د.عبدالله المسند يُبين سبب الإعتدال النسبي لأجواء صيف 2018 في السعودية مقارنة بسنوات ماضية
طقس العرب - سنان خلف - أسئلة كثيرة يتم طرحها عن غياب موجات الحر القاسية وانعام تأثيرها على المملكة صيف هذا العام، الدكتور عبدالله المسند أجاب عن هذا السؤال من خلال سلسة من التغريدات التي أطلقها عبر حسابه في تويتر حيث غرد قائلاً:
"هناك عوامل جوية معقدة ترسم وتشكل ـ بإذن الله تعالى ـ الُمخرج النهائي لأحوال الجو الساعية واليومية والشهرية بل وحتى الفصلية، وهي تنقسم إلى قسمين عوامل جوية سطحية، وأعني بها فوق سطح الأرض مباشرة، وعوامل جوية علوية وهي في طبقات الجو العليا بإرتفاع يبلغ نحو 5كم فوق سطح الأرض.
بادي الرأي ـ والله أعلم ـ أن السبب في اعتدال صيف 2018 النسبي في بعض المناطق في السعوية يرجع لعاملين جويين: علوي وسطحي، فالعامل الجوي العلوي والمتمثل بخلو سماء السعودية (معظم) صيف2018 من تشكل المرتفعات الجوية العميقة High Pressure، والتي ينتج عنها ارتفاع في درجة الحرارة صيفاً وبشكل مزعج، حيث يتسبب بهبوط التيارات الهوائية من الأعلى إلى الأسفل، والتي بدورها تتسبب بضغط الهواء وتكدسه في طبقات الجو الدنيا؛ فترتفع بسببه درجات الحرارة.
كما تحبس الوضعية تلك التيارات الحارة الصاعدة من سطح الأرض، فترتد مرة أخرى إلى الأرض فترتفع درجة الحرارة وتنخفض درجة الرطوبة، وهذه الآلية تُشكل ـ بإذن الله تعالى ـ قبة أو فقاعة هوائية (كتلة هوائية حارة وعظيمة) فوق المنطقة المتأثرة؛ فيرتفع معدل درجة الحرارة بشكل يفوق المعدل السنوي كما حصل صيف 2017، في حين صيف 2018 ـ تقريباً ـ خلت السماء معظم فصل الصيف من المرتفعات الجوية العلوية الحادة والكاتمة، وتواجدت في طبقات الجو العليا منخفضات جوية تقوم بالتخفيف الحراري عبر تسريب الأشعة الحرارية الصادرة عن سطح الأرض إلى أعلى، وهذا أدى إلى تلطيف الأجواء نسبياً صيف 2018م على بعض المناطق في السعودية.
ثانياً العامل الجوي السطحي: والمتمثل بنشاط الرياح الشمالية الغربية المعتدلة الحرارة، والقادمة من شرق أوروبا عبر البحر المتوسط والشام حيث كتلة هوائية معتدلة نسبياً، أدت إلى تلطيف الأجواء نسبياً في السعودية وتمريرها ناحية الربع الخالي فبحر العرب دون تدويرها في الوسط، وخلو السطح من مراكز الضغط الجوي المنخفض العميق والذي يساهم في تدوير الرياح وجلب الكتل الحارة خاصة من جنوب العراق وحوض الخليج العربي حيث مسرح منخفض الهند
الموسمي الحار.
وتجدر الإشارة إلى أن صيف 2018 يذكرنا بفصول صيفية قبل نحو 40 سنة وقبل التغير المناخي الكبير.
وفي الختام وعلى وجه العموم يعتبر شهر يوليو الماضي عند أو أقل من المعدل العام في معظم السعودية وشرق أوروبا والهند وإيران، في حين أعلى من المعدل في شمال أفريقيا ومعظم أوروبا .. هذا والله أعلم.
أ.د.عبدالله المسند almisnid@
جوال كون
Browse on the official website