سيول وامطار الأردن تُعيد لذاكرة الأردنيين فيضان معان المدمر 1966م
أعادت الامطار الغزيرة والسيول التي اثرت على بعض مناطق المملكة خلال الأيام الخيرة إلى ذاكرة الأردنيين تلك كارثة المؤلمة التي هزت المملكة قاطبة في العام 1966، وتحديداً في مدينة معان الأردنية جنوباً، حيث داهم سيل جارف نتج عن هطول غزير للأمطار الرعدية، المواطنين وهم نائمين وراح ضحيته 100 شهيداً! مُعظمهم من أبناء مدينة معان وقرابة 10 حجاج لبيت الله الحرام وكانوا ينزلون في معان قُبيل التوجه للديار المُقدسة.
أما السبب العلمي وراء الحكاية التالية هو تأثير قوي لمنخفض البحر الأحمر من الجنوب والمصحوب بتيارات هوائية دافئة ورطبة من أصول مدارية وشبه إستوائية، وتزامن ذلك مع إقتراب كتلة هوائية باردة قطبية المنشأ توضعت حينها إلى الشمال من مصر, ونتج عن ذلك التوالف نشوء حالة عنيفة من عدم الإستقرار الجوي اثرت على كامل منطقة بلاد الشام ومصر وشمال المملكة العربية السعودية وغرب العراق.
وتالياً القصة كما هي ونقلت حرفياً من مدونة "ذياب سداد أبو ذوابة الفناطسة" مشكوراً.
"حدث سيل معان في الساعة السادسة وخمس واربعين دقيقة في صباح يوم الجمعة الموافق 11/3/1966 فجأة ودفعه واحده بدأ السيل بالارتفاع الى منسوب فوق ما كان عليه بمتر تقريبا واخذ يجتاح مساره الطبيعي القديم من الجهة الغربية من المدينه ,عند جسر الطريق الصحراوي, آخذا كل مافي طريقه من بيوت وسيارات ومتجها الى الشرق ماراً بالسوق التجاري الى السجن في الوادي, وكان سريعاً وقوياً.
ومن المعروف ان الغالبية العظمى من بيوت معان ترابية وقد تصدعت من شدة ما انهمر عليها من مياه وزاد من خطورة الحال اندفاع السيل اليها فجرفت اساسات تلك البيوت المحاذية لمجرى السيل القديم او الواقعه في منخفضات مدينة معان, وبالرغم من الانذار المبكر بخطورة الموقف وبالرغم من الجهود التي بذلها رجال الامن والقوات المسلحة والدفاع المدني الا ان اندفاع السيل المنهمر على المدينة فاجأ اهالي مدينة معان واصابهم ارتباك شديد لم يعرفوا معه التصرف!
ومع اندفاع السيل بدأت القوات المسلحة والامن العام والدفاع المدني في المدينة اتخاذ اجراءات الاسعاف والانقاذ,وكانت الاجراءات المتخذة من قبل هذه القوات تتميز بالشجاعة والمقدرة وقبل كل هذا السرعة, لقد نجح الانذار المبكر ومكن التجاوب السريع مع عاصفة المطر بتحريك القوات المسلحة للنجدة قبل وقوع الكارثة بثلاث ساعات, ومرافقة الامن العام والدفاع المدني والجهاز الإداري في المحافظة لتطورات الموقف منذ الساعه الواحدة. ومع بداية الأمطار مكن ذلك كله هذه القوات من تخفيض عدد ضحايا الكارثة الى ادنى حد ممكن اذا اخذنا بعين الاعتبار عدم تجاوب الاهالي الا في آخر لحظة وعند بدء الكارثة. ولو تجابوا مع اول انذار لما ذهبت ضحية واحدة من الاهالي ولكانت الخسائر المادية فقط.
وقد ارتفع عدد الشهداء بسب ردم البيوت الترابيه عليهم او اخذهم السيل الى خارج المدينة حيث وجت اكثر من عشرين جثة اخذها السيل معه!
اما الذين حصورا تحت الانقاض فلم يكن هنالك فرصة لنجاتهم وذالك لعدم امكانية دخول الهواء اليهم من خلال الطين، فالبيت الترابي عندما يبتل بالماء ويهدم على اصحابه يصبح كتلة طين واحدة يصعب التنفس تحتها وكان الامل الوحيد للنجاة هو التجاوب مع الانذار والخروج من البيوت قبل الكارثة, وان السيل قام بمداهمة السوق القديم واسقط المسجد الهاشمي
بعض الاحصائيات للخسائر الانسانية:
1- بلغ عدد الشهداء (85) شهيدا من اهالي معان.
2- بلغ عدد المفقودين (7) اشخاص
3- جرى دفن سبعة شهداء لم يتعرف عليهم احد
4- بلغ عدد الشهداء من الحجاج (10) أشخاص
5- بلغ عدد الجرحى(86) جريحاً تمت معالجتهم في مستشفى معان
6- بلغ عدد الجرحى الذين نقلوا الى عمان (7) أشخاص
ومن المأساه الكبيره ان هناك عروسين جرفهما السيل في احضانه في ليلة زفافهما وهما في عش الزوجيه!
كان تدخل الدوله في كارثة معان سبب مهم جدا في اخرج اهالى مدينة معان الفقراء والناس كافه من حالة الحزن التي كانوا فيها حيث امر جلالة الحسين بن طلال رحمه الله ببناء مدينه كامله على سطح معان لاكن كبار وشيوخ معان لم يقبلوا بهذا الشيء فقرر بتشكيل لجنة اعمار معان والمهمة الرئسية للجنة هي الاشراف على تولي كافة شؤون اعمار المدينه ويكون لها حق طرح العطاءت وتنفيذ الانشاءات دون الرجوع الى اي جهة اخرى.
وهنالك بعض الدول المانحة التي ساهمت بشكل كبير في ذلك الإعمار وهي: المملكة العربية السعودية، إمارة أبو ظبي، دولة الكويت، وليبيا.
وقد شيد نصب تذكاري للدول التي ساهمت في انجاز هذا المشروع الخيري والذي تم من خلال هذا المشروع اعادة اعمار مدينة معان في عهد صاحب الجلاله الملك الحسين بن طلال سنة 1387هجري/1967ميلادي."
Browse on the official website