موقع ArabiaWeather.com- بدأنا الإحساس بإرتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة وهذا أمر طبيعي مع إقتراب فصل الصيف، وتكثر مع هذا الفصل ما يُسمى بضربات الشمس، سنقوم بجولة في عالم الطب وعلاقة جسم الإنسان مع الطبيعة وتطرّفها.
تُعرّف ضربة الشمس لدى الإنسان السليم على أنها إرتفاع مُستمر بدرجة حرارة الجسم الداخلية الى أكثر من 40.5 درجة مئوية (درجة حرارة الجسم الداخلية الطبيعية حوالي 36.8 مئوية)، بوجود أعراض في الجهاز العصبي أهمها تغيّر في درجة الوعي. ولعل أبرز ما يرافق هذه الحالة هو فقدان الجسم لميّزة القدرة على التحكم بتغيير درجة الحرارة وفي حالتنا هي فقدان وظيفة التعرّق للتخلص من الحرارة الزائدة عن طريق الإتصال مع الهواء المحيط بالإنسان.
ويُعتبر مُصطلح "ضربة الشمس" هو الأقوى والأشد في مجال إرتفاع حرارة الجسم غير الطبيعي بإستثناء الأمراض السارية والمُعدية. ويُعد هذا التشخيص أحد أهم وأخطر المشاكل الصحية الطارئة للإنسان لما قد ينتج عنه من فشل بليغ في وظائف أجهزة الجسم المُتعددة أو حتى الوفاة.
أما الأكثر عُرضة لضربات الشمس هم الكبار في السن (أكبر من 65 سنة) والصغار في السن (أقل من 10 سنوات) وذلك نتيجة ضُعف أو عدم تطور قدرة الجسم السليم على التحكم بدرجة حرارته الداخلية، وكذلك تُعتبر هذه الفئات العمرية من أكثر الفئات حاجة للرعاية والمُتابعة عن طريق الأسرة أو الأقارب.
تنتج ضربة الشمس عادة عند حصول إرتفاع حاد ومتواصل في درجة حرارة الهواء المحيط بالإنسان، وفي مجال إختصاصنا نقصد الموجات الحارّة، مع وجود العديد من العوامل المُساعدة وأهمها نقصان السوائل والأملاح عن مُعدلاتها الطبيعية في فسيولوجيا جسم الإنسان وذلك يعود الى عدة أسباب: أهمها عدم حصول الجسم على كفايته من السوائل والأملاح عن طريق الغذاء أو/و إستهلاك هذه الكميات الطبيعية المُفترضة بمجهود كبير ومُضني للجسد مثل بذل مجهود جسدي كبير تحت أشعة الشمس المُباشرة لفترات طويلة ضمن الأجواء الأكثر حرارة من المُعتاد.
أما عن أعراضها، يُعتبر شمول الجهاز العصبي بها الأشد والأكثر خطراً: مثل التغيّر الحاد والمُفاجىء في درجة الوعي أو فقدانه كلياً، أو حدوث تشنجات عصبية وما يُرافقها من تبوّل لا إرادي، أو كلها مُجتمعة.
أما الأعراض الأخرى في جسم الإنسان فهي مُتعددة وتبدأ مع شعور الإنسان بالعطش والإعياء الجسدي والعضلي، مروراً بردة فعل الجسم الطبيعية للجفاف أو/و إرتفاع درجة حرارته الداخلية، وصولاً الى شمول أجهزة الجسم الرئيسية بذلك ومنها الكلى والغدد الصماء والرئتين والقلب مع الجهاز الدوراني.
*ماذا تفعل في حال مُشاهدتك لإنسان يُشتبه بإصابته بضربة شمس؟
1- إعمل وبشكل سريع على إبعاد أشعة الشمس المُباشرة عنه بوضعه إما في غرفة مُكندشة (مُبرّدة) أو وضعه في الظل على الأقل.
2- التخلص من ثيابه الثقيلة -في حال إرتدائها- والإكتفاء بالملابس الداخلية.
3- غمر جسم المريض عدا الرأس بحوض/حمام مائي بارد ويُفضل إضافة الثلج الى ذلك. وفي حال تعذّر الوصول الى هذا يُنصح بتكرار تعريض المساحات الواسعة من الجسم (الظهر والبطن والأطراف) الى الماء البارد عن طريق قطعة من القماش أو ملابسه الخاصة.
4- خلال تلك العملية، قم بالإتصال برقم خدمة الطوارىء في منطقتك لطلب النجدة المُستعجلة، أو قم بإيصاله (بعد تنفيذ ما تقدّم) إلى أقرب مُستشفى.
5- في حال وعي المريض التام، دعه يشرب كميات كبيرة من السوائل الباردة والمُرطبة: وتعتبر هذه الخطوة الأهم والأنجع حتى في الوقاية من ضربات الشمس.
*ما مصير الشخص المُصاب بضربة الشمس ؟؟ في حال التشخيص الصحيح لهذا المرض، فإن حالة المريض لاحقاً تعتمد على العديد من العوامل:
1- مدى سرعة المُباشرة بالخطوات السابقة.
2- مدى إصابة المريض حقاً بأجهزة الجسم الرئيسية مثل الجهاز العصبي، الكلى، القلب والدوراني بالإضافة للرئتين والغدد الصماء.
3- مُعدّل نسبة الوفاة أو الضرر الدائم بعد سنة واحدة من التشخيص تعتبر مرتفعة إذ تقترب من الـ50% من الحالات! بالإضافة الى حدوث فشل مُزمن في جهاز واحد أو أكثر من أجهزة الجسم الرئيسية مثل الكلى.
إقرأ أيضاً: تعددت الأسباب والموت واحد! البَرَد الكثيف يقتل ستة أشخاص في ولاية تكساس الأمريكية.
Arabia Weather App
Download the app to receive weather notifications and more..