الليثيوم: المعدن الذي يمكنه إنقاذ مناخ الأرض

موقع ArabiaWeather.com- تظهر الصورة أعلاه الملتقطة من القمر الصناعي لأمريكا الجنوبية، بقعة بيضاء مميزة على اليسار لمكان يسمى بـ "سالار دي ايوني" وهي واحدة من أنقى وأندر مسطحات الملح والأكبر على سطح الأرض.

وتقع هذه البقعة في جبال الإنديز في بوليفيا، وتغطي مساحة مئة كيلومتر، بارتفاع 3600 متر، ما يدعونا للحديث عن هذه البقعة هو أنه بإمكانها أن تكون جزءاً من حل مشكلة التغير المناخي بتوفير بديل للوقود الحفري، ففي فتحت هذه القشرة الملحية السميكة يتوافر الليثيوم بكميات كبيرة، حيث يقع أكبر احتياطي لليثيوم في العالم، وهو ما يعادل ثلث الكمية المتوفرة عالمياً من هذا المعدن القلوي، إلاّ أنه من المتوقع خلال 50 عاماً أن يتقشر ويتصلب ويُنقَل بعيداً.

والليثيوم هو أحد أهم مكونات البطاريات الصغيرة، التي تمد الكثير من الأجهزة بالطاقة وقد يؤدي الإعتماد على بطاريات الليثيوم إلى تخفيض الاستهلاك العالمي للوقود الحفري، وفي الثمانينيات، كان الليثيوم أحد المعادن المغمورة، ولكن عام 1991، تغير هذا الوضع مع إصدار أجهزة الكترونية محمولة تعمل ببطاريات أيونات الليثيوم.

واليوم، أصبحتا كلمتا "ليثيوم" و"بطارية" شبه مترادفتين، إذ يتواجد هذا المعدن في كل هواتفنا الذكية والحواسيب اللوحية والمحمولة، ويعود نجاح الليثيوم إلى أنه ثالث العناصر في الجدول الدوري، بعد غازي الهيدروجين والهيليوم، وتحتوي كل واحدة من ذراته الدقيقة على ثلاثة بروتونات، مما يجعله أخف المعادن.

ويطفو الليثيوم في حالته الأصلية على الزيت الذي يخزنه فيه الكيميائيون، إذ يُخزّن في الزيت وغاز الأرجون النبيل، ويتفاعل الليثيوم مع المياه ككل المعادن القلوية، كالصوديوم والبوتاسيوم، وإن كان لا يتفاعل بقوة مثلهما، ما يجعله مادة مثالية لتصنيع البطاريات خفيفة الوزن.

وتقول أستاذة الكيمياء بجامعة لندن، أندريا سيلا، "إن البطاريات تصدر تياراً كهربائياً بتحريك الإلكترونات في دائرة كهربائية وبصفتي كيميائية، أهتم بمعرفة ما يجري داخل البطارية، ومع حركة كل إلكترون، يتحرك أيون ليثيوم داخل البطارية".

ولصغر حجم الذرات، تتحرك بسهولة بين طبقات المواد المكونة للبطاريات ولخفة وزن الليثيوم، يُعتبر أكثر مكونات البطاريات كثافة للطاقة، بمعنى أنه يخزن أكبر كمية طاقة مقارنة بوزنه.

وهنا تظهر أهمية الليثيوم في مكافحة التغير المناخي، فهو أنسب خامات البطاريات المستخدمة في تخزين الطاقة سواء للأجهزة أو السيارات، ولا يقتصر نفع خصائص الليثيوم الإلكتروكيميائية على البطاريات فحسب، بل يشمل جسم الإنسان أيضاً (بي بي سي).