السحابة العملاقة (يوم الظُّلة)
موقع طقس العرب – د. جمال الموسى - ذُكر في القرآن الكريم أن قوم سيدنا شعيب (عليه السلام) كذّبوه وتحدّوه قائلين "فأسقط علينا كِسفاً من السماء إن كنت من الصادقين * قال ربي أعلم بما تعملون * وكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظُّلة * إنه كان عذاب يوم عظيم" (الشعراء 187-189) فما هو يوم الظُّلة؟
الظُّلة عبارة عن سحابة عملاقة تكونت في يوم شديد الحرارة ظنها قوم شعيب ملاذاً يستظلون به من الحر الشديد. ولكنها سرعان ما تحولت إلى كتلة من اللهب صحبتها رياح شديدة وأمطار غزيرة فأهلكتهم.
وطبقاً لتصنيف السحب فإن هذا النوع من السحاب العملاق هو من الركام المزني الذي يتكون في الأيام شديدة الحرارة، وفي ظروف من حالات عدم الاستقرار الجوي حيث أنها تحتاج إلى تسخين شديد على سطح الأرض وفي طبقات الجو السفلى، بينما تحتاج إلى درجات حرارة منخفضة ورطوبة في طبقات الجو العليا، مما يجعل الهواء الدافئ الأخف وزناً يرتفع إلى الأعلى فيبرد، ومع استمرار ارتفاعه تقل درجة حرارته أكثر فأكثر حتى يصل إلى درجة الإشباع، ويتبع ذلك حدوث التكاثف الذي هو عبارة عن تحوّل بخار الماء إلى ماء. فتبدأ السحب في التشكُّل مع توفر نوى التكاثف.
وبما أن عملية التكاثف تطلق طاقة، فإن درجة حرارة الهواء في السحابة المتشكلة تكون أعلى من درجة حرارة الهواء المحيط بها مما يؤدي إلى استمرار الهواء في الصعود إلى الأعلى فتتراكم الغيوم وتنمو عمودياً حتى يصل ارتفاع قمتها إلى حوالي 50 ألف قدم، بينما يكون ارتفاع قاعدتها حوالي ألفي قدم، وتغطي مساحة تتراوح من عدة أميال إلى حوالي 200 ميل مربّع.
وينتج عن هذه السحب العملاقة عواصف رعدية التي هي ظاهرة كهربائية تنتج عن اضطراب في الغلاف الجوي حيث يتم تفريغ كهربائي ترافقه ومضة قوية من الضوء (البرق) تصل درجة حرارتها إلى حوالي 30 ألف درجة مئوية، بينما تعادل 10 أضعاف الطاقة الناتجة عن القنبلة النووية التي ألقيت على جزيرة هيروشيما اليابانية عام 1945.
ويحدث التفريغ إما داخل سحابة الركام المزني نفسها أو بين سحابة وأخرى مشابهة، أو بين سحابة والأرض مصحوباً بصوت حاد هو الرعد.
ويمكن أن تحدث العاصفة الرعدية من خلية عادية من غيوم الركام المزني أو تجمُّع خلايا متعددة من هذه الغيوم، أو من خط من الخلايا المتعددة، أو من السحابة العملاقة (Super cell) التي تمتاز بما يلي:
- أنها تنتج عن عدم الاستقرار الجوي - كما أسلفنا - مع رياح شديدة وأمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والبَرَد والرعد، ودرجة حرارة مرتفعة على سطح الأرض وباردة نسبياً في طبقات الجو العليا مع توفر رطوبة، وقد تستمر لعدة ساعات.
- حجمها كبير، فقاعدتها منخفضة وقمتها عالية جداً.
- أنها تتحرك في دوران نتيجة اختلاف سرعة واتجاه الرياح في طبقات الجو المختلفة.
- تصاحبها تيارات هوائية صاعدة تتراوح سرعتها بين 200-270 ميل/ ساعة.
وكما ذكرنا فإن هذه السحب تكون مصحوبة بجو عنيف من الرياح والبرق والفيضانات، إضافة إلى:
- الرعد: وهو ظاهرة جوية تصاحب البرق ويحدث نتيجة التسخين الشديد للهواء المحيط بمسار البرق، إذ يتمدد الجزء القريب بينما يتحول الجزء البعيد إلى هواء مضغوط ينتج عنه صوت قوي ينتقل عبر طبقات من الهواء مختلفة في درجة الحرارة يشبه انفجاراً ضخماً أو هديراً، وهو ما يعرف بالرعد.
- البَرَد: وهو عبارة عن كريات صلبة من الثلج يتراوح قطرها بين 7 ملم – 13 سم. وتسبب الحبات الكبيرة منها تدمير المحاصيل الزراعية، وقد تسبب كذلك تدمير البيوت والطائرات والسيارات وقتل الإنسان والحيوان.
- التورنادو: وهو عبارة عن عمود هوائي دوّار يمتد من السحابة إلى سطح الأرض، قد تصل سرعة الرياح داخله إلى أكثر من 200 ميل/ ساعة، وهو من أكثر العواصف الجوية تدميراً.
Browse on the official website