمى أيضاً بالفاصل المداري، هو خط الاستواء الوهمي جغرافيا والفعلي مناخيا.

ويتغير موقع خط الـ ITCZ بحسب الفصول، حيث ينتقل هذا الخط إلى الشمال من خط الاستواء في فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي، والعودة إلى جنوب خط الاستواء في صيف نصف الكرة الجنوبي.

ومع بداية فصل الصيف في النصف الشمالي للكرة الارضية تنتقل الرياح التجارية شمالا وتأخذ مساراً على شكل خط متعرج شرقي حاملا معه كميات كبيرة من الرطوبة من المناطق الاستوائية شمالا نحو مناطق يبلغ متوسط الاشعاع الشمسي فيها قيم كبيرة، ما ينشئ منطقة خصبة لتشكل السحب الركامية المسببة للعواصف الرعدية الماطرة او ما يسمى محليا الامطار الموسمية.

وتتأثر العديد من مناطق جنوب الوطن العربي بتأثيرات خط الفاصل المداري بشدة تختلف من موسم لآخر، ففي صيف 2010 وصل خط الـ ITCZ للعاصمة السعودية الرياض حيث تحول طقس العاصمة الرياض ذات المناخ الصحراوي الى طقس مداري رطب وماطر لفترة محدودة قبل ان يتراجع الفاصل المداري جنوبا، وعادة ما تتأثر اجزاء من جنوب غرب الجزيرة العربية والسودان وكذا جنوب الجزائر وموريتانيا بعواصف رعدية ماطرة خلال فصل الصيف ناتجة عن تحرك الـ ITCZ شمالا وتحول الاراضي القاحلة الى مراعي خضراء.