هل فرص الثلوج واردة بقية هذا الموسم في العاصمة عمان بعد أن تخطت الحرارة 20 مئوية؟
موقع ArabiaWeather.com- د. أيمن صوالحة - لا تزال رؤية الثلوج وهي تتساقط وتتراكم على الأرض حلمٌ يراود العديد من الأردنيين بالرغم من مرور أقوى عاصفة ثلجية على الإطلاق في شهر ديسمبر حسب الأرشيف الأردني الحديث والأقوى منذ شباط 2003، وقد هطلت الثلوج طوال 72 ساعة مُستمرة في الجبال الشمالية والوسطى بما فيها مرتفعات العاصمة، واستمرت تأثيرات العاصفة الثلجية على الحياة العامة المُتمثلة ببقايا الثلوج والجليد لمدة عشرة أيام بعد توقف الثلوج، في حين لا تزال بعض مرتفعات جنوب المملكة الشاهقة تحتقظ ببعض "الثلوج" في الوديان التي لا تطالها أشعة الشمس وبفعل الانحباس المطري الذي ساد المنطقة بعد إنقضائها.
لكن، هل سنرى هذا المشهد الأبيض مُجدداً في العاصمة عمان؟
فقد بعض الأردنيون الأمل بفصل الشتاء عندما تخطت الحرارة بالأمس حاجز الـ20 مئوية في عمان، وسط انحباس قاسٍ للأمطار المهمة عن العاصمة خصوصاً والمملكة عموماً منذ منتصف ديسمبر، عدا عن بعض الحالات المحدودة التي طالت جنوب وشرق المملكة. لكن المُتصفح لأرشيف المملكة خلال السنوات الأخيرة على دراية تامة بأنه لا علاقة بارتفاع درجات الحرارة بشكل ملموس في منتصف كانون بنهاية الشتاء أو حتى إنعدام فرص الثلوج.
والأمثلة على ذلك عديدة فيما يخص يناير وأكثر بكثير عندما نتكلم عن بقية أشهر الشتاء، نبدأ مع العام 2005 عندما إرتفعت درجات الحرارة في الأيام الأخيرة من يناير إلى حدود 20-24 مئوية في المدن الأردنية بما فيها عمان ولامست الـ30 في العقبة. العديد ظنّ أن موسم 2005/2004 قد إنتهى بعد أمطار طوفانية أتت مُبكرة في شهر نوفمبر وضعف الهطول المطري كثيراً في "كوانين" إلا أن شباط كانت له كلمة الفصل، عندما تعرضت المملكة إلى تساقط الثلوج في 8-شباط (أي بعد 10 أيام من الحرارة العشرينية) ولكنها إتسمت بالغزارة فوق الجبال العالية فقط وإنتهاءً بالعاصفة الثلجية الشهيرة التي يذكرها تحديداً "أهل عروس الشمال" والتي أثرت في 12-شباط.
أما المثال الأهم فهو في يناير 2000، عندما إرتفعت درجات الحرارة مع الأيام الأولى للالفية الجديدة إلى أول العشرينيات مئوية وكان موسماً سيئاً للغاية حتى تاريخه، إلا أن يوم 28-كانون ثانٍ كان يوماً تاريخياً، حيث ضربت المملكة واحدة من أقوى العواصف الثلجية في الأرشيف الحديث بحيث تراكمت الثلوج بحدود 50 سنتيمتراً في العاصمة والبلقاء والكرك وأكثر من ذلك في عجلون وجبال الطفيلة والشراه في غضون أقل من 12 ساعة فقط، ووصلت الثلوج المتراكمة إلى إرتفاع 250 متر فقط عن سطح البحر!
ويتفاءل كادر التنبؤات الجوية هذه المرة في شهر شباط، حيث وبالرغم من سلبية الخرائط الجوية بعيدة المدى المُحللة من النماذج الحاسوبية المُشغّلة لدى مركز "طقس العرب" الإقليمي وصولاً حتى الأيام الأخيرة من الأسبوع الأول، إلا أن نظرتهم فيها شيء من التفاؤل بُعيد العاشر منه، وبدءاً من مُنتصف الشهر يُتوقع أن تتغير الأنظمة الجوية العامة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية (أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا) لصالح شرق القارة الأوروبية وبالتالي المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط بما فيها المملكة بمشيئة الله، وكذلك الحال يستبشرون خيراً ببقية الشهر وربما كذلك آذار/مارس القادم.
وبالتالي تزداد إحتمالية تاثر المملكة بأنظمة جوية فعالة ورئيسية: تجلب أجواءً شتوية باردة ورطبة، بُعيد العاشر من شباط القادم بمشيئة الله ولعلّ أفضل الفرص هي الأسبوع الثالث منه.
ولا يعني ذلك بالضرورة تأثر الأردن بعاصفة ثلجية من الطراز الرفيع كالتي أثرت علينا في مُنتصف ديسمبر الماضي، والتي صُنفّت الأقوى خلال شهر ديسمبر على الإطلاق في تاريخ المملكة الحديث منذ العام 1920 ميلادية، والأقوى منذ شباط 2003.
* مُلاحظة هامة: لا تُعبّر هذه المُعطيات الجوية عن نظرة الموقع النهائية للتوقعات الخاصة بشهري شباط وآذار، وإنما عن النظرة الأولية لديهم في هذا الوقت.
Browse on the official website