هل غياب الأمطار، حتى الآن يعد أمراً اعتيادياً؟
موقع طقس العرب- د. أيمن صوالحة- يتساءل المواطنون في مثل هذا الوقت من كل عام، عن ما يُسمى بـ"الشتوة الأولى" أو "شتوة الزيتون" وهل يُعتبر تأخرها وعدم قدومها حتى تاريخه، أمراً اعتياديا؟
تأثرت المملكة خلال الفترة الماضية، بعدّة فعاليات جوية، لكنها كانت "ضعيفة" و"غير ناضجة" عموماً وهو أمر طبيعي في مثل هذا الوقت من العام، وعملت على هطول زخات مطرية محلية في أجزاء من شمال المملكة، وطالت أجزاء محدودة من وسطها.
لكن، ما السبب العلمي في عدم وصول منخفضات جوية حركية، أو فعاليات جوية "قوية" إلى منطقتنا؟
تعتبر الفترة الحالية، تشرين الأول، فترة انتقالية بين صيف حار وجاف من جهة وخريف مضطرب ومتفاوت في أدائه بين عام وآخر وذلك من جهة أخرى.
حيث تبدأ مناطق "الضد" في أوروبا، وهي جنوبها وغربها والتي عادة ما تُعاكس حالة الطقس فيها تلك السائدة شرقيّ البحر الأبيض المتوسط، تبدأ بالتأثر بمنخفضات جوية حركية قادمة من شرق الأطلسي، أو فعلاً نجحت في التشكّل فوقها بسبب قربها من مسطحات مائية هامة، وبفعل طبيعة وفيزائية الغلاف الجوي الديناميكية، ذلك يُحتم أن يكون الطقس "مستقراً" في بلاد الشام حيث إما أن تتأثر بمرتفع جوي في طبقات الجو كافة وبالتالي أجواء معتدلة نهاراً ورطبة باردة نسبياً ليلاً، أو امتداد -غير فعال وغير مقترن بالرطوبة- لامتداد البحر الأحمر من الجنوب والذي يعني سيادة أجواء دافئة نهاراً وجافة مائلة للبرودة ليلاً.
ويبدو أن هذه الحكاية ستستمر حتى أواخر الشهر الجاري، حيث ستنجح كتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا بالتقدّم من مصر ويترافق ذلك مع امتداد لمنخفض البحر الأحمر من الجنوب، لكن لا تزال المؤشرات الأولية سلبية بخصوص تأثر المملكة وعموم بلاد الشام بهذه الحالة من عدم الاستقرار الجوي وإنما اقتصار تأثيرها الواضح على شمال مصر.
وبالتالي، تعتبر الأمور مُعتادة من ناحية عدم هطول أمطار "هامة ومُعتبرة" في مثل هذه الفترة من العام، بل وتشهد بعض السنوات حتى أجواء أكثر حرارة من الحالية مع درجات حرارة ترتفع إلى مطلع الثلاثينيات مئوية.
Browse on the official website