الحمد لله..الثلوج تُحول أيام الأردنيين إلى أيام عيدٍ و تكاتفٍ اجتماعي..و الأمطار الغزيرة تجعل من هذا الموسم الأفضل منذ سنوات

موقع"طقس العرب"الإلكتروني-عُمر الدجاني-تناقل أجدادُنا مُنذ القدم كلماتٍ و حكماً تصور لنا تجارب عاشوها فيما يخُص الطقس و تقلباته فقالوا "خبي حطباتك الكبار..لعمّك اذار..ساعة شميسة..ساعة غبرة..ساعة ثلج..وساعة أمطار"..و قد عاشت مدن الأردن و قراها في مُختلف المناطق مع بداية اذار 2012 على وتر هذه الكلمات التي كانت على أرض الواقع أقوى و أطول مُنخفض جوي تتعرض له المملكة منذ بداية هذا الموسم المطري.

و قد كان تأثير المُنخفض الجوي على المملكة على شكل عدّة جبهات هوائية أثرت على المملكة بشكل متفاوت و مُتقلب بدأ مع مساء الثلاثاء 28-2-2012 و امتدّ حتى يوم الأحد 4-3-2012 جالباً معه كمياتٍ كبيرة من الامطار الرعدية على مدى ستة أيام مُتتالية جعلت أداء الموسم المطري يقفز ليصبح الموسم الأفضل منذ عدّة سنوات.

كما تساقطت الثلوج و لله الحمد بشكل واسع ..حيثُ غطت الثلوج مُعظم المناطق المُرتفعة في المملكة بما فيها العاصمة عمّان بشكلٍ واسع لم يحدث منذ شهر يناير/كانون الثاني لعام 2008 ،حيث ُبدأ تساُقط الثلوج و تراكمها على المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1000 متر عن سطح البحر اعتباراً من عصر الأربعاء 29-2-2012 امتدّت سريعاً نحو المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر عن سطح البحر في شمال ووسط المملكة.

نهار الخميس 1-3-2012 استمر تساقُط الثلوج بكثافة و لكنه اقتصر  المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1000 متر و خاصة المرتفعات العالية في عجلون و جرش و عمّان.

و مع استمرار تدفُق الرياح القطبية الشديدة البرودة عبرت المملكة اعتباراً من فجر الجُمعة جبهة هوائية هي الأشد برودة حيثُ تساقطت الثلوج  على المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 700 متر عن سطح البحر و قد كانت كثيفة على فترات و مترافقة بلمعان البرق و العواصف الرعدية ، في حين تعرّضت مُعظم المناطق المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1000 متر عن سطح البحر لعاصفة ثلجية بحيث زاد تراكم الثلوج على تلك المناطق بشكل كبير.

تراكم الثلوج وصل إلى ذروته نهار الجمعة 2-3-2012 و قد تحكم انتظام و توقيت الهطول في فارق التراكم بين منطقة و أُخرى و كان أقصى ارتفاع للثلوج المتركمة بشكل عام كالتالي:

ارتفاع 700 متر: اثار ثلجية و تراكمات بسيطة.
ارتفاع 800 متر:غطاء أبيض يناهز الـ5 سنتيمترات.
ارتفاع 900 متر:5-20 سنتيمتراً
ارتفاع950 متر:5-30 سنتيمتراً
ارتفاع 1000 متر: 40-50 سنتيمتراً في شمال ووسط المملكة و 10-20 سنتيمتراً في المناطق الجنوبية.
ارتفاع 1100 متر: 60 سنتيمتراً في شمال ووسط المملكة و 15-25 سنتيمتراً في المناطق الجنوبية.
ارتفاع 1200 متر:80سنتيمتراً في شمال ووسط المملكة و 20-30 سنتيمتراً في المناطق الجنوبية.

كما صاحب المُنخفض الجوي رياح عاصفة شديدة تجاوزت سُرعة الهبّات المُرافقة لها الـ100 كم/ساعة الأمر الذي أدى إلى أضرار مادية عديدة تمثلت في خلع بعض الأشجار و  تكسُر أغصانها إضافةً إلى سقوط لافتات الإعلان للمحلات التجارية.

1129 حادث سير لغاية مساء الجمعة :

قال مدير ادارة السير العميد عدنان محمود فريح ان المملكة شهدت خلال الأيام الثلاثة الأولى للمنخفض الجوي ( الأربعاء، الخميس، الجمعة) مجموعة من حوادث السير بلغ عددها ( 1129) نتج عنها ( 3 ) وفيات و ( 128 ) إصابة تركزت أسبابها في فقدان السيطرة الناتج عن الانزلاق والسرعة التي لا تتناسب مع الظروف الجوية و التتابع القريب والتغيير المفاجئ للمسرب والوقوف المفاجئ و كذلك عدم اخذ الاحتياطات اللازمة وعدم التقيد بقواعد وأولويات المرور.

المياه الناتجة عن الامطار و ذوبان الثلوج تُداهم 726 منزلاً :

تلقت مديرية الدفاع المدني يوم الخميس 726 بلاغاً بمداهمة المياه للمنازل و ذلك نتيجة لهطول كميات كبيرة من الامطار تجاوزت الـ120 مليمتراً خلال الأيام الماضية إضافةً إلى المياه الناتجة عن ذوبان الثلوج في مختلف المحافظات ،و قد عملت مديرية الدفاع المدني جاهدةً على تقديم المًساعدة للمُتضررين.

انقطاع للكهرباء:

تسببت الرياح العاصفة القوية التي أثرت على المملكة  إضافةً إلى تراكم الثلوج في سقوط أغصان الأشجار على أسلاك الكهرباء الأمر الذي تسبب في تقطيعها مما ادى إلى قطع التيار الكهربائي عن العديد من المناطق في العاصمة عمّان خاصة في أحيائها الشمالية و الغربية إضافةً إلى العديد من الشكاوي المتعلقة بنفس الأمرفي محافظات إربد و جرش و عجلون و البلقاء و معان و الطفيلة و الكرك.

الثلج يتحول إلى عيد و طني و أيام تكاتفٍ اجتماعي و الأردنيون يتنافسون على بناء الاف رجال الثلج:

مع عودة منظر الثلوج الكثيفة إلى مرتفعات المملكة بشكل واسع لم يحدث منذ 4 سنوات غصت المناطق السكنية التي تعرضت للثلوج في المملكة بالاف الأشخاص و ضحكات الأطفال فرحاً بعودة هذا البياض الناصع و للاستمتاع باللعب في الثلج.

حيثُ تنافس الأردنيون في بناء الأشكال المصنوعة من الثلج بحيث لم يخلى أي حي من وجود رجل ثلجي.

كما كانت الثلوج فرصة للتكاتف الاجتماعي و تضامن و تمازح الجيران و تعارفهم،حيثُ ساعد الثلج الموجود في الشارع على إذابة الجليد الموجود في العلاقات بين الناس،بحيث تعرّف بعض الجيران على بعضهم لأول مرّة.

و قد شهدت المناطق التي تراكمت فيها الثلوج بشكل كبير في محافظات عمّان و جرش و عجلون و البلقاء اقبالاً كبيراً من سُكان إربد و الزرقاء التي غابت الثلوج عن مدنهم ،حيثُ شهدت الساحات البيضاء المغطاة بالثلوج تجمُع عددٍ كبير من الناس للعب بالثلج في مهرجانٍ وطني جميل.

الأردنيون يستهلكون 13 مليون كيلوغرام من الخبز خلال المُنخفض الجوي:

بلغ حجم استهلاك المواطن من الخبز الكبير المنتج من الطحين المدعوم خلال المنخفض الثلجي التي تأثرت به المملكة على مدى 4 الايام الماضية 13.3 مليون كيلو (53.2 مليون رغيف) و هو ضعف المُعدّل الطبيعي للاستهلاك.
حيثُ يبلغ عدد المخابز العاملة في المملكة 2000 مخبز،و يصل مُعدّل انتاجها الكلي للخبز يزمياً إلى معدل 1300 طن يوميا, بحسب ما قال النقيب عبد الإله الحموي لصحيفة العرب اليوم،في حين أنه بلغ 2600 طن يومياً خلال فترة تأثير المُنخفض.

كميات الأمطار الموسمية لهذا الشتاء تُصبح حول إلى أعلى من مُعدلاتها السنوية الكاملة في العديد من المناطق:

ترافق هذا المنخفض الجوي مع هطول كميات كبيرة من الامطار و الثلوج بحيث أنقذ ذلك الموسم المطري تماماً في العديد من المناطق خاصة في شمال ووسط المملكة و مرتفعات الكرك و الطفيلة التي قفزت فيها كميات الأمطار لتصبح قريبة من مُعدلاتها السنوية أو أعلى من ذلك.

و تالياً مُلخص لكميات الأمطار التقريبيةالهاطلة في هذا المنخفض اعتباراً من مساء الثلاثاء 28-2-2012:

المناطق الشمالية:

محافظة إربد :مدينة إربد 120 مليمتر،شرق المحافظة 50-60 مليمتراً، الأغوار الشمالية 50-60 مليمتراً.

محافظة عجلون:المناطق الجبلية 120 مليمتر،،المناطق الشفا- غورية: 40 مليمتر.

محافظة جرش:مدينة جرش 60 مليمتر ،المناطق الجبلية 100 مليمتر.

محافظة المفرق:مطار المفرق 30 مليمتر.

المناطق الوسطى:

محافظة العاصمة: غرب عمّان 190 مليمتر،شمال عمّان 160 مليمتراً،شرق عمّان 70مليمتر.
مطار الملكة علياء:30 مليمتر،مطار عمّان المدني 65 مليمتر.

محافظة البلقاء:مدينة السلط 140 مليمتر،الأغوار الوسطى 50 مليمتر.

محافظة مادبا: مدينة مادبا 120 مليمتر.

محافظة الزرقاء:مدينة الزرقاء 45 مليمتر.

المناطق الجنوبية:
مرتفعات الكرك و الطفيلة 20-60 مليمتر.

مدينة البتراء: 30 مليمتر.

مناطق الأغوار الجنوبية أقل من 5 مليمتر.
 

مجموع كميات المياه المُخزنة في السدود يبلغ 106 مليون متر مُكعب حتى صباح السبت و الرقم مُرشح للزيادة:
 

ارتفعت كمية الأمطار المُخزنة في سدود المملكة العشرة صباح أمس السبت لتصل إلى 105.7 مليون متر مُكعب و هو يُمثل ما نسبته 32.5% من الحجم الكُلي لتخزين السدود البالغ 325 مليون متر مُكعب.

حيثُ شهدت سدود المملكة و خاصة سد الملك طلال تدفقات كبيرة لمياه الأمطار و أيضاً تلك الناتجة عن ذوبان الثلوج، حيثُ بلغ التخزين الموجود به 44 مليون متر مُكعب.

الأمطار و الثلوج الاخيرة ستساهم في تشبع التربة و في ري الغطاء النباتي المُنتشر مما سيعمل على تغذية المياه الجوفية و مياه الينابيع بمزيد من المياه مما يُساعد على رفد السدود بالمزيد من التخزين ،حيثُ تستغرق قترة وصول المياه إلهاطلة إلى السد ما بين يومٍ إلى يومين.

صور العاصفة التي اثرت على المملكة:

ثلوج عمّان

​شبابيك البيوت تستقبل الزائر الأبيض-غرب العاصمة -منطقة الدوار الثامن

ثلوج تلاع العلي صباح الجمعة

كثافة الثلوج في منطقة صويلح

فتح الطرق في الجندويل غرب العاصمة