رغم غياب تكنولوجيا الطقس .. هكذا استطاع كولومبوس التنبؤ بالإعصار عام 1502
طقس العرب - م. ناصر حداد – قبل أكثر من 500 عام وبالرغم من غياب تكنولوجيا الطقس، استطاع كرستوفر كولومبوس توقع حركة إعصار والنجاة بحياته في جزر الكاريبي.
كولومبوس، ذلك البحار الذي يُنسب له اكتشاف العالم، كان قد حذر حاكم إحدى الجزر الكاريبية آنذاك (نيكولاس دي اورافاندو) من مغبّة القيام برحلة بحرية لاكتشاف الذهب، نظراً لقدوم إعصار، فلم يصدقه، وقد نتج عن ذلك الأمر خسارة 30 سفينة بمن فيهم من البحّارة آنذاك، وبقي كولومبوس آمناً ينتظر انتهاء الاعصار ليكمل رحلاته البحرية.
كيف عرف كولومبوس مسبقاً بقدوم الاعصار؟
بخلاف وسائل الرصد والتكنولوجيا الحديثة، لم يكن في تلك الفترة أياً من صور الأقمار الاصطناعية ولا حتى النماذج الجوية العددية.
وفي هذا التقرير سنحاكي الظروف الملموسة والتي تمّكن كولومبوس من فهمها والتأكد من قدوم الاعصار.
أمواج عالية والسماء صافية وقليلة الغيوم
أولى الإشارات التي يستد من خلالها على احتمال قدوم إعصار في منطقة ما، هي بدء توافد أمواج عالية في البحر رغم صفاء الأجواء وهدوء الرياح، اذ أن للإعصار طاقة كامنة شديدة، تكفي لنشر الأمواج على مساحة جغرافية تصل لمئات الكيلومترات المربعة حول مركز الحالة المدارية، وقد تصل المساحة المتأثرة الى مليون كم مربع!
ويعني ذلك أن الأمواج تسبق تأثير الاعصار في الواقع بحدود 3-4 أيام، وهي بمثابة الإنذار الأول لقدوم الاعصار.
اشتداد الاضطراب في البحر وظهور السحب المرتفعة
قبل يوم ونصف من موعد قدوم الاعصار، تبدأ السحب المرتفعة بالظهور في الأفق (Cirrus Clouds)، وهي غيوم رقيقة وناعمة ذات لون أبيض تتكون على ارتفاعات كبيرة على سطح الأرض وتتكون تلك السحب أساسا من بلورات جليدية، وتتشكل أحياناً الهالات حول الشمس، وحول القمر ليلاً. وتلك السحب هي سدى أو بقايا السحب الرعدية الكثيفة المصاحبة للجزء الفعال من الاعصار.
وبعد ذلك، تبدأ السحب الطبقية الكثيفة (Nimbostratus Clouds)، وتبدأ السحب الرعدية والأمطار الغزيرة بالتوافد لتلك المنطقة معلنة بداية الاعصار / الحالات المدارية بشكل رسمي.
Browse on the official website