هل للشتاء بقية؟
موقع ArabiaWeather.com- يكاد أن ينسى الأردنيون الطعم الحقيقي للشتاء وذلك بسبب غياب المنخفضات الشتوية القوية المعهودة في مثل هذا الوقت بالذات من العام، حيث لطالما كانت نهاية شباط المُنقذ للموسم المطري (سواءً الضعيف أو المُتأخر) لكن لم يسعفنا شباط هذه المرة، حيث ترتفع درجات الحرارة عن مُعدلاتها الطبيعية في هذين اليومين بأكثر من عشرة درجات مئوية، ولامست العُظمى في عدّة أنحاء من عمّان 25 مئوية، في حين تجاوزت الـ32 مئوية في العقبة.
لكن، ما الذي يحدث؟ وأين ذهب فصل الشتاء المعهود؟!
يُجيب كادر التنبؤات الجوية في مركز "طقس العرب" الإقليمي إلى أن الأنظمة الجوية السائدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أفرزت تطرّفاً كبيراً في فصل الشتاء الحالي في كافة المناطق، حيث يُعاني الغرب الأمريكي وخاصة كاليفورنيا من حالة صعبة من الجفاف والانحباس المطري كذلك الأمر في بلاد الشام وبعض الدول الأوروبية وصولاً لتركيا وشمال باكستان حتى مشارف غرب و وسط الصين، في حين تُعاني الجزر البريطانية والشمال الشرقي الأمريكي من شتاء قاسٍ تمثل بالأولى على شكل عواصف وأمطار وفيضانات وفي الأخيرة على شكل عواصف ثلجية قوية و مُتكررة.
ولا يبدو أن الأنظمة السائدة في طريقها للنهاية، حيث من المُتوقع أن تضرب عاصفة ثلجية باردة مناطق شاسعة من وسط وشرق الولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية الشهر الحالي، ومن المُرجّح أن يُرافقها نشاط بارد وقطبي المنشأ على مناطق واسعة من غرب أوروبا بدءاً من بريطانيا و وصولاً إلى دول المغرب العربي (الجزائر وتونس) تحديداً وذلك بفعل تمركز متوقع لمُرتفع جوي قوي في شرق المحيط الأطلسي.
وما تأثير ذلك على إحتمالية عودة الشتاء إلى منطقتنا؟
ونتيجة لذلك، من المُرجّح أن تغيب المنخفضات الجوية القوية عن منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط حتى نهاية الثلث الأول من شهر آذار القادم (أي الأيام العشرة الأولى)، عدا عن بعض الحالات المطرية العابرة غير المؤثرة.
في حين يبدو أن الحرارة العشرينية ستُكثر من زيارتها للمنطقة مع الأيام الأولى من آذار، مع بعض الإشارات القائلة بتجاوز العُظمى حاجز الـ25 مئوية في العاصمة عمّان في أكثر من مُناسبة.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين
Browse on the official website