مُناخياً | ما علاقة تنامي ظاهرة اللانينا في تفاقم الموجات الحارة عالمياً في الفترة الأخيرة

طقس العرب - قال المُختصون الجويون في قسم المُناخ بمركز طقس العرب الإقليمي بأن العالم يشهد مؤخراً وتحديداً مع النصف الثاني من شهر مايو الماضي اشتداداً لافتاً في حدة الموجات الحارة والتي سُجل خلالها أرقام قياسية لدرجات الحرارة على المستوى العالمي فعلى سبيل المثال سجلت العاصمة الهندية حيث تم تسجيل درجة حرارة تاريخية يوم الأربعاء 29-5-2024 بلغت 52.9 درجة مئوية، وبالنظر نحو أفق أبعد سجلت ولاية تكساس درجات حرارة قياسية وصلت إلى 51 درجة مئوية مُتخطية بذلك الحرارة القصوى في العواصم والمُدن الخليجية في ظل وجود دورة مُناخية جديدة يشهدها العالم وهي حالة اللانينا فهل لها ارتباط بموجات الحر.

علمياً ومُناخياً : ظاهرة اللانينا تتنامى وتُعلن دخول دورة مُناخية جديدة وأثارها تنعكس على درجات الحرارة العالمية

وقد قال المُختصون في مركز طقس العرب الإقليمي وبعد مُتابعة آخر مُخرجات النمذجة الحاسوبية الخاصة بإنحراف درجة حرارة المُسطحات المائية عن المُعدلات بأن المنطقة الواقعة على خط الإستواء من المُحيط الهادئ تحديداً قبالة سواحل البيرو تشهد مؤخراً تبريداً واضحاً لدرجة حرارة سطح المياه إذ انخفضت عن مُعدلاتها بمقدار يتراوح مابين درجة إلى درجتين، ويعني ذلك أن هناك دورة مُناخية جديدة بدأت تظهر في مياه المحيط الهادئ وهي عبارة عن تنامي لظاهرة (اللانينا) المُناخية والتي تستمر معنى خلال الأشهر القادمة بما فيها أشهر الصيف لهذا العام.

وقال المُختصون بعد اجراء دراسة موسعة أن للانينا دور في زيادة حدة موجات الحر في بعض المناطق حول العالم وهي ظاهرة مُناخية طبيعية تتسم ببرودة غير طبيعية لمياه المحيط الهادئ الاستوائي، وعلى الرغم من أن تأثيرات اللانينا تكون متنوعة ومعقدة وتختلف حسب المنطقة الجغرافية، فإنها قد تؤدي إلى زيادة حدة موجات الحر في بعض المناطق فعلى سبيل المثال :

• أمريكا الشمالية : يمكن أن تتسبب اللانينا في زيادة حدة موجات الحر في المناطق الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة.

• استراليا : ترتبط اللانينا بموجات حر أقوى وجفاف أكثر حدة في الجزء الشرقي من أستراليا.

وأشار المُختصون أن اللانينا تؤثر على نمط التيارات الجوية والطقس العالمي بطرق متعددة، مما قد يؤدي إلى تغيرات في درجات الحرارة والهطول في مناطق مختلفة من العالم، ولكن لا يُمكن الجزم بأن تأثيراتها ستكون حتمية من ناحية أثرها على مُناخ العالم إذ أن جميع التأثيرات المُرجحة هي ناتجة عن عمليات مُعالجة إحصائية لسنوات حدثت بها هذه الظاهرة مع ضرورة التأكيد أن هذه الدورات المُناخية ماهي إلا جزء لايتجزأ من أنماط عملاقة تحرك انظمة الطقس العالمية.

والله أعلم.