طقس العرب - يعيش الإنسان على وجه الأرض تحت تأثير متغيرات طبيعية كبيرة، بما في ذلك الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات، وعلى الرغم من أن هذه الكوارث تعتبر حوادث طبيعية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن أن تكون كارثة طبيعية محتملة سببًا في تحفيز وقوع كارثة طبيعية أخرى؟
نبحث في هذا المقال فيما إذا كان هناك أي تأثير للكوارث الطبيعية المتتالية على بعضها البعض.
أعاد الأستاذ المساعد وين يوان، الخبير في مجال علوم الأرض والمحيطات والغلاف الجوي في جامعة فلوريدا، صياغة المصطلح "الزلازل الإعصارية" ليصف الظاهرة الجيولوجية التي اكتشفها وفريقه مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الزلازل الإعصارية هي عبارة عن حوادث زلزالية تشبه الهزات الأرضية، ولكنها تحدث في آن واحد مع الأعاصير أو العواصف القوية الأخرى.
كما كشف فريق بحث عن ظاهرة جديدة في مجال الجيوفيزياء، يمكن فيها للإعصار أو العواصف الأخرى أن تسبب حركات زلزالية في المحيط القريب بقوة تصل إلى 3.5 درجات على مقياس ريختر.
الجواب: ربط الباحثون هذه الظاهرة المتزامنة بين الزلازل والأعاصير بالتأثير المتبادل بين الغلاف الجوي والأرض والمحيط حيث تنقل الأعاصير الطاقة إلى المحيطات في أثناء موسم العواصف، ما يؤدي إلى نشوء أمواج قوية تتفاعل مع القشرة الأرضية في قاع المحيط، وتتسبب بالتالي في نشاط زلزالي مكثف. تم نشر نتائج هذا البحث في دورية "جيوفيزيكال ريسيرش ليترز" في تاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
واعتمد تحليل الباحثين على الزلازل وسجلات علوم المحيطات التي تم تسجيلها خلال العقد الماضي، بدءًا من سبتمبر/أيلول 2006 وصولًا إلى فبراير/شباط 2019. وقد وجدوا أكثر من عشرة آلاف هزة أرضية خلال تلك الفترة قبالة سواحل نيو إنغلاند وفلوريدا وخليج المكسيك في الولايات المتحدة، وقبالة سواحل نوفا سكوتيا ونيوفاوندلاند وكولومبيا البريطانية في كندا.
قام هذا البحث بإثبات وجود مصادر زلزالية في المحيط تشبه مصادر الزلازل داخل القشرة الأرضية، ولكن الاختلاف الرئيسي بينهما يكمن في المدة الزمنية التي يستمر فيها هذا الحدث الزلزالي. حيث تكون الزلازل الأرضية قصيرة الأمد بضع دقائق فقط، بينما يمكن أن تستمر الزلازل الإعصارية لساعات أو حتى أيام.
وقام الباحثون بتطوير طريقة جديدة للكشف عن هذه الأحداث الزلزالية وتحديد موقعها، وأيضًا تمييز ما إذا كانت هذه الحوادث زلزالا إعصاريًا أو زلزالا أرضيًا. وتتطلب هذه الطريقة أن يحدث الزلزال خلال يوم عاصف، وأن يتوافق مع معايير جيوفيزيائية محددة ترتبط بقوة العاصفة وتأثيرها في نشوء الزلزال المتزامن معها. باستخدام هذا النهج المبتكر، يمكن للعلماء تحديد الأحداث الزلزالية التي تعتبر زلازل إعصارية واستبعاد الحوادث التي لا تتوافق مع تلك المعايير.
أورد الباحثون العديد من الأمثلة لأعاصير تزامنت مع حدوث زلازل منها:
في عام 2009، ضرب إعصار بيل المحيط الأطلسي، وخلال هذا الإعصار، وحدثت العديد من الحركات الزلزالية قبالة سواحل نيو إنغلاند ونوفا سكوتيا هذه الزلازل أدت إلى إنتاج موجات سطحية عابرة للقارات.
في عام 2008، تسبب إعصار آيك في نشاط زلزالي في خليج المكسيك، وقد رصدت الزلازل خلال هذا الإعصار تزامناً مع حدوثه.
في عام 2011، حدث نشاط زلزالي تزامن مع حدوث إعصار إيرين قبالة شواطئ فلوريدا.
ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن الأعاصير كلها ستكون مصدراً للزلازل، حيث لاحظ الباحثون أن بعض الأعاصير الأخرى، على الرغم من قوتها، لم تترافق مع حدوث زلازل إعصارية. فعلى سبيل المثال إعصار ساندي، والذي كان واحداً من أعنف العواصف المسجلة في الولايات المتحدة، لم يحفز حدوث زلازل عاصفية.
يجب ملاحظة أن آلية حدوث الزلازل الإعصارية تتأثر بشدة بالعوامل المحيطية المحلية وتضاريس قاع البحر، واستمر الباحثون في جهودهم لفهم هذه الظاهرة الجديدة بمزيد من التفصيل وتحديد العوامل التي قد تؤثر في كيفية حدوثها، ويُشار إلى أن هذا البحث تم بالتعاون بين باحثين من جامعة فلوريدا ومعهد وودز هول لعلوم المحيطات ومعهد سكريبس لعلوم المحيطات والمسح الجيولوجي الأميركي.
ذوبان الجليد لا يؤثر بشكل مباشر على البراكين الخامدة، حيث تتكون البراكين نتيجة لعمليات جيولوجية في الطبقات الأعمق للأرض وعادةً لا تتأثر بتغيرات البيئة الخارجية مثل ذوبان الجليد.
مع ذلك، هناك عوامل غير مباشرة يمكن أن تؤثر في نشاط البراكين؛ فمثلًا القارة القطبية الجنوبية تحتضن أكبر طبقة جليدية في العالم، وتؤدي دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الأرض علاوة على ذلك، تم اكتشاف العديد من البراكين تحت الجليد في هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن هذه البراكين عادة ما تكون خاملة تحت الجليد، إلا أنها إذا استيقظت، فقد يكون لها تأثير كبير على البيئة المحيطة بها.
الجواب: عندما نعود إلى الماضي، نجد أنه تم اكتشاف بركان في أنتاركتيكا، وهو جبل تاكاهي، الواقع بالقرب من النقطة البعيدة للغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا، وفي دراسة جديدة مثيرة، تشير الأدلة إلى أن تاكاهي شهد نشاطًا بركانيًا قبل حوالي 18000 عام، حيث إنه كان جزءاً من سلسلة من الانفجارات التي كانت غنية بالهالوجينات المستهلكة للأوزون، ومن المعتقد أن هذه الانفجارات ساهمت في تكوين ثقب في طبقة الأوزون في المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة في نصف الكرة الجنوبي. هذا الارتفاع في درجات الحرارة، بدوره، أسهم في ذوبان الأنهار الجليدية، وأدى دورًا في إنهاء العصر الجليدي الأخير.
ومن خلاله استنتج الخبراء أنه من الممكن أن تثير البراكين تحت الجليد عمليات انصهار أو تدفق المياه الجليدية، مما يؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة مثل زيادة معدل الذوبان في الجليد؛ ومن ثم ارتفاع مستوى سطح البحر هذه التغيرات البيئية يمكن أن تؤثر في البيئات الساحلية والمجتمعات البشرية في المناطق القريبة من السواحل.
زيادة على ذلك، يمكن للانفجارات البركانية تحت الجليد أن تؤدي إلى تغييرات في التركيب الجيوكيميائي للمياه الجوفية والبيئات المائية المحيطة، مما قد يؤثر في النظم البيئية والحياة البحرية في تلك المناطق.
لذا، على الرغم من أن ذوبان الجليد لا يؤثر مباشرة على البراكين الخامدة، إلا أن وجود براكين تحت الجليد في المناطق القطبية يعني أن هناك علاقة بيئية معقدة تتداخل بين الأنشطة البركانية والتغيرات البيئية في هذه المناطق.
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول