موقع طقس العرب – م. ناصر حداد - تأثرت مدينة جدة عصر اليوم الخميس 27 أبريل / نيسان 2017، بسحب ركامية رافقها تساقط زخات أمطار رعدية إضافة الى تساقط البرديات في بعض المناطق.
* تصوير عبدالله العلوني.
ويستعرض طقس العرب تفاصيل الحالة الجوية والأسباب العلمية وراء نشوء تلك السحب بعد مشيئة الله،
ففي المفاهيم المتعلقة بالطقس، يتطلب تشكل السحب الركامية توفر هواء دافئ ورطب، فيصعد الهواء للأعلى وفي حال كان الهواء أدفئ من المكان أو الحيز المحيط به فإنه يتابع حركته لأعلى، فتنخفض حرارته أكثر وترتفع رطوبته النسبية الى أن يصل لدرجة الإشباع أي تصل رطوبة الهواء النسبية الى 100%. وهذا هو أحد الأسباب، يضاف له عاملين رئيسين آخرين وهما العامل الديناميكي (الناتج من الجبهات الهوائية والأحواض العلوية الباردة)، والعامل الميكانيكي (سلسلة جبال شاهقة).
وعند ذلك الارتفاع (الارتفاع الذي تصل فيها رطوبة الهواء الى حد الاشباع) يبدأ تشكل السحب وهو ما يعرف بقاعدة السحابة (Cloud base)، وكلما تابع الهواء المشبع بالرطوبة حركته لأعلى، ازدادت سماكة السحابة وأصبح لونها الظاهري داكنا أكثر فأكثر عند النظر اليها من سطح الأرض بسبب زيادة امتصاصها لأشعة الشمس وبالتالي حجب أشعة الشمس عن سطح الأرض.
الا أن مدينة جدة تتميز بظروف مناخية خاصة، اذ أن الفارق الحراري بين سطح البحر الأحمر وحتى ارتفاع 1500 متر عن سطح البحر لا يتجاوز حاجز ال 2-4 درجات مئوية (Inversion layer)، ويحول دون متابعة حركة الهواء العامودية للأعلى، وهذا كفيل بمنع تشكل الغيوم الركامية التي ينتج عنها تساقط زخات الأمطار بعد مشيئة الله.
وبمنع الهواء من متابعة حركته لأعلى، فأن أحد اهم شروط تشكل السحب لم يتحقق، فيبقى الطقس مستقراً حينئذ.
وبالعودة لما حصل عصر اليوم، فقد تشكل ظروفاً جوية لا تتكرر كثيرا (أو بشكل مغاير للأوضاع الطبيعية المتعارف عليها) في الطبقات الجوية على ارتفاع 1.5 كم وحتى 3-4 كم عن سطح البحر، في وقت خلت خرائط النماذج الجوية العددية من أي احتمالات للأمطار على تلك المنطقة من حوض البحر الأحمر تحديداً.
وفي التفاصيل، فقد اندفعت رياح جنوبية على ارتفاع 1500 متر (850 hPa) مع ساعات الظهر والعصر أدت الى نشوء منطقة تلاقي وتجمع للهواء (Conversion zone) قبالة سواحل مدينة جدة، ساهمت في تعويض النقص الحاصل من غياب الفارق الحراري المطلوب، كما كانت نسبة الرطوبة النسبية في الطبقات الجوية متوسطة الارتفاع جيدة وتراوحت بين 50-60%، إضافة الى توفر الفرق الحراري الكافي وذلك في الطبقات الجوية المتوسطة والعالية حيث كان الفارق الحراري بحدود 35 درجة مئوية.
وقد أدت هذه العوامل الجوية الى اكتمال الظروف المطلوبة لنشوء الاضطراب / عدم الاستقرار الجوي، اذ تكاثرت السحب الركامية وترافقت بتساقط الأمطار الرعدية والبرديات ولله الحمد.
Arabia Weather App
Download the app to receive weather notifications and more..