درجات الحرارة المتطرفة في المحيطات أحد أهم أسباب جفاف الجزيرة العربية هذا الموسم
موقع Arabiaweather.com- حسن عبدالله- تتأثر الجزيرة العربية منذ بداية فصل الشتاء بأجواء جافة وأكثر حرارة من المعتاد، كما أن الأمطار لم تتساقط على مناطق واسعة منذ فترة طويلة نسبياً.
وبالنظر إلى درجات الحرارة في المحيطات، وجد أنها كانت متطرفة هذا الموسم والأخص المحيط الهندي والذي يعتبر مؤثراً مباشراً في مناخ الجزيرة العربية في الغالب، ولوحظ أن درجات الحرارة انخفضت في الجزء الغربي بشكل ملموس وكانت أقل من معدلاتها بحدود درجتين إلى 3 درجات مئوية، بالتزامن مع ارتفاعها في الجزء الشرقي منه.
وعمل ذلك على انقطاع الرطوبة الجوية بشكل كبير عن منطقة الجزيرة العربية، بالرغم من مرور عدة منخفضات جوية من شرق المتوسط لكن دون توفر الرطوبة الجوية فوق الجزيرة العربية المهمة لتشكل السحب وتساقط الأمطار.
كما لوحظ ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادئ مؤدياً إلى حالة غير تقليدية من النينو، وهي حالة لا تشبه تأثير النينو القياسية، حيث لا ترتفع درجات الحرارة في الأجزاء الشرقية مقارنة مع الأجزاء الغربية من المنطقة الإستوائية في المحيط الهادئ، وهذا يساعد كذلك على جفاف الأجواء في المناطق الداخلية من المملكة بشكل غير مباشر.
وما زالت مياه المحيط الاطلسي تشهد درجات حرارة أعلى من معدلاتها الطبيعية والذي يعتبر أيضاً سلبياً بالنسبة لمناخ الجزيرة العربية عند تزامن ذلك مع حالة النينو غير التقليدية التي تطورت هذا الموسم، الأمر الذي عمل بشكل غير مباشر على سيطرة منطقة من الضغط الجوي المرتفع على الجزيرة العربية، ما جلب الأجواء المستقرة.
وعملت هذه المعطيات وبالأخص برودة الجزء الغربي من المحيط الهندي على جفاف الأجواء وقلة الأمطار ودفئها أيضاً، خلال غالبية فترة الموسم ولو تخللت ذلك أيام باردة.
وما يزيد الأمر تشاؤماً في الفترات القادمة هي سيطرة منطقة من الضغط الجوي المنخفض والعميق على القارة الأوروبية وارتفاع درجات الحرارة في جنوب الصحاري الكبرى ومنطقة" الساحل الإفريقية" والتي تساعد على استمرار جفاف الأجواء وارتفاع في درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام، حيث تعمل المنخفضات القوية على القارة الأوروبية وشمال إفريقيا على تصدير هذا الهواء الساخن والجاف نحو الجزيرة العربية الأيام القادمة ولو تخلل ذلك أياماً باردة قصيرة.
ووصلت الحرارة في أجزاء من منطقة الساحل إلى أعلى من معدلاتها بحدود 5 درجات مئوية لتصل إلى حدود الـ40 درجة مئوية، ما بتصدير الهواء الساخن والجاف نحو المملكة خلال الأيام السابقة وكأنها تعلن بداية مبكرة لفصل الربيع، ولم يكتفِ وصول الهواء الجاف والساخن نحو المملكة، فقد شمل أجزاء واسعة من منطقة المشرق العربي وصولاً لأجزاء من جنوب سيبيريا.
ولا يعتبر دفء الأجواء الحالية ناتج عمّا يطلق عليه" الاحتباس الحراري" وذلك لان مثل هذه الظروف الجوية تحدث كل بضع سنين، نتيجة دورات معينة تحدث في الغلاف الجوي، حيث يلاحظ أن الغلاف الجوي يكرر نفس النمط كل عدة سنوات.
ويتابع مركز "طقس العرب" الإقليمي درجات الحرارة في المحيطات بشكل مستمر، حيث يعتبر طاقم التنبؤات الجوية حرارة المحيطات أحد أهم العوامل المؤثرة على المناخ.
شاهد أيضاً:
النشرة الجوية المفصلة في المملكة
الطقس خلال الـ 10 أيام في المملكة
Browse on the official website